يروق لي أن أكتب عما شعرت به من إعجاب وانبهار, بل وإعزاز, إزاء هذا الحدث الذي أمتعنا في الثالث من أبريل الجاري عن نقل موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلي المتحف القومي للحضارة بالفسطاط ذلك الحدث العالمي الذي جذب العالم بروعته.
تلك اللحظات التي عشناها أمام هذا الحدث التاريخي جعلت كل واحد منا يشعر وكأنه هو بطل الحدث وأنه بالحق حفيد هذا التاريخ العظيم, وأن العالم كله ينظر له بعين الاحترام والتقدير.
حينما نتكلم عن صانعي هذا العمل الضخم, بدءا من الفكرة وحتي تنفيذها, نستعرض إبداع مصممي الملابس وصانعي الأطباق البلورية والطبول والعجلات الحربية والعربات التي صممت لنقل الاثنين وعشرين ملكا وملكة من أجدادنا الفراعنة بشكل يليق بمهابتهم كصناع الحضارة التي يشهد لها العالم كله, ومع كل هذه الأدوات المستخدمة والإضاءة التي تزين بها ميدان التحرير, أتي الأداء المبهر للفرق أمام المتحف المصري علي طول طريق سير العربات حتي مكان استقباله أمام المتحف القومي للحضارة, كل هذا جري في تناغم بديع.
شكل أيقونات رائعة تم تقديمها من زوايا عديدة لهذا الحدث الذي قدمه المخرج بفن وحرفية وصلت للعالم كله.
ولا يمكن إغفال إبداع فريق الأوركسترا وقائده المايسترو المتألق نادر عباسي الذي نشكره, لأنه علم أولادنا ببساطة أن هناك فنا راقيا, فالفريق من قائد وعازفين وصولو تفاعل مع حدث نقل المومياوات ببراعة لا تشبع العين والأذن من تكرار رؤيتها وغيرها من التفاصيل التي أخذتنا في سماء الفخر والعزة ببلادنا فكم بلادنا عظيمة.. هذا ما عبرت عنه الملايين في هذا اليوم, سواء من داخل مصر أو من خارجها.
فشكرا لمن أمتعنا بهذا الحدث الذي أعاد لنا الفخر بعظمة حضارتنا, وكل من أخرج هذا العمل للنور من وزارة السياحة والآثار وغيرها من الجهات المتعاونة.
وأخيرا شكرا للرئيس السيسي الذي حضر الاحتفال وشرفه دون أن يتحدث بل صمت لكي يتحدث الحدث نفسه بهذه الكفاءة والروعة.
كل هذا يؤكد لنا أن من كان سببا في معايشة تلك اللحظة التاريخية التي عشناها بفخر هم أجدادنا الفراعنة وأحفادهم المصريون الذين أثبتوا أنهم قادرون علي صنع مستقبل أكثر روعة بالتعاون والمحبة والإصرار.