برغم المحاولات الواضحة للاهتمام بالتعليم وإتاحة هذا الحق دون تمييز بين البنت والولد, قرأت مقالا للكاتب ملاك بشري حنا في هذا العدد عن محطات تعليم البنات وتحرير المرأة, وكيف كان تعليم البنات منذ عهد محمد علي ملزما, مرورا بعهد إسماعيل باشا, الذي شجع تعليم البنات وأيضا دور البابا كيرلس الرابع والقديس حبيب جرجس والدكتور طه حسين وغيرهم في ذلك, وحصول الفتيات علي أعلي المناصب الآن, وكل ذلك يؤكد أن الإيمان بتعليم الفتاة ودورها في المجتمع كان ومازال راسخا.
ما نتمناه في أمر تعليم البنات والأولاد بشكل عام, هو إضافة بعض المواد التي تعزز السلوك المجتمعي وتضيف له, مثل مواد الإتيكيت والأخلاق وابتكار وسائل تعليمية لتأهيل هؤلاء الصغار لأن يسلكوا في المجتمع برقي وتحضر في محيط الأسرة وبالتالي يرتقي المجتمع كله, فكم نري العديد من السلوكيات التي تغزو مجتمعنا ويتقبلها الكثير وتصبح نمطا لحياتهم سواء في سلوكياتهم أو في طريقة كلامهم, فحينما يتعلم الشاب والفتاة فن التعامل والكلام سوف ينعكس ذلك علي سلوكياتهم مع زملائهم واساتذتهم أيضا وتصرفاتهم مع من حولهم دون التأثر بعادات أخري دخيلة أو مارقة.
أتمني أن يكون لوسائل الإعلام دور وأن تلقي الضوء علي أهمية تعليم الأطفال فن التعامل والسلوكيات الصحيحة وآداب الحديث والطعام والتواجد في المواصلات وغيرها, وتعزز من دور المدرسة والأسرة من خلال ما تقدمه من مواد إعلامية, حتي تثبت هذه القواعد عند الغالبية فنرتقي بمجتمعنا شيئا فشيئا, وكما قال الفيلسوف سقراط التربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه وثوبه.