من هو الإنسان يارب حتي تذكره, أو ابن الإنسان حتي تفتقده..؟؟!! يأتي علينا عيد القيامة المجيد هذا العام في ظل ظروف لم نشهدها من قبل, والجميع يقف مشدوها مدهوشا, ومتحيرا ومتسائلا: لماذا يارب؟!
وتعددت التأملات, والتحليلات, والتكهنات,,,, وأغلقت جميع دور العبادة, وحرمنا من تناول جسد ودم الرب, ومكث الكون كله داخل منازلهم لأول مرة في تاريخ البشرية!! داخل منازلهم, يترقب الجميع ماذا سيحدث؟! وبدأنا نجتر عبارات الأمان من أقوال الكتاب المقدس تارة ومن أقوال الآباء تارة أخري لنخفف وطأة الأزمة والغمة التي نعيشها, وأصبحت الحياة داخلنا ظلاما, واكتئابا, وخوف, سألت نفسي ونحن نعيش الصوم المقدس لننهيه بأسبوع الآلام, استعدادا لفرح عيد القيامة المجيد (لماذا بدلا من أن نسأل الله لماذا؟
ـ لماذا لا نبدأ بأنفسنا؟ أليست هذه فرصة لنفحص حياتنا, إلي أي مدي حقا نستأهل رحلة تجسد الكلمة ونزوله من علياء سمائه متحملا ومحتملا جميع أصناف غدر البشرية, ونفاقهم, وتدينهم الشكلي, وخصامهم, وحرصهم علي حفظ النصوص الكتابية كأقوال وليس أفعال مدعين أنهم أصحاب الحقيقة المطلقة.. هل فكرنا فعلا أن نتغير (تغيروا عن شكلكم بتغيير أذهانكم) وبدأنا نعيد صياغة شخصيتنا بعد القيامة, أم مجرد احتفالات ومواسم تمر بنا كما لقوم عادة, ونسينا رسالة السيد المسيح التي جاء بها:, جئت ليكون لهم حياة وليكون لهم أفضل (يو 10:10).. ونسينا قوله لنا, ليري الناس أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات(مت 5:16).
إذن كيف نعيد صياغة شخصياتنا مع بهجة احتفالاتنا بعيد القيامة؟
ـ أن ندرك أن القيامة تعلمنا أنه خلف القبر توجد حياة, وخلف الموت توجد قيامة, بمعني أنها انتصار الإنسان, والخروج من ضعفه إلي القوة (تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل),
ـ إلغاء كلمة مستحيل, فقد أصبح بالقيامة كل شيء مستطاعا لدي المؤمن (أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني).
فكل شيء ممكن.. لا يأس لا فشل, لا حزن, لا خوف… لقد أعطتنا القيامة بالفعل النصرة علي ضعفاتنا, وسقطاتنا, وشهواتنا, وعلي قوة احتمال الألم المصحوبة بترانيم الشكر, الفرح الداخلي (افرحوا في الرب كل حين), ذلك لثقتنا أنه بعد الظلام لابد من أن يشرق النور, وتتبدد الأحزان والمخاوف .. فما الذي يقف أمام الرب بعد أن رأينا كيف داس الموت (أين شوكتك ياموت, وأين غلبتك ياهاوية), 1كو 15: 55,
ـ رأينا السيد المسيح المصلوب شخصية لا نهائية, قدم نفسه ذبيحة فعالة ومخلصة لجميع الناس لكي يتصالح الإنسان مع الله, ومع الجميع, وأن يمتلك المحبة اللانهائية التي لله.. المحبة التي تمتد إلي محبة من يعادينا أحبوا أعداءكم, باركوا لأعنيكم, وأحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم [مت 5:44]
ـ اكتسابنا السلام الداخلي, السلام الإلهي, الذي يسكت الاضطرابات, ويبث الطمأنينة في القلوب (سلامي أترك لكم, سلامي أنا أعطيكم أنا),, (لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب يو 16:3/ ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر…
نحن, إذ نعيش القيامة, فإننا نؤمن بأن المسيح جاء لخلاصنا من كل الأوجاع, والاضطرابات, وينجينا من كل حزن رديء ووجع قلب, ويحفظنا من فخ الصياد ومن الوباء الخطأ, (أنا هو لا تخافوا) فقط, سلم للرب طريقك واتكل عليه وهو يجري, إذن لماذا يانفسي تحزنين, توكلي علي الله.. لقد أصبحنا بالقيامة فعلا خليقة جديدة, وكان قصد الرب أن يعيدنا إلي صورتنا التي أحبها عندما خلقنا, علي صورته ومثاله, فهل نحن أيضا نسعي لذلك حتي نستحق أن نحمل اسم المسيح الذي قام قاهرا الموت, فإن لم يكن المسيح قد قام, فباطلة كرازتنا, وباطل أيضا إيمانكم [1كو 15:14]