هكذا بعد مرور العديد من السنين علي معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني التي اتهم فيها السادات من كل البلدان العربية وزعمائها من العرب بأبشع العبارات والشتائم, بل واتهم بأنه خائن ولم يكن هم السادات في المعاهدة للسلام الشكلي دون مضمون غير التعامل بمبدأ القوي المنتصر الذي لم يترك لأمريكا والإنجليز والفرنسيين خيارات غير حل وحيد هو قبول ورضوخ للسلام الذي كان هو الاقتراح المصري في تلك الحقبة المرة علي إسرائيل بعد حرب أكتوبر المجيدة ونكسة يوم الغفران والتي لم تترك أذهان قادتها تلك الذكريات الكئيبة التي فقد فيها العدو الإسرائيلي ثقته في دخول أي حرب مستقبلية قادمة حتي تاريخ اليوم.
ولم تكن الهجمات التي تشنها إسرائيل علي الجنوب اللبناني أو هضبة الجولان أو علي الأراضي الفلسطينية إلا باستخدام الطائرات المقاتلة الحديثة ولم يحدث يوما أن تري جندي من جيش الاحتلال دون بدلة عسكرية حديثة محصنة بدرع واق من الرصاص وأيضا قبعة لإخفاء رأس الجندي من الاستهداف والقنص.
هكذا عاشت إسرائيل دون حروب ولم يتم تقييم حالة فعلية للمقاتل الإسرائيلي (أقصد المقاتل شكلا) سواء العاملين في الجيش أو حتي من هم في الاحتياط. وطبقا للقانون الإسرائيلي فإن كل الشعب الإسرائيلي ما دون 56 عاما تحت سلطة الجيش رجالا ونساء ويستثني منهم المتزوجون أو رجال الأعمال وأعضاء الكنيست الإسرائيلي فترة انتخابهم وكذلك أولاد الوزراء والجنرالات مادون ذلك, فالكل تحت جنود الاحتياط في جيش يقال عنه جيش الدفاع, وبذلك القانون فإن أي مواطن إسرائيلي يقطن أرض الرب (كما يزعم عقيدة حاخام إسرائيل) لابد له كي ينعم بالرضا العقائدي فلابد أن يقتل ويسفك دماءالعرب (يقتل أي عربي سواء مسلم أو مسيحي أو حتي عربي يهودي) فهولاء شفاء وأيضا هم قربان للغفران.
ولم يترك آل صهيون أجيالهم من الصغر في أن يبث الكراهية في كتب التعليم وفوق ذلك أعطت حكومات الهجانة الصهيونية الحق لكل إسرائيلي يسكن أرض فلسطين أن يحمل السلاح ويحتفظ به وعليه التجربة الأولي أن يصوب فوهة بندقيته علي أطفال الفلسطينيين ظنا منهم أنهم يقتلون عدوا.
ولكي يكون هناك جيش احتلال دفاعي, وضعت عصابات الهجانة التي بدأت منذ 1948 حتي الآن شروطا تجذب إليهم المهاجرين عنهم, فإنهم يقبلون سنويا أكثر من 23 ألف مهاجر معظمهم من دول أفريقيا وكذلك من أوكرانيا ودول أمريكا الجنوبية معظم هولاء قبلوا الهجرة إلي إسرائيل بدافع عقائدي أول الأمر ولكن اختلف بعد حرب أكتوبر والطائفتان اللتان تمثلان الطبقية في المجتمع اليهودي, طبقة السفارديم ويهود الفلاشا وتلك الطبقات سمح لها بالزواج المختلط والذي يمنح حق إسرائيل في تربية أبنائهم بالطريقة العنصرية العبرية القديمة.
وبدأت الأجيال هذه تسهل لها دخول الجيش وإغرائهم بمزايا كثيرة وظل الثلاثة أجيال بعد حرب أكتوبر بعيدين عن الحروب الحقيقة أو حتي عمل المناورات التكتيكية مع أي جيوش غير المدرسة الأمريكية والتي عودتهم علي استخدام تكنولوجيا السلاح المختلف برا وجوا وبحرا دون روح قتالية وقضوا أكثر من 40 سنة فقط يستخدمون بنادقهم داخل المدرعات وبقوة حماية فولاذية ولم يدرك طياروهم سوي أنواع الطائرات الأمريكية التي تلقي القنابل والصواريخ الأمريكية والأوروبية من خلال أف-16 وكذلك أف-35 والأباتشي والمدفعية المتوسطة وطويلة المدي علي الفلسطينيين العزل وبيوتهم وأجسامهم.
وكانت معظم الاختبارات السابقة لجيش الاحتلال وتقييم قدراته الفنية والروح القالية في كل الانتفاضات الفلسطينية ما إلا إلقاء القنابل والتصويب من الدبابات والمدرعات ولبلدة العسكرية المحصنة ولأول مرة حين ظهر الاختبار للقدرات القتالية وهي حرب الشوارع في غزة والتي كان الطيران الإسرائيلي يجوبها كما في لعبة الفيديو جيمز لم يترك بيتا فيها إلا وقد دمر وأصبحت المساحة من 42 كيلومترا مربعا مسطحة لاستخدام التحصينات من الدبابات ميركافا والمجنزرات والكساحات المحصنة, ورغم ذلك يقتل الجنود الإسرائيليون, مما أعطي تخوفا كبير لدي كثير من الجنود الآخرين بالهروب أو مغادرة تل أبيب بل وهناك جنرالات وهيئة أركان رفضوا الاشتراك في الحرب وحتي تلك اللحظات والتي لم يتركون فيها مستشفي أو أماكن اللجوء الإينوروا أو اليونسيف التابعة للأمم المتحدة إلا وقصفوها.
والسؤال هل جيش الدفاع أقصد الاحتلال الإسرائيلي قادر علي مواجهة جيش نظامي مؤسسي ومخضرم ويحب الموت أكثر من حب الحياة ويعلم أبناؤه أن الشهادة في ميدان المعركة شرف يتسابق عليه جنود وهذا هو حال الجيش المصري والذي شرفت أنني أكون أحد جنوده والذي علمني أن حال أمرنا إما النصر أو الشهادة.
وعودة للإجابة عن قدرة جيش إسرائيل للدخول في حرب مع الجيش المصري أجد أن كل المعطيات أنه يخشي قدرة القوات المسلحة المصرية بل إن الحرب لن تستغرق أكثر من 3 ساعات حتي نصل إلي قلب يافا (أقصد تل أبيب) لأن حال كل جندي مصري سواء مسلم أو مسيحي هو الحج إلي المسجد الأقصي وأيضا الحج إلي بيت لحم.
وقد تعلم أمريكا وأوروبا أن الجيش المصري يفهم ويدرك كل الخطط الممكنة التي سوف تقدمها أمريكا وحلفاؤها من الأوروبيين في تلك الحرب وأقصد من ذلك هنا أن حرب الثغرة 1973 أكتوبر لن تتكرر مرة أخري وإن كانت هذه المرة لديها ترسانات وحاملات طائرات وغواصات نووية والأساطيل الإنجليزية والإيطالية الواقفة في البحر المتوسط أمام غزة.. كل ذلك لديه إجابات وحلول تفوق ما فعله مدفع المياه في إزالة خط بارليف أقصد الستار الأمريكي.. وإلي تكملة قادمة.