(1) : فأر وقط وطفل
الفأر الإلكتروني ستيورات كان هو نجم فيلم حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال.. إنه الفأر الذي أصبح الأخ والصديق للابن الوحيد للعائلة, لكنه اكتسب عداوة قط الأسرة.
استمعت إلي رأي أعضاء لجنة تحكيم الأطفال في الفيلم, فقالت فرح: أعجبني مشهد سباق السفن الصغيرة, فقد كان الفأر يستخدم جهاز الريموت كنترول للتحكم في سفينته الصغيرة, وعندما داست قدم شخص علي الجهاز وحطمته, لم ييأس الفأر, بل قفز إلي قاربه وقاده بنفسه حتي فاز.. لابد أن تستمر قدرتنا علي إنجاز الأعمال بأنفسنا حتي إذا حدث وتعطلت الآلات التي نعتمد عليها.
وقال حسن: أعجبني أنه عندما كان الفأر يقود سيارته الصغيرة ليلا, وتجمعت حوله القطط الضالة لتفترسه وتصدي لها قط البيت, قالت القطط لقط البيت: أنت تدافع عن الفأر لأنكما متشابهان, فلونكما أبيض. هنا أسرع الفأر يقول: ليس مهما أن نتشابه لكي يدافع أحدنا عن الآخر, فالحقيقة أننا مختلفان, هو قط وأنا فأر.
وقال إبراهيم: أعجبني القط الأليف عندما قال للفأر: إنني لا أحبك لكن بقية العائلة تحبك, لذلك أدافع عنك. وبذلك فهمنا معني الانتماء, عندما يضع الشخص مصلحة العائلة أو المجتمع فوق مشاعره الشخصية.
(2) : التدريب علي التأمل والتذوق
بآلاته الدقيقة انهمك الفنان في وضع اللمسات الأخيرة لتمثال طائر وقف في كبرياء يتطلع إلي الفضاء.
وعندما فتح الفنان جانبا من ستائر الغرفة, تدفق شعاع من نور أضاء التمثال, كما تغيرت ألوان الستائر, فظهر ما بينها في توافق وتناغم وانسجام, وبعدها خرج الفنان إلي الشرفة ليتطلع إلي مجري الماء, فيستولي علي بصره الضوء المتلألئ فوق السطح المتماوج, وكأنه قطع من الألماس المتوهج. ثم عادت الكاميرا تتحرك ببطء, لنتأمل مع الفنان لوحة رسمها لفتاة.. وفي هدوء خرجت الفتاة نفسها من إطار اللوحة, تتهادي كأنها ترقص.
كانت عين الكاميرا تنساب في هدوء ونعومة, لتعطي عيوننا وقتا كافيا نتأمل فيه جمال الضوء وتناسق الألوان وروعة التمثال أو الوجه أو الطبيعة الصامتة أو سطح الماء أو وجه الفتاة الجميلة.
هذا هو موضوع فيلم اشتركت به فرنسا في المهرجان الدولي لسينما الأطفال, يقدم إلي الأطفال والشباب المتعة البصرية, ويدرب عيونهم علي التأمل والتذوق, ويحملهم برفق لمعايشة عملية الإبداع الفني.
(3) : لا تستسلموا للعنف
لكي يعاقب ابنه, فإن الأب الذي يعيش في حي شعبي, علق ابنه في سلسلة بالحمام, وأغلق عليه باب دورة المياه طوال الليل, ثم ذهب إليه في المدرسة ليضربه بقسوة أمام زملائه.
لهذا لم يكن غريبا من الابن, عندما وجد زميلة له في الفصل تقرأ أفضل منه, والمعلمة تقارن بينه وبينها, أن يترصد لهذه الزميلة في الطريق, ويلكمها بوحشية في وجهها ويلقي بها في طين الأرض!! وزميلته هذه ابنة خبير كمبيوتر, يتعامل مع ابنه وابنته بالحوار والصداقة, لكن العنف الذي بدأ في حي شعبي, يفرض نفسه علي أسرة هذا الأب الذي لا يؤمن بالعنف, عندما يجد أن الشكوي إلي إدارة المدرسة وإلي رجال الشرطة لم يكن لها أثر. فنراه في نهاية الفيلم وقد اندفع هو نفسه يتعامل بالعنف مع الصبي الذي اعتاد أن يؤذي ابنته, والذي أراد أن يضربها بحجر فأصاب أخاها الصغير بارتجاج في المخ.
هذا هو موضوع فيلم زارع الريح, الذي قدمته المغرب في إحدي سنوات المهرجان الدولي لسينما الأطفال, والذي نبهنا إلي أن العنف, الذي ننظر إليه بسلبية لأننا نظن أنه بعيد عنا, سرعان ما ينشر ظله الكئيب حتي علي من كان يكره العنف ويهرب منه!
Email: [email protected]