هناك قيامتان وضحهما الإنجيل, قيامة أولي وقيامة ثانية, القيامة الأولي هي التوبة والقيامة الثانية هي قيامة الأجساد في اليوم الأخير, وذلك بنص الكتاب المقدس:
مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولي.. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه ألف سنة(سفر الرؤيا 20:6).
بناء عليه فالقيامة الأولي وهي التوبة تأتي بحياة أبدية بعد موت الخطية للإنسان. والقيامة الثانية تأتي في آخر الأزمنة لجميع البشر, حيث يقف الديان العادل ليجازي كل واحد حسب أعماله التي صنعها سواء حيرا أو شرا, ولولا قيامة السيد المسيح من بين الأموات ماكان لنا نصيب في القيامة الأولي أي التوبة ولا القيامة العامة أي الدخول إلي السماء لأنه بقيامته فتح الطريق إلي الفردوس.
+ والقيامة الأولي هي صحوة للإنسان من غفلات الخطية لذا يقول الكتاب المقدس:استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضيء لك المسيح(رسالة أفسس5:14), فأول القيامة صحوة والصحوة توبة والتوبة خلاص من الخطية وصحوة روحية يتحرك فيها الإنسان من عمق الخطية إلي حضن المسيح الفادي, بوعي كامل وإصرار ثابت, وحياة متجددة تمهدنا للقيامة الثانية, وهنا نتذكر علي الفور ما حدث في قصةالابن الضال حينما قيل عنه:رجع إلي نفسه(إنجيل لوقا15:17). وهنا حدثت له صحوة روحية ولما صحا اتخذ قرارا مصيريا وهو:أقوم وأذهب إلي أبي وأقول له:يا أبي أخطأت إلي السماء وقدامك ولست مستحقا بعد أن أدعي لك ابنا اجعلني كأحد أجراك(إنجيل لوقا 15:18و19).
+ واللافت للنظر هنا أنه نفذ القرار فعليا وقام وجاء إلي أبيه.. وقبل أن يكمل حديثه وقبل أن يصل إلي عبارة:اجعلني كأحد أجراك- تدخل الأب المحب ومنعه من أن يكمل بل وأعطاه حياة جديدة عما سبق ورجع إلي رتبته الأولي, هكذا القيامة الأولي توبة وتجديد وصحوة روحية.
+ وهنا عمل القيامة وهي تعمل في جميع الخطاة بنفس الفاعلية والمهم هو الاستجابة, لأنه ليس الجميع يستجيبون لعمل القيامة في داخله والدليل علي ذلك أن نعمة القيامة عملت في شخص يهوذا الخائن وكان تلميذا ليسوع المسيح ولكن الشيطان صور له أن خطيته لن تغفر ودفعه لليأس وبدلا من أن يكمل خطوات التوبة التي بدأت بالندم, انتحر يأساإذ سقط علي وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها(سفر الأعمال 1:18).
+ والقيامة تجديد للجسد: لو لم يكن المسيح مات ولم يقم كانت العواقب خطيرة وكان الإيمان المسيحي باطلا وكرازة الرسل باطلة, ولكن قيامته بالجسد النوراني السمائي الممجد أعطي البشر أن يكون عندهم رجاء أنهم يقومون بشبه جسده النوراني في القيامة العامة في اليوم الأخير, ولذا كانت قيامة المسيح فريدة في مضمونها ومتميزة عن كل القيامات السابقة عليه, فكل من قاموا من الموت قبله ماتوا ثانية فعندما أقام إيليا النبي ابن الأرملة مات هذا الابن بعد عدة سنوات(2مل17:23).
وإليشع النبي حينما أقام ابن الأرملة الشنومية عاد ومات هذا الابن ثانية بعدما عاش فترة من الزمن(2مل4:32-35). حتي الذين أقامهم المسيح من الأموات كلعازر والشاب ابن أرملة نايين كلهم ماتوا, ولكم هو لم يمت ولن يموت, ويعطي لكل من يؤمن به أن يعيش للأبد معه في النعيم الأبدي.. بركة القيامة تعمل فينا وتشملنا علي الدوام.