مازلت علي يقين بأن الابتكار لغة الأذكياء والإبداع, لغة المجتهدين ودائما وأبدا عندما أعود لثقافات شعوب رحلت وأخري تكون.. أجد أن تلك منظومة تقوم عليها البشرية.. وما غير ذلك فقد هلك بالطبع.. وهنا أشير إلي دور الأسر في اكتشاف ما هو سالف الذكر في الأبناء وكيفية استنهاض وتنمية تلك الوجبات الجاهزة, بالطبع أقصد كل مبدع ومبتكر للشريك كي يستكمل إعداد تلك الأجيال للوطن كواجب مقدس ملزم.
وتظل مقاصد التعليم المستدامة أيا كان مسماها حضانة أو مدارس أو جامعات هي الشريك الدائم للأسر فيما مراد من البشرية وما أجملها مجالس الأباء أو دفاتر الواجبات وبرامج المسابقات, واستدعاءات أولياء الأمور من ذي قبل بالمدارس والتي كانت تستهدف إجراء إصلاحات بقصد الاستعدال أو استكشاف المواهب إضافة إلي الأدوار اللذهبية للأخصائيين الاجتماعيين العاملين بقلاع التعليم والتي أنتجت وأفرزت, وقدمت أجيالا وطنية مؤثرة في كل المجالات.. أضف إلي ذلك النسق الهادف للإذاعة والتلفزيون آنذاك والذي كان ميثاقا في اكتشاف المواهب من مبدعين ومبتكرين.
تلك الأدوات التي أشرت إليها كانت سببا في استخراج كنوز المعرفة والعلم والتطور وقد توقفت عجلة دورانها أمام محرك البحث الفني للحرب العالمية الرابعة وهو الإنترنت والذي نجح في الإطاحة بعقول ودول.. وأنتجت قوي من طرازات ذات طابع مهيمن علي مقاليد العالم..
وبناء علي معطيات الإيمان الراسخ بأن سنة الله في البشر التبديل.. أؤكد أن طي صفحات الماضي قليلا صار أمرا واجبا خاصة أن التعامل مع العالم الافتراضي الإنترنت أصبح إجباريا.. كما أن الحوار في تلك القضية يحتاج إلي سرد طويل الأمد.. مع إقرار البدء في علاج التصدعات التي شاخت معها بعض الأمور بسبب ما ذكرنا.. وهي مهمة تتطلب توحيد الجهود الوطنية تجاه اكتشاف وتنمية وتطوير وتحديث أسلوب وشخصية كل ما هو مبدع ومبتكر باعتباره مشروعا وطنيا نموذجيا يزيد الوجود قوة وصلابة.
نعم.. الدولة منذ عام 2014 تتعامل باحترافية مع العالم والفكر الافتراضي, الذي يجدد السيناريوهات في كل لحظة ولابد من الإقرار بتحقيق النجاحات في امتصاص الصدمات وصناعة كيانات ومؤسسات ذات فكر رشيد وصبغة وطنية تتحدي بها.
جروبات الهدم ومن تلك الشركة المتحدة والتي تعمل أدواتها الإعلامية علي زيادة جرعات الوعي الوطني التنموي الهادف لاستعادة الجماجم المصرية التي كانت في دعوة من مروجي المزاعم والأكاذيب التي تحاك للوطن.
لا شك أن المشوار صعب وطويل.. لكن مشروب الطمأنينة الذي أستقيه يجعلني علي يقين بأن مصر تستطيع, خاصة أن القيادة السياسية علي علم تام ببواطن أمور فنون الحرب المستحدثة وتعمل علي كل المسارات لإصلاح مفاسد أصحاب الأجندات ومعاونيهم.
وأمام ما أشاهده وأعاصره فإن الحرب مستمرة والتزاما من أخلاقيات المهنة أتوجه بدعوة كريمة إلي كل فنون الثقافة وأدوات الإعلام والتعليم بكل أجنحته والتضامن الاجتماعي والعمل ومنظمات المجتمع المدني لاختيار العناصر البشرية, التي تعمل في مجال استخراج النشء وإعداده وتجهيز المبدع منهم والمبتكر بصفته عملا دينيا ووطنيا.
فيا أيها المصري العزيز: كي نحصل علي ما نريد لأرضنا وشعبنا وجب أن نؤمن ونسلم بأن المبدعين والمبتكرين, قد يجعل الله فيهم خيرا وفيرا لإيقاف هيمنة الدولار والإسترليني والشيكل.. الذي يرتع في الدنيا وفق مطامعه وليس وفق معطيات الله.. فيارب وبحق من أعطيتنا.. زدنا قوة وتلاحما ومحبة واحفظنا من شيطان الفكر العولمي الذي لا يعظ.
[email protected]