مع قلة أعداد المصابين واطمئنان الناس إلي حد كبير من رعب كورونا, وعودة الحياة إلي طبيعتها بصورة كبيرة, وجدنا أناسا مازالوا محتفظين بإجراءاتهم الوقائية وآخرين لم يعدوا ملتزمين, وحينما سألت نمادج من الطرفين وجدت أن المجموعة الملتزمة رأت أن الإجراءات الاحترازية لابد وأن تكون أسلوب حياة حتي بعد كورونا ولو جزء منها, والمجموعة الثانية قررت أن تسير علي بركة الله وزي ما تيجي, فسألت نفسي أيهما أفضل؟
الحقيقة وجدت نفسي أنحاز للطرف الأول.
فلماذا لايكون أسلوب حياتنا هكذا؟ ولكن ليس بالشكل المشدد وقت ذروة كورونا؟!
لماذا لا نرتدي الكمامات في الزحام تجنبا للأمراض المعدية, فقد تكون الكمامة حماية من استنشاق غازات أو روائح تصدر من الازدحام أو غيرها.
لماذا لانحافظ علي التباعد الاجتماعي بشكل مناسب, فهو شكل أكثر تحضرا من التكاتل غير المبرر في طوابير عديدة.
وفي النهايةإللي عليه الدور هو إللي هايخلص مصلحته فليس للتكاتل دور في ذلك, كما أن التباعد يعدي انطباعا هادئا عكس الزحام الذي يشكل عبئا نفسيا ثقيلا.
تعلم أبناؤنا أن غسيل اليد بالماء والصابون وخلع الحذاء من أمام المنزل وترك أشيائهم في مكان محدد, وكنا نجد فيه صعوبة قبل كورونا, لذلك فإن تعود الأبناء علي بعض السلوكيات مثل هذه بشكل منتظم حتي بعد كورونا ضمن المؤكد أنه أمر طيب نتمني أن يظل دائما.
التعقيم والتطهير وتهوية المنازل والتعرض للشمس باتت أمورا طبيعية لكل المنازل خاصة التهوية والتعرض للشمس, تلك النعمة التي لايشعر الكثير منا بقيمتها وعرفنا أن مقولة البيت الذي ادخله الشمس لا يدخله الطبيب مقولة الأجيال كلها مهما طغت التكنولوجيا والتقدم.
عرف أصحاب المطاعم والمقاهي أن الأرزاق علي الله, فكان الحال سيئا وقت ذروة كورونا, والمحال مغلقة, وأغلقت محالهم وقتا ليس بالقليل, وتمني الكثير عودة الفتح ولو بربع الطاقة الاستيعابية ووعدوا بتنفيذ كل الإجراءات الاحترازية وسلامة الغذاء حتي لايتعرضوا للمساءلة.
وحتي لو هناك من يراعي ضميره, فهناك من عرف قيمة الضمير الذي إذا ضاع يوما يغلق باب رزقه يوما آخر, فتلك نماذج وسلوكيات نتمني ألا تتغير بعد كورونا.