يذكر القديس إيرونيموس وهو من أشهر معلمي الكنيسة الأوائل أن الآب لا يري, فقد سبق أن قال لموسي عبده: لا يقدر أحد أن يراني ويعيش, وأيضا لا يدرك فكيف يستطيع الإنسان المحدود أن يدرك الله غير المحدود؟!! ولذلك صار سر التجسد الإلهي الذي نعلنه في قانون الإيمان النيقاوي والذي نصلي به: مساوي للآب في الجوهر, هذا الذي من أجلنا نحن البشر نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء…
وهنا أذكر عن شهادة الآب للابن أن السماء انفتحت ثلاث مرات تعلن ذلك أولها في وقت عماد السيد المسيح له كل المجد حيث سمع الصوت الإلهي: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مر2:11), ومرة أخري في حادثة التجلي سمع الصوت عينه: هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا (مت9:7), ثم مرة ثالثة في الصلاة الوداعية قبل أحداث الصلب إذ أراد الله أن يثبت لاهوت الابن فأجابت السماء: مجدت وسوف أمجد أيضا.
الأربعاء القادم نحتفل بعيد الغطاس المجيد, والذي يعرف بعيد الظهور الإلهي, حيث ظهرت الثلاثة أقانيم مجتمعة في وقت واحد وشخص واحد صوت الآب من السماء, والابن في نهر الأردن, والروح القدس يحل عليه في هيئة حمامة وفي هذا تأكيد أن الواحد في الثالوث والثالوث في واحد هو الإله الواحد الذي نؤمن به ونعبده.
التصويرة المنشورة توضح تفاصيل الحدث.
د. آمال جورجي
e.mail: [email protected]