كثيرون كتبوا عن عيوب فيس بوك ووصفوه بالعالم الافتراضي أو الوهمي أو المزيف وفندوا رأيهم بأنه يأخذ من وقتنا وعمرنا الكثير وبالطبع عندهم حق فإذا نظرنا إلي أفراد الأسرة نجدهم مجتمعين بالجسد ولكنهم منفصلين كل مع أجهزتهم المحمولة حتي وقت النوم, والأمر غير مقصور علي الفيس بوك, فهاك عوالم أخري مثل إنستجرام وتويتر وسناب شات وغيرها الكثير وآخرها الميتافيرس وهذا الأخير يعد الأخطر علي الإطلاق.
لكن هل بالفعل هذه العوالم افتراضية؟.. لا أعتقد ذلك فكيف تكون افتراضية بينما من خلالها نتابع كل أخبار العالم؟.. لماذا نعيش طول اليوم ونتابع هذا العالم بشغف ثم ننتقده؟.. والأكثر غرابة أن أصحاب المقالات التي تهاجم مواقع التواصل الاجتماعي ينتظرون بفارغ الصبر أن ينتشر رأيهم علي هذا العالم الافتراضي ليعرفوا صداه ويتجاوبون مع المشاركين في هذا العالم!! هناك صداقات حقيقية تمت من خلال هذا العالم, هناك زيجات ناجحة كانت بسبب هذا العالم والكثير من الوظائف تمت من خلال الفيس بوك, وفي المقابل هذا العالم كشف لنا عن أن هناك الكثيرين يبثون الشائعات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي, وبالرغم من تلك المحاذير هناك الكثير من الشخصيات العامة تضع في كارت التعريف الخاص بها اسمها علي الفيس وتويتر بجانب الإيميل لإدراكها أن تجاهل مواقع التواصل الاجتماعي سيبعدها عن شريحة كبيرة من المتابعين.
الفيس رغم اتهامه بأنه يجعل الشخص انطوائيا ومنعزلا إلا أنه نجح في أن يساعد كل من يشعر بالوحدة وليس له أصدقاء أن يكون صداقات حقيقية من خلال التواصل الاجتماعي.. أصبحنا نجد مجموعات لمن فقد أحد أبنائه ويجد الكثيرين مثله فقدوا أعز ما لديهم ويواسونه فيجد أنه ليس وحده وأن هناك من يشاركه نفس الألم ويشعر به.
ويعابون علي مواقع التواصل عدم وضع صورة تعبر عن صاحبها أو كتابة اسمه لكي يضلل الآخرين وهذا صحيح تماما ودائما النصائح للشباب والفتيات إياكم ومصاحبة أي شخص ذي حساب غير معروف وبهذا نستطيع مواجهة آفة أخري من آفات مواقع التواصل الاجتماعي..
إذا تكلمت عن تجربتي مع الفيس بوك فهي كشفت لي أفكار الكثيرين من خلال كتاباتهم وردود أفعالهم علي الأحداث التي يمر بها الوطن والعالم فكان الفيس بالنسبة لي عبارة عن مرآة جديدة لمعرفة الآخر.. كما كشف لي عن أن الحياة ليست أبيض وأسود فقط فهناك مئات الألوان بين هذه اللونين, فأصبحنا عن طريق الفيس نتقبل من يختلف معنا ونحترمه.
الفيس لا يجبرك أن تعرف أناسا بعينها بل يجعل لنا الاختيار في تنقية ما يناسب أفكارنا وقناعتنا.. في النهاية سيظل كل تقدم يرعبنا ويجعلنا نتمسك بالماضي وأخشي أن يأتي اليوم الذي نتمسك فيه بمواقع التواصل الاجتماعي لهول ما ستقدمه لنا التكنولوجيا في السنوات القادمة.