يذكرنا شهر أكتوبر دائما بأعظم انتصاراتنا وعلي الرغم من مرور 48 سنة علي ملحمة أكتوبر إلا أنها مازالت ملهمة لنا في جميع الأزمات التي تواجه مصر ومصدر فخر دائم لا ينتهي.. وإذا كان البعض يعتقد أن الإرهاب هو أخطر عدو لنا الآن فهذا ليس بصحيح رغم ما تكبدته مصر من خسائر بشرية واقتصادية بسبب الإرهاب, فكدنا نخسر قطاع السياحة الذي كان موردا أساسيا للنقد الأجنبي ويساهم بشكل كبير في إجمالي الناتج القومي المحلي, وأيضا فقدت مصر أعز أبنائها من الجنود الذين استشهدوا برصاص الإرهاب الخسيس.. إلا أن هناك عدوا سكن عقولنا منذ عشرات السنوات دون أن ندري فأصبح معظمنا ينظر للمرأة بنظرة رجعية قديمة ولا يتقبل الآخر ولا يقبل أن يكون مساويا له في كل شيء.. عدو حرم كل ما جميل وكل ما أحله الله للإنسان, هذا العدو هو الفكر المتطرف الذي أصبح متوغلا في كل أمور حياتنا فهناك من كان يحاول علي مدار عشرات السنوات أن يحول مصر إلي إمارة إسلامية تابعة لتنظيم دولي كبير ولولا يقظة الرئيس عبدالفتاح السيسي لكانت الصورة أشد سوادا ولكنه فطن بخبرة الجنرال المحنك أن عليه مسئولية كبيرة في استرداد مصر مهما كلفه هذا من ثمن, فمن اليوم الأول لتوليه رئاسة الجمهورية وحتي كتابة هذه السطور وهو ينشد جمهورية جديدة بمثابة العبور الثاني بعد أعظم انتصاراتنا في أكتوبر ..1973 جمهورية تهتم ببناء الإنسان وتنميته وتثقيفه.. ثم يتوجه إلي إلي رجال الدين ولا يكل أو يمل علي مدار 7 سنوات في مطالبته المستمرة بتحديد الخطاب الديني وتوحيده وأن يبعد تماما عن كراهية الآخر, وكان قراره الجريء بتحريك المياه الراكدة بشأن أزمة تعيين الإناث قاضيات بالجهتين القضائيتين لتحقيق المساواة بينهن وبين الرجال في التعيينات القضائية. وبعد عقود من ظلم المرأة تحت حجج واهية نتيجة لخطاب ديني متطرف يصور المرأة وكأنها غير كاملة الأهلية فلا يحق لها أن تكون قاضية. واستمر الرئيس في العبور نحو الجمهورية الجديدة بمشروعات ضخمة وشبكة طرق غير مسبوقة والقضاء علي العشوائيات والكثير من الإنجازات التي دخلنا بها موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
قارب حلم الرئيس أن يكتمل, ولكن مازلنا نواجه فكرا عقيما والطريق مازال طويلا نحو المواطنة الكاملة وقبول الآخر رغم كل الاختلافات.. لم يعد هناك داع لمغازلة تيار بعينه, بل يجب مواجهة هذا التيار بدستور خال من أي مادة قد تكون ضد مبدأ المواطنة وتتماشي مع الفكر الجديد لرئيس الجمهورية الجريء, وليلائم الدستور الجديد الجمهورية الجديدة التي تواكب أعظم الدول تحضرا وثقافة.
كل التحية لمن عبروا بنا العبور الأول وأتوا بنا إلي معجزة نصر أكتوبر العظيم وكل التحية للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يقود عبء العبور بنا إلي الجمهورية الجديدة.