الكثير عندما يقرأ عنوان المقال الذي اخترته لكم هذه المرة قد يدرك من الوهلة الأولي أني اختبر معلوماته و قناعته مما يسمع أو يري أو حتي فكر كثيرا في معطياته, ودائما نقول: إن الذي يحكم العالم لديه من الآليات الاقتصادية والتأثيرات الجيوسياسة ومستويات الانفتاحية مثال الديمقراطية والمواطنة وتحقيق العدالة وحرية الديانة وحماية الأقليات ودعم الضعيف ورفع الظلم ولكن يبدو أن هذا هو سلع التصدير التي تريدها دول كانت يوما ما مستعمرة أو فقيرة أو حتي ضعيفة ويبدو أيضا أن السنوات التي تمر علي تلك الدول التي ولدت في بضع سنين قد تناست أن هناك دولا لديها الحضارات وتتوارثها الشعوب من أكثر من 3000 سنة, ولكن هنا أقف وأسأل نفسي والقارئ: من يحكم هذا العالم حتي نستطيع أن نفهم أن تلك الحقوق شرعها الله في سمائه وأرضه للإنسان وأوصي في رسالاته السماوية بأن الإنسان أحسن تكريما عند الله من الملائكة والشياطين وأن هذا الإنسان لابد أن يفهم أن الطبيعة والحياة ليست من قراره بل من قوانين وتشريع الله في كتبه السماوية, وهنا أذكر أن الدول التي تسمي نفسها العظمي والصناعيين الكبار لم تكن من أساطير بل نشأت في سنوات وعندما يخرج زعماؤها إلي شعوب العالم مهددين بالويل والحرب إلي أي هذه الدول والشعوب التي لا ترضخ لهم ولا تنفذ أهدافهم ويبدو أن الولايات المتحدة وخروجها من عباءة الاستعمار البريطاني أنساها مدي القهر الذي طبقته الإمبراطورية البريطانية في الأرض الجديدة وسرعان ما وصلت الغطاس التي تحيي بها شعوبا وتقتل بها شعوبا, وقد تعجبت كثيرا من الجمل والكلمات المختصرة التي كانت في حديث الرئيس الروسي بوتين أمام الصحفيين والرسائل التي لم تكن مبهمة كما كان قبل, ولكن هذه المرة أوضح في حديثه أن الصراع بين المعسكر الغربي بقيادة أمريكا والمعسكر الشرقي بزعامة روسيا لم ولن يهدأ, فقد بين أن أمريكا دمرت الشعوب دون شرعية, فتدمير يوغوسلافيا لم يكن بغطاء قانون دولي وشردت دولها وشعوبها ولم تكن العراق وذريعة تقرير البرادعي بوجود أسلحة نووية وتهيئة الظروف كي تدمر معالم حضارة بابل وتنشيط دول بؤرة الإرهاب في الشرق الأوسط, ولم يكن دخول أمريكا إلي سوريا تحت أي مظلة قوانين دولية بل هناك أهداف تحققها وليس حماية أمنها كما تصرح في كل مرة ويبدو أن حلف الناتو الذي صنع خصيصا في أوروبا بزعامة الأولويات المتحدة والمنفذ لكل التطلعات إلا من أجل وقف تمدد روسيا الحديثة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وان استخدام الأراضي الأوكرانية بحجة حماية أوكرانيا إلا امتداد لرقعة نشر أجهزة الرصد وبطاريات الصواريخ التي تستقصي مدي التطور التكنولوجي لدي روسيا في تكنولوجيا الصواريخ الحديثة العابرة للقارات, ومن سياق ما آلت الظروف نجد أن انشغال الصراع العسكري بين الروس والولايات المتحدة والصراع الاقتصادي بين الكيان الصيني المتحسس لما ينتج يوما بيوم في الولايات المتحدة وما ينتج في أي حكومة أوروبية ليس ببعيد عن عقل ويد وميكنة الصينيين بل وصل حجم الصراع إلي وابل من الكراهية والانتقام بين الصين وأمريكا وهكذا يظل هذا المثلث الذي يتضاءل حجمه بمرور السنين بين أمريكا وروسيا والصين والذي أري أنه سينهي بصورة سريعة أهم آليات حرب الطبيعة واندثار تلك الدول وعلي الوجه الآخر سوف تظهر دول لم تكن في الحسابات بل كانت الحسابات عليها حيث كانت تطمع أحد أضلع مثلث الغطرسة وملكوت المادة أن تقضي علي الشرق الأوسط وأن تعيد خريطة تقسيم هذه الرقعة كما تشاء أمريكا وتمنح دول وتضم منها دول وتنمو أيضا منها دول ولكن من بين السطور هناك دولة في هذا الشرق الأوسط قامت لها الأرض ووضعت فيها قوانين الديانات السماوية الثلاث وحوت اسمها الكتب السماوية وشرعت فيها أول قوانين تحمي الإنسان وترفع قدره وتحقق أهداف الحياة. هذه الدولة يعلم العالم مدي سر قوتها إذا أفاقت ويعلم أهل التوارة والإنجيل والقرآن أنها سر الحياة علي الأرض ويفهم معتنق الخلود أنها محور الاتزان في تحقيق الأمن والسلم العام, فبعيدا عن أفلام هوليود التي استغلتها أمريكا جيدا لرسم صورتها التي لا تقهر وبعيدا عن الاستعمار الروسي المقنع بغطاء حماية الضعيف وبعيدا عن لهث الصين و راء بريق الذهب والعملة سوف يخرج إلي العالم دولة احتوت تلك الشعوب التي ذاقت ويلات الفقر والاقتتال والتدمير والتي تشتتت في أرجاء العالم مشردة وممتهنة الكرامة وتكون تلك الدولة الظهر والسند والأمن والسلم وعليها يختل الميزان كي تقود العالم وتعيد شرعنة قوانين الله في الأرض.. وإلي تكملة قادمة.