بينما أجلس أتدبر أمري بشأن ما أكتبه في مقالي الأسبوعي هذا, أجدني محاصرا بتداعيات الأحداث العالمية.. وما يخيفني حقا ولا أستطيع إزاحته جانبا كون أمريكا قاسما مشتركا أعظم في سائر تلك الأحداث ومحركا مباشرا أو غير مباشر وراء اندلاعها واستفحالها وخروجها عن حدود السيطرة, وما يحمله ذلك المصير البائس من دمار وهلاك… لا لشيء سوي تحقيق أغراض شيطانية للتحكم والسيطرة والتسلط والانفراد بقيادة العالم… ولعله كان من الممكن تفهم انفراد أمريكا بقيادة العالم في حالة انفرادها بامتلاك أواصر التقدم والتفوق في جميع المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والعسكرية… إلي آخر ذلك من مجالات… ولكن أن يكون الواقع غير ذلك, وتزاحمها في التقدم والتفوق أمم وشعوب عدة, فبدلا من تأسيس أواصر التعاون والوئام والمشاركة بين أمريكا وهذه الأمم لصالح السلام العالمي, نجد أمريكا تنزلق في مستنقع شيطاني لإقصاء الجميع والتآمر عليهم بهدف الانفراد بالقمة والاستحواذ علي القيادة حتي وإن كانت غير مستحقة!!!
نحن الآن نعيش هذا المشهد البائس والذي أقف أمامه متحيرا… إن أمريكا تفتح علي نفسها جبهات صراع رهيبة تنذر بأن تخرج منها خاسرة منهكة… فالعالم كفر بقيادة أمريكا وأيقن أنها لن تسمح له بالمشاركة, فذهب يبحث عن تحالفات وائتلافات جديدة نحو عالم متعدد القطبية -سواء رضاء أو غصبا- للخروج من هذا النفق المظلم الكريه لعالم أحادي القطبية تختطفه أمريكا وتعرقل تقدمه نحو أسرة عالمية تربطها أواصر المساواة والندية والمشاركة والسلام.
أمام هذا المشهد أقف متعجبا متسائلا: كيف آل الأمر بهذا الشطط علي أمة مثل أمريكا تأسست علي إرث هائل من مبادئ سامية للآباء المؤسسين؟… أين ذهبت تلك المبادئ, وكيف ضلت طريقها علي أيدي مؤسسات سياسية كريهة اتخذت مبدأ أنا ومن بعدي الطوفان مسارا لها؟… وذهبت أنقب عن ذلك الإرث من أسس ومبادئ سطرها الآباء المؤسسون للأمة الأمريكية, والذين ابتغوا أن تشكل أساسا راسخا لا يتزعزع, فإذا بنا نقف أمام واقع مرعب للتفريط بها حتي أننا نتساءل: هل هذا إيذان بانفراط عقد الأمة الأمريكية؟… هل هذا استدعاء لمقولة: أمة قفزت من التخلف إلي الانحلال دون المرور علي الحضارة؟.. في هذا الصدد ذهبت أبحث عن أقوال الآباء المؤسسين للأمة الأمريكية ووقفت مشدوها… هل تلك الأقوال لاتزال حاضرة معاشة؟:
** توماس جيفرسون:
- نحن نعلي هذه الحقائق دون أدني تشكيك؟.. إن سائر البشر مخلوقون متساوين, ممنوحين من الخالق حقوقا غير متنازع عليها, هي حق الحياة والحرية وإدراك السعادة.
- الديمقراطية ستمتنع عن السريان عندما يتم حرمان أولئك الذين يعملون من حقوقهم ويتم منحها للذين لا يعملون.
- نظام الحكم الذي يمتلك القوة ليعطيك كل ما تشتاق إليه, يمتلك القوة لأن يجردك من كل ما تمتلك.
** جورج واشنطن:
- إذا تم تجريدنا من حرية التعبير, سيكون مآلنا أن نساق مغلوبين علي أمرنا وصامتين مثل قطيع الأغنام إلي الذبح.
** بنجامين فرانكلين:
- المجتمع الذي يكون مستعدا للتضحية بجزء من حريته في مقابل الظفر بجزء من أمنه يستحق أن يخسر كلا من حريته وأمنه.
- كل من أجاد تقديم التبريرات إزاء إخفاقاته لن يكون مستحقا لإنجاز أي شيء.
** جون آدامز:
- هناك وسيلتان لقهر واستعباد أي دولة: الأولي بحد السيف, والثانية من جراء الاستدانة.
** إبراهام لينكولن:
- أمريكا لا يمكن دحرها من خارجها.. فإذا تهاونا وفقدنا حرياتنا نكون قد دمرنا أنفسنا.
- سائر الرجال يستطيعون التعايش مع المحن والشدائد, ولكن المعيار الحقيقي لمعدن الرجال يظهر عند امتلاكهم السلطة.
- حلمي يظل مرهونا بأن تكون أمريكا طول الوقت أفضل مرفأ للأمان في عالمنا.
** إليانور روزفلت:
- المواطنة الحقة تنبعث من اليقين في كرامة الفرد وحريته ومساواته.. ليس فقط للأمريكيين, إنما لجميع الناس في العالم.
** جون كنيدي:
- أولئك الذين يجعلون الثورات السلمية مستحيلة سوف يجعلون الثورات الدموية لا مفر منها.
- لا تسأل ماذا يمكن أن تفعل بلدك من أجلك.. لكن اسأل نفسك ماذا يمكنك أن تفعل من أجل بلدك.
** رونالد ريجان:
- الحرية لم تكن أبدا مرهونة بجيل يمضي ينقلها إلي أبنائه بوراثة الدم… الحرية يجب الكفاح من أجلها وحمايتها وتسليمها من جيل إلي جيل.
** نيلسون مانديلا:
- بعد سنوات هذا عددها في السجن, وبينما كنت أخطو أولي خطواتي نحو الباب الذي يقودني إلي حريتي أدركت أنني إذا لم أترك خلف هذا الباب كل ما أحمله من مرارة وكراهية سأظل سجينا لم أظفر بحريتي.
- الحرية لا يمكن إدراكها في أي مجتمع إلا إذا تم تحرير المرأة من سائر أنماط الاضطهاد.
** مارتن لوثر كينج الابن:
- الظلمة لا يمكنها أن تزيل الظلمة.. النور وحده يستطيع ذلك.. وبالمثل الكراهية لا يمكنها أن تزيل الكراهية.. الحب وحده يستطيع ذلك.
** جيمي هندريكس:
- لن يعرف العالم السلام الحقيقي إلا عندما تتفوق قوة الحب علي حب القوة.