كما أن الشجرة التي أكل منها آدم كانت من الخشب وجلبت لنا الموت, فإن خشبة الصليب التي صلب عليها المسيح جلبت لنا الحياة
(من أقوال القديس أثناسيوس الرسولي)
لعلك تدرك معي عزيزي القارئ أن المقصود بهذا السؤال: لماذا اختار السيد المسيح له كل المجد أن يموت مصلوبا علي الصليب وليس بطريقة أخري؟!! في البداية أؤكد أنه لم يمت ميتة طبيعية لأنه لا يستحق الموت بل هو واهب الحياة لكل أحد كما نصلي في تسبحة الساعة الثالثة أنه كنز الصالحات ومعطي الحياة وليس لأحد سلطان أن يميته, كما أكد لبيلاطس ليس لك سلطان علي إن لم تكن قد أعطيت من فوق. إذن لماذا اختار هذا الطريق, هنا أوضح أن:
* علي الصليب يفتح ذراعيه ليجمع كل الخليقة قائلا: تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال لأريحكم.
* المسيح هو الرأس والكنيسة هي جسده, فلو كان مات مذبوحا كانت الكنيسة تنفصل عنه.
* الموت بطريقة طبيعية يتم في لحظة من الزمن لكن علي الصليب كانت الفرصة لكل الأحداث مثل قبول توبة اللص والسبع كلمات التي تشمل طلب الغفران للمسيئين ووصيته ليوحنا عن أمه العذراء.
* علي الصليب هو الكاهن وهو الذبيحة فقد قدم نفسه ذبيحة بإرادته وهو نفسه الحمل المذبوح.
* علي الصليب يرفع في الهواء لكي يهزم الشيطان الذي كتب عنه أنه رئيس سلطان الهواء.
* علي الصليب أراد الشيطان أن يقبض روح السيد المسيح كما كان يفعل من قبل ولكن تيار اللاهوت المتحد بجسد المسيح صعقه فلم يعد له سلطان بعد, وأشهر ضعفه جهارا.
* كان الصليب علامة للعنة حتي كتب ملعون كل من علق علي خشبة, فلما صلب عليه المسيح صار علامة انتصار وافتخار, فلنا إذن أن نهتف مع بولس الرسول: أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح.. (غلا6:14). بعد ذلك فإن للموضوع بقية.
احتفلنا بعيد الصليب المجيد أمس السبت الموافق العاشر من الشهر القبطي برمهات مع كنيستنا القبطية.
e.mail: [email protected]