كلنا في هذه الحياة نبحث عن السعادة, عن الحب, عن الفرح والمرح, ونحاول أن نبتعد عن الحزن والألم والقلق والهموم, لأن الهموم سموم, ومن هنا لابد أن نبتعد عنها فعلا, وعن كل ما ينغص حياتنا. وهذا ليس صعبا أو مستحيلا, بل من الممكن تحقيقه لو حاولنا فعلا ذلك.
الأديب السوري الأستاذ خالص العياشي يكتب لنا في مجلة الضاد الحلبية عن: عشر نصائح للسعادة النفسية يقول الكاتب:
هد تتذكر آخر مرة شعرت فيها بالسعادة وضحكت بسبب ضحكة من القلب؟
تقول الخبيرة البريطانية في علم النفس الدكتورة ديانا جوردون: إن معظمنا لا يتذكر هذه اللحظات علي الرغم من أنه لا يوجد سبب واحد يجعلنا تعساء, ولا يوجد ما يحول بيننا وبين المرح والسعادة في معظم الأوقات بشرط اتباع النصائح التالية:
لابد أولا أن تضع قائمة بأفضل عشرة أشياء جعلتك في قمة المرح, سواء أكان هذا في سنوات الطفولة أو الشباب.
النصيحة الثانية: هي أن تدعم إحساسك بالثقة بالنفس عن طريق التعامل مع الآخرين, فالشعور بالثقة يثير بالضرورة إحساسا بالمرح والسعادة.
هناك نصيحة ثالثة مهمة تتمثل في تنظيم وقتك. فبدلا من الشعور بالإحباط والتعب نتيجة القيام بمهمة معينة وبشكل مكثف, يمكنك من تقسيم العمل علي ساعات اليوم أو الأسبوع حتي يتم بصورة أفضل ودون تعب أو إرهاق.
النصيحة الرابعة: يجب أن تحصل علي فترة كافية من النوم, لأن عدم النوم يزيد الشعور بالعصبية ويعكر المزاج.
وتؤكد النصيحة الخامسة ضرورة تخصيص عدة دقائق يوميا للاسترخاء عن طريق استبعاد مشاكل ومشاغل الحياة أو أخذ حمام منعش, أو الجلوس في الحديقة والاستمتاع بالهواء النقي والشمس المشرقة.
النصيحة السادسة: التي تطلبها منك الدكتورة (ديانا جوردون) العناية بصحتك عن طريق تناول الأغذية المناسبة, والقيام بتدريبات اللياقة البدنية.
النصيحة السابعة: تطالبك بتكوين علاقات اجتماعية جيدة مع الأقارب والجيران وزملاء العمل وغيرهم, لأن ذلك يمنحك قدرا أكبر من الشعور بالسعادة.
النصيحة الثامنة: تدعوك لأن تكون متفائلا بما يحمله لك الغد, وأن تدع القلق واليأس بعيدا عن نفسك.
تقول النصيحة التاسعة إنه ينبغي دوما أن نوحي إلي أنفسنا بأننا سعداء, إذ ليست السعادة كنزا مدفونا في باطن الأرض أو نجمة تتألق في السماء.. إنما هي ينبوع يتفجر معينه من القلب.
النصيحة العاشرة والأخيرة تطالبك بأن تطرح الهموم جانبا, وأن تحافظ علي ابتسامتك وإشراقة وجهك, وبأن تكون مقتنعا بأنك تستحق كل ألوان السعادة. هذه نصائح الدكتورة (ديانا جوردون) خبيرة علي النفس البريطانية من أجل السعادة النفسية.
يضيف الأديب السوري الأستاذ خالص العياشي إلي هذه النصائح العشرة, نصائح أو قواعد أخري هي:
أولا: خصص مساحة من وقتك (يوميا أو أسبوعيا) لممارسة هوايتك المفضلة. فممارسة الهواية تبعد عنك الشعور بالملل, وتجدد نشاطك وتمنحك البهجة والحبور.
ثانيا: حصن نفسك ضد الأفكار والمشاعر السلبية كالحقد والأنانية والحسد, وتحلي ما استطعت بروح المحبة والغيرية والتسامح, فذلك أدعي لأن تنعم بصفاء النفس وراحة البال.
ثالثا: اجتهد أن تحب عملك وأن تتقنه, فإتقان العمل يقودك إلي النجاح, والنجاح مصدر هام من مصادر السعادة.
رابعا: حدد لنفسك هدفا أو أهدافا في الحياة, فالإنسان بلا هدف كالسفينة بلا ربان. ومن أجل أن تكون أهدافك قابلة للتحقيق لابد أن تكون منسجمة أولا مع إمكانياتك وقدراتك الذاتية, ولابد أن تواكب ثانيا بجهود دؤوبة متواصلة من جانبك.. وبقدر ما تكون جادا في السعي من أجل تحقيق تلك الأهداف بقدر ما تحصد من نجاح ومن شعور بالزهو والسعادة.
خامسا: إذا واجهت الفشل يوما أو أصبت بخيبة أمل مريرة..
فلا تظن أن الطرق جميعا قد سدت في وجهك, وما عليك إلا أن تحافظ علي معنوياتك وتفاؤلك وأن تجدد محاولاتك ومساعيك, فأبواب الحياة واسعة ومفتوحة دوما لكل مجتهد مثابر.
سادسا: إذا توالت عليك الهموم والمصائب, فكن جلدا صبورا, لا تبتئس ولا تدع اليأس يستولي عليك, وتذكر أن وراء الغيوم شمسا مشرقة, دائما.
سابعا: كثيرون هم الذين يجدون سعادتهم في إسعاد الآخرين, فلتجرب أنت أيضا أن تواسي إنسانا مصابا أو أن تمسح دمعة طفل يتيم أو أن تمد يد العون لعاجز أو محتاج, وعندها ستعرف معني الفرح الروحي والسعادة الحقيقية.
ثامنا: لابد لك أن تؤمن بأن ثمة قوة عظمي تسير هذا الكون, وتتحكم بمصائر المخلوقات ومقدراتهم, فهذا الإيمان هو الذي يمدك بالعزم كلما وهنت قواك, وهو الذي ينفي عنك الكآبة والقلق, وهو الذي يدعمك ويساندك في أوقات الشدائد والمحن.
هكذا يجمع علماء النفس والمهتمون بالنواحي الروحية والمعنوية للإنسان في كل مكان علي أن السعادة النفسية والفرح والمرح كلها عوامل من السهل لكل إنسان الحصول عليها, فالسعادة الحقيقية داخلنا وليست خارجنا وتستطيع أن تشعر بالسعادة والفرح والحبور, لو تأملت حياتك وفكرت فيما يسعدك, وابتعدت عن كل الهموم التي يمكن أن تعكر صفوك وتنكد عليك حياتك, وأنت طبيب نفسك, وأنت الفنان الكوميدي الذي يمكن أن يضحكك عدة ساعات لو فكر في إسعاد نفسك وقررت أن تكون سعيدا.. فالواقع أن السعادة والفرح والسرور قرار شخصي من الممكن أن تتخذه في الحال وتكون سعيدا.
وقبل أن أتركك عزيزي القارئ أريد أن أقول لك: إن الفن والتمتع به هو من أهم أسباب السعادة, الفن بأنواعه الموسيقي, التي قال عنها أفلاطون.. علموا أبناءكم الموسيقي وبعدها أغلقوا السجون, ثم الأغنيات بأنواعها, التي قال عنها حكيم الصين, كونفوشيوس, أنا لا أهتم بما يضع للشعب قوانينه قدر اهتمامي بما يضع أغنياته التي يتغني بها وتدفع فيه الثقة بالنفس والحب واحترام الإنسانية وحب الوطن. ثم هل جربت أن تزور المتاحف والمعارض, إن نظرة سريعة علي لوحة فنية متآلفة الألوان, أو تمثال دقيق الملامح يدفع في النفس مشاعر جميلة دفينة لا يقوم بها أي عمل آخر, ولا تقول أنا لا أفهم الفن التشكيلي ولا أستوعبه لأن هذا الفن لا تفهمه بعقلك بسرعة وإنما هو إحساس يتدفق إلي نفسك رويدا رويدا فتشعر بسعادة غامرة وحيوية متدفقة وحب للحياة, فلا تحرم نفسك من الفن بأنواعه فهو مصدر أكيد للسعادة.