+ ضيافة أبوية :- ””””فرفع يسوع عينيه و نظر أن جمعا كثيرا مقبل إليه فقال لفيلبس: من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء وإنما قال: هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل ””””يو6: 5-6 إنها نعمة الابن الوحيد الذي جاء ليفتح لنا أحضانه الأبوية ونحن في برية هذا العالم القفرة ليشبعنا من طعام الجسد وطعام الروح ويعلمنا المشاركة, جاء ليملأ نهار حياتنا بالشبع الروحي ولم يتركنا في نهايته نجوع مهما كان عددنا, إنه مستعد أن يعطينا وبسخاء حتي نشبع مادمنا معه ففي القديم أضاف الآب السماوي الشعب في البرية وفي الجديد أضاف ابنه الوحيد الذين أقبلوا إليه في البرية أيضا. لهذا تغني الكتاب قائلا: ””””وبإزاء ذلك جعلت لهؤلاء عمود نار دليلا في طريق لم يعرفوه شمسا لتلك الضيافة الكريمة لا أذي بها”””” الحكمة 18 : 3 ما أجمل عيناك ياسيدي حينما ترفعهما نحونا فنشعر بالدفء والحنان الأبوي والشبع السماوي لأنهما تغوصان في أعماق قلوبنا وتعرفان ما نحتاج إليه وتشبعنا فنرنم مع المزمور قائلين ””””باركي يانفسي الرب ولاتنسي كل حساناته ”””” مز103: 2 .
+ وحيرة بشرية :- ””””فقال لفيلبس: من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل أجابه فيلبس لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا ””””يو6: 5-7, حينما يفكر الإنسان بفكر العالم ويزن الأمور بموازينه يقع في حيرة وربما يفشل في الاستمرار ولكن عندما يخضع لفكر الله ومحبته نسمع صوت الرب يقول لنا ””””لا تخف … لأني أنا معك …”””” أع 18: 9-10 فهكذا قال الرب للنبي قديما ””””انظروا بين الأمم وأبصروا وتحيروا حيرة لأني عامل عملا في أيامكم لا تصدقون به أن أخبر به”””” حب1: 5, لقد حسم المخلص طريق حياتنا بتعاليمه وتعاليم رسله الصادقة حتي لا نقع في حيرة أمام أمور حياتنا الجسدية ونادي للكل قائلا ”””” تعالوا إلي ياجميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم ”””” مت11: 28, فعلي كل محتار وتعبان ومحتاج ألا يقلق لأنه هكذا قال النبي ””””و يقودك الرب علي الدوام و يشبع في الجدوب نفسك و ينشط عظامك فتصير كجنة ريا و كنبع مياه لا تنقطع مياهه”””” إش 58 : 11,لقد احتار التلاميذ كبشر وقالوا””””من أين يستطيع أحد أن يشبع هؤلاء خبزا هنا في البرية”””” مر 8 : 4, ولكن في الحقيقة يارب أنت تستطيع وفعلت .
+ ونعم إلهية :- كثيرة هي النعم التي يفيض الله بها علي كل من يتبعه ولاسيما أولئك الذين خرجوا معه الي برية محبته الإلهية فهناك أنعم عليهم بالتعليم والشفاء وأيضا نعمة الشبع والبركة فمن خمسة أرغفة وسمكتين كانوا غذاء فتي فقير وبسيط كان في وسط الجموع أشبع الرب بهم خمسة آلاف رجل وفاض بركة, كما يقول الكتاب ”””” فجمعوا وملأوا اثنتي عشرة قفة من الكسر من خمسة أرغفة الشعير التي فضلت عن الآكلين ”””” يو6: 13, لقد تحقق ما قاله الكتاب ”””” المتوكلون عليه سيفهمون الحق والأمناء في المحبة سيلازمونه لأن النعمة والرحمة لمختاريه”””” الحكمة 3 :9, فهكذا اختبر المرنم الخروج وراء الرب وقال :””””تعرفني سبيل الحياة أمامك شبع سرور في يمينك نعم إلي الأبد”””” مز 16 : 11, وأيضا وعدنا الرسول قائلا:”””” تكون معكم نعمة ورحمة وسلام من الله الآب ومن الرب يسوع المسيح ابن الآب بالحق والمحبة ””””2يو 1 : 3, فشكر لفدينا الحنون الذي استقبل جنسنا البشري ضيفا وحول حيرتنا إلي معرفة وجوعنا إلي شبع فنعم الضيافة التي جعلت الضيوف يقولون””””إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلي العالم””””يو6: 14, وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع توجيه وعطية ومفاهيم سماوية وحسم لقضية.
[email protected]