ولأن صحة الإنسان لها وجوه عديدة منها ما يتعلق بالأمراض وشتي أنواعها.. وأخري ترتبط بالاستخدامات المتكررة للطرق وبدائله المتضمنة إنشاءات كباري أو أنفاق أو محاور.. خاصة أن صلاحيتها أو فسادها أو تأخر العمل بها قد تؤدي علي كافة الأصعدة إلي زهق روح أو علي الأقل إحداث إصابة إن لم تصل لتشوه في مجمل صحة البشر نتيجة عدم صلاحية الطريق للاستخدام الآدمي.
وتجدر بي الإشارة إلي أن أصابع الاتهام قد تحوم حول عنصر الإدارة المسئول الأول عن إعداد مشروع طريق صحي سليم بمواصفات تحقق أعلي معدلات الأمان والسلامة وبتكلفة لا تزيد علي مخصصها المالي.. وأمام ذلك وبالتحديد منذ تسع سنوات دأبت الدولة تؤسس لاختيار أنسب العناصر الإدارية التي نجحت في خلق حالة من الرضا بالصحة العامة من خلال تنفيذ أضخم مشروع للطرق الصحية وبدائله التي ساهمت في إحداث نقلة ذات رفاهية اجتماعية بين كل أطياف المجتمع.
ولأن مشروعات الطرق من مدخلات الدولة الحديثة التي تهدف إلي ضمانة استثمار صحي دائم للإنسانية بوجه عام إلي جانب كونها فاعل ضروري لجذب رؤوس الأموال الاقتصادية كي تحقق نقلة صناعية ذات عوائد مرتفعة.. استوقفني مشروع بحثي لمهندس شاب مسئول بشركة المقاولون العرب واسمه المهندس عبدالله محمد عبدالله صاحب 30عاما فقط.. أراه قد يتوافق والفكر الذي يزيد من الجودة الشاملة في عمليات إنشاءات الطرق وبدائلها حيث كشف عن الأسباب التي تؤدي إلي زيادة تكلفة المشروعات الأفقية القومية الكباري وهو سبب رئيسي في تأخير معدلات الإنجاز.
البحث أكد أن الحلول الجوهرية تقع في نطاق إدارة المشروع والذي يتطلب خلق فريق متخصص في إجراء مسح شامل للطريق المراد تنفيذه بحيث يتكون من الجهة المالكة للمشروع والمقاولين والاستشاريين, علي أن يقدم كل منهم دراسة وافية عن احتياجاته والعوائق التي قد يستقبلها وسبل تفاديها حال التعرض لها, ثم تكون الخطوة في البدء للمشروع وفق برنامج زمني محدد وبتكلفة لا تزيد عن مخصصها المالي.
ولإيماني الشديد بنمذجة الجودة في الإدارة والذي يتوافق وفكرة البحث الذي نحن بصدد تناول فرعياته.. فإنه بات تعميم ذلك.. خاصة أن نجاح تنفيذ أكبر وأعرض مجري ملاحي بالشرق الأوسط وهو كوبري تحيا مصر والذي نفذته شركة المقاولون العرب بإشراف كامل من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. قد اعتمد ذات خطوات البحث فكان التصميم والتنفيذ والإنجاز ودون زيادة أية أعباء وفي الوقت المحدد.
ولا شك في أن مملكة الإدارة هدية من الخالق يهبها لمن يشاء من عباده.. وحسنا التقطت القيادة السياسية منذ أيام قلائل موهبة الطالب يحيي عبدالناصر محمد تلميذ الصف السادس الابتدائي, والذي تم إلحاقه بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل العلمية لنبوغه في الرياضيات والعلوم.. ومن حسن الطالع أن أستضيف من خلال تلك السطور فكر المهندس عبدالله الموهبة البارعة في فكر هندرة الإدارة.. والتي تستحق الإشارة إليها خاصة عندما تلتقي بها وتناقشها تجدها من ذات القدرات المتعددة والتي نحن بحاجة إلي استنساخها.
بالحق أكتب.. أن الوعي لاستنهاض واستقبال المواهب يعد واجبا دينيا ووطنيا خالدا.. وأحذر.. فإن إزاحتها كتفا يسبب خسارة فادحة.. ولعلنا قد أخذنا من التجارب المهاجرة دروسا وعظات.. فيا أيتها الأعين الفاحصة انهلي من خيرات الله لصالح الوطن العزيز المتعطش للعطايا في الولد.. وهنيئا لمن روي مصر من أفكارهم.. ووصل الرحم بين البلد والولد.
[email protected]