أعتذر هذه المرة في كتابتي لمقال الأسبوع وأن أخرج ولو هذه المرة من ملفات السياسة والاقتصاد إلي ملف اخر ألا وهو هويتي الرياضية والتي عشقتها ولعبتها من الصغر حتي الكبر وفي لعبة تمثل اللعبة الثانية بعد كرة القدم, وهي كرة اليد والتي كان ومازال تاريخها حافلا بمعاني الإنجازات الرياضية التي يتنافس علي عرشها أكثر من 32 دولة من أقوي دول العالم في هذه اللعبة والتي تشمل أكثر من 42 مدرسة مختلفة في تعليم مهارات وقدرات لاعبيه وناشئيها من الصغر حتي التنافس علي كل دورات كأس العالم. وهنا أقف كثيرا عند القدرات العقلية والذهنية الناجحة للمصريين والتي أدارت ملف رياضة كرة اليد لتصل إلي العالمية منذ أكثر من 15 سنة مع الأخذ في الاعتبار أن حجم المصروفات للفرق القومية لتلك اللعبة يعتبر الضئيل من الموازنات الرياضية بالمقارنة 1 علي 100 من موازنة كرة القدم والمصروفات الباهظة التي تصرف علي الفرق القومية للعبة كرة القدم المصرية دون نتائج تذكر عالميا. والكثير لم يشغل باله بما حدث في خلية النحل أي اتحاد كرة اليد المصري والذي تولاه منذ زمن بعيد شخصيات تحب اللعبة ولها خبرات عالمية واحترافية أدارت الاتحاد بنوع من الوعي والثقافة الرياضية العالمية والتي شملت بناء جيل من الشباب المصري من كل أقاليم مصر وليس حكرا علي أندية القمة كما هو الحال في كرة القدم ولكن الخلطة من اللاعبين من الأقاليم جعلت روح التنافس العالية والحرص علي الأندية للوصول للمنتخب القومي ومع اختيارات من المدربين الأوروبيين واحتكاك مدربين مصريين لمتابعة هؤلاء الأجانب من مدرستين عالميتين وهي الإسبانية والألمانية جعل للفرق المصرية طعم تنافس علي المثمن الذهبي لنهائيات كأس العالم لدولة مصر صورة أخري غيرت من تاريخ تلك الرياضة عالميا وجعلت الصحف العالمية تتحدث عن العقل المصري في نجاح إدارة الفرق الوطنية وتهيئة اللاعب المصري وبناء روح كي يحمل علم الوطن مصر في الزي الرياضي وكي يظهر مصر التي لم يعهدها العالم من قبل الآن في أقوي صورها واحترافها لتلك اللعبة.
ولم يكن قبول القيادة السياسية المصرية لإقامة كأس العالم رقم 27 بعد رفض دول العالم استقباله في وقت جائحة كورونا إلا رسالة إلي العالم أن الدولة المصرية قادرة علي الإنجاز والنجاح في أصعب الظروف وأصعب الاختبارات التي أخافت العالم كله بمستويات من القوة المالية والتكنولوجية من إقامة كأس العالم 2021 علي أراضيها وهنا أقول إن المصريين أرادوا أن ينجحوا نجاحا يبهر العالم فهم قادرون علي ذلك فلم يكن خرطوم المياه الذي خرق بارليف الستار الترابي بارتفاع 20 مترا إلا فكرة مصرية 100% وكانت أيضا الفكرة التي أنجزت بطولة كأس العالم لكرة اليد وسط ذهول من العالم كله وحضور الفريق الياباني إلي مصر قبل البطولة 10 أيام إلا لكي يدرس كيف لدولة مثل مصر أن تحمي 32 فريقا من أهم وأكبر وأقوي دول العالم من خلال منظومة تحكم تنقلات وزيارات وذهاب وإياب وفنادق وملاعب وتدريب وصحة عامة وخاصة أن علي الوجه الآخر هناك كثير من الفرق أرادت أن تري المنظور العام للتنظيم وحضرت إلي مصر وهي في حذر شديد وخاصة بعد اعتذار فريق الولايات المتحدة عن الحضور تخوفا من الوباء لكورونا في مصر وكان هناك قرار وحيد لكل هذه الفرق من دولها أنها وجدت الظروف غير ملائمة تعتذر وتعود إلي بلادها. وهنا كانت فكرة الفقاعة الصحية (healthy bubble) المصرية والتي اعتمدت ببساطة موجزة علي أن كل الفرق الرياضية والإدارية ولجنة التنظيم والمتابعة والخدمات تعمل داخل حيز من الأماكن والمساحات والاختلاطات ويتم تطبيق مستويات الاختبارات الصحية لمتابعة أي ظهور لأعراض غير عادية للاعبين والمدربين والإداريين والشخصيات المصاحبة وهناك قوانين يتم تطبيقها في حالة اختراق أو عدم تطبيق آليات الفقاعة وقوانينها ولقد تم تنفيذها بدقة عالية وتوالت وزارةالصحة والشباب والمالية والحكومة إخراج المنظومة المبتكرة والمنفذة بعقل وأيد مصرية ليخرج كأس العالم لكرة اليد بشهادة عالمية وإثبات أن المصريين لا يقف أمامهم مانع ترابي أو حتي بيولوجي. ولكن بعد سرد هذه القصة الناجحة للدولة المصرية وقيادتها القوية السياسية يخرج إلينا من يريد إفشال منظومة كرة اليد وإحداث شروخ وتصدعات داخل اتحاد اللعبة واستهداف المنظومة في شخص رئيس اتحاد اللعبة ألا وهو المهندس هشام نصر وهنا أقف كثيرا لما نستهدف رجالا بذلوا من الجهد والعرق والتفاني في خدمة اللعبة والوصول بمنتخباتها القومية إلي العالمية لما نريد الآن بعد نجاح الانبهار من تخطيط وتهيئة فريق مصر القومي وتنظيم التحكيم والإدارة وتذليل كل العقبات للفرق المشتركة ونأتي فجأة بقرار إيقاف للكابتن هشام نصر والكل يعلم أن تمرير هذا القرار لم يمر مرور الكرام دون دراية واضحة من رئيس الاتحاد الدولي وهنا أسأل دكتور حسن مصطفي هل يسترضيه إيقاف أن تظهر صورة مصر بعد أن تعبت القيادة السياسية في إخراج صورة شفافة واضحة وناجحة لمصر ويأتي سيادته بخرق المنظومة وإظهار رئيس الاتحاد أنه الشخص الوحيد في خرق الفقاعة الصحية مع أن الدكتور حسن مصطفي نفس خرق المنظومة والكل يعلم ويمرر قرار إيقاف المهندس هشام نصر سنة ومعها تقف كل طموحات اللعبة في مصر ويزيد الشك في منصب رئيس الاتحاد الدولي واستخدام تأثيره كي يدمر منظومة اتحاد كرة اليد المصري وإفشاله مجلس إدارته ولذلك أطالب رئيس الحكومة الدكتور مصطفي مدبولي وهو لاعب كرة يد قديم ويفهم مدي المجهود والنجاح الذي حققه اتحاد كرة اليد المصري بقيادة المهندس هشام نصر بالتدخل لإيقاف القرار الجائر من الدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي والذي يستهدف مجلس الإدارة الحالي ممثلا في رئيسه ودب الفوضي بين فرق الدوري الممتاز كيفما يشاء وعبثا في أحكامه. نحن نسعي إلي رجال تبني الرياضة الهادفة لتحقيق نتائج علي مستوي العالم ولكي يحققوا ذلك لابد لنا أن نهيئ لهم الظروف ونحميهم من بطش المنتفعين.
والي تكملة قادمة.