أخيرا أصدرت محكمة العدل الدولية في 25 يناير 2024 قرارا أمر إسرائيل باتخاذ التدابير اللازمةلمنع ارتكاب أعمال إبادة جماعية, إذ رحبت السلطة بالقرار ودعمها ترحيب مصري من الخارجية المصرية, بينما رفضت حكومة الاحتلال القرار الذي اعتبره خبراء تحدثوا لوكالات الأنباء والصحف العالمية أنه انتصارا عظيما, وحول رد فعل حركة حماس رحبت الحركة في بيان لها بالقرار وذكرت أنه ثبت اتهام دولة الاحتلال بالإبادة الجماعية وأضافت: نطالب جيش الاحتلال بحماية المدنيين, ورفع الحصار المفروض علي شعبنا في قطاع غزة واحترام واجباته كقوة احتلال في إطار القانون والقانون الدولي الإنساني, ويعني هذا القرار كافة أشكال العدل.
لاشك أن خضوع إسرائيل للقضاء الدولي أخيرا حيث استجابة محكمة العدل الدولية لتسعة طلبات قدمتها جنوب أفريقيا أمرت بإلزام إسرائيل باتخاذ كافة التدابير لمنع ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
رحبت الخارجية الفلسطينية بإجراء المحاكمة, وقالت في بيان لها: إن قضاتها حكموا لصالح الإنسانية, فيما أشار المتحدث باسم حركة فتح: عبدالفتاح دولة لوكالات الأنباء الدولية بالاتهام المبدئي بارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية في غزة والمطالبة بتطبيق عدد من التدابير المؤقتة الفورية التي تستهدف توفير الحماية للفلسطينيين أهمها توقف إسرائيل عن ارتكاب جرائم قتل فلسطينيين وإلحاق الأذي الجسدي أو المعنوي بهم أو إخضاعهم لظروف معيشية تستهدف التدمير المادي لهم, بالإضافة إلي مطالبة المحكمة إسرائيل بضمان توفير الاحتياجات الإنسانية الملحة في قطاع غزة بشكل فوري.
أكدت مصر أنها كانت تتطلع لأن تطالب محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة مثلما نصت المحكمة في حالات مماثلة باعتباره الضمانة الرئيسية لتنفيذ الضمانة الرئيسية في القطاع مشددة علي ضرورة احترام وتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية باعتبارها الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة, من جانبها أكدت هيئة البت الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من الوزراء عدم التعقيب علي القرار, قائلا: إن إسرائيل تخوض حربا عادلة لا مثيل لها وأن التزامها بالقانون الدولي لا يتزعزع, لافتا إلي أن استعداد العدل الدولية لمناقشة مزاعمكم الإبادة الجماعية ضد إسرائيل يعد وصمة عار لن تمحي جيلا بعد جيل.
وتابع نتنياهو إسرائيل ستستمر بتسهيل المساعدات الإنسانية وبذل قصاري جهدها لإبعاد المدنيين عن الأذي, وسنواصل الحرب حتي النصر التام وإعادة جميع المحتجزين حتي لا تصبح غزة مستقبلا مصدر تهديد لنا, ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها, والمحكمة الدولية حرمتها من ذلك. وعلق السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية الأسبق علي ذلك أن قرار المحكمة يعتبر إذنا بخطوة مهمة للأمام في طريق خضوع إسرائيل للمسئولية علي جرائمها وحماية الشعب الفلسطيني.
الواقع أنه علي طريقته الكذب الدائم ولوي الحقائق يقول رئيس وزراء إسرائيل أي كلام ليس له محتوي أو مفهوم وأبعد ما يكون عن الحقيقة, ولقد عرف العالم كذبه وإدعاءه وأكبر دليل علي ذلك هو المحاكمة التي تخضع لها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في جنوب أفريقيا نفسها.
قبل انعقاد الجلسة نفسها أعلنت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندو عن أمل بلادها علي تسليط الضوء علي مصير الأبرياء في فلسطين. أكدت المحكمة لن نرفض قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل, وقالت إنها أخذت بالاعتبار تصريحات مسئولين إسرائيليين بشأن وضع الأبرياء في فلسطين.
وأعلنت نيكاراجوا أنها تقدمت بطلب إلي محكمة العدل الدولية للمشاركة في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة, وقالت الحكومة في بيان: إن نيكاراجوا تقدمت بطلب إلي محكمة العدل الدولية لإدراجها في قضية الإبادة الجماعية, إنها رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل علي انتهاك اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأفادت بأن نيكاراجوا تريد أن تكون طرفا في جميع المواقف القانونية التي تنشأ عن المحكمة, وتريد إظهار نيتها في الوفاء بالتزامها بمنع الإبادة الجماعية والمساهمة في معاقبة أولئك الذين ارتكبوا الإبادة الجماعية.
أشاد عدد من الخبراء بقرار محكمة العدل الدولية بشأن دعوي جنوب أفريقيا ضد إسرائيل, معتبرين أن القرار يمثل نقطة تحول تاريخية وانتصارا للعدالة الإنسانية, كما أن إسرائيل تواجه مأزقا حقيقيا هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 19 مجزرة خلفت 187 شهيدا و277 إصابة خلال 24 ساعة لترتفع حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال إلي 26083 شهيدا و64487 إصابة منذ 7 أكتوبر الماضي حتي الآن, ولفتت وزارة الصحة الأنظار إلي وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات فيما يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم في المقابل دعا الجيش الإسرائيلي سكان عدد من الأحياء غربي مدينة خان يونس إلي إخلاء منازلهم والتوجه إلي بلدة المواصلي القديمة بجنوب القطاع.
لم تنته محاكمة القرن كما أسموها فإن المهزلة الإنسانية التي أقامتها إسرائيل بإشعال هذه الحرب فإنها مأساة حقيقية بمعني الكلمة, ثم القيم الأخلاقية والإنسانية التي انتهكت فيها كبيرة, يبدو أن العالم يتقدم إلي الخلف ويتقدم بالعكس هل تزداد الإنسانية إنسانية أم حيوانية وهمجوية وخروج عن الأدب والأخلاق والقيم كيف يسمح العالم لدولة صغيرة أن تضرب بكل القيم الأخلاقية الحائط وتقتل وتدمر وتهدم وتهد المستشفيات والبيوت علي الأطفال والنساء والمرضي.. أي عقل يتخيل ذلك أو يستوعبه أو يتقبله. إنه الجنون بعينه.