الوعد
وعدتك أن أبحث عنك إذا ما رحلت…
كنت تضحكين معي قائلة: وإن ذهبت إلي أعماق المحيط أو اختفيت في أعالي السحاب؟
كنت أجيبك: سأعرف أين أجدك.. فحرارة قلبك ستسخن الماء وستبخر السحاب… أينما أجد الدفء سأجدك عندها.. لا يهم أين تذهبين سأعرف كيف أجدك حتي لو في نهاية العالم..
لم أعرف أنك ستذهبين فعلا.. لم أكن أعرف أن هناك مكانا بالفعل لا يمكن أن أجدك فيه.. وأنك ذهبت في الطريق الذي لا رجعة منه…
وتركتني أعاني برودة الحياة..
لكني أثق أنه أينما كنت, حرارة قلبك تدفئ حتي برودة الجحيم…
و… ولكني افتقدك
فبذهابك توقف قلبي عن النبض
وتوقفت شفتاي عن الضحك..
========
فضفضة روح
أفكر فيكي دائما… لم أكن أعرف متي وأين ولماذا, ولكني اضبط نفسي متلبسا أنني أفكر فيكي…
أفوق من خيالاتي لأجد نفسي ممسكا بقلم وقد كتبت أسمك علي أوراق العمل وعلي المكتب..
اندهش متي سرحت؟.. متي أمسكت القلم وكتبت كل هذه الكلمات؟.. لا أعرف… الوقت يمضي بطيئا في انتظار أن تستيقظي لكي أحكي لك عن يومي بالأمس.. كيف كان يومي بدونك وكيف يصبح معك..
هناك فرقا شاسعا كالفرق بين يوم ممطر كئيب في شتاء يناير وسماء سافية في الربيع…
أرفع السماعة لكي أقول لكي: أفتقدك.. ولكن لساني يتوقف, يعجز أن يصارحك, فيكفي بأن يسمع صوتك وانتي تقولي كيف حالك؟..
أنظر إلي كل هذه الأوراق التي كتبت عليها أسمك داخل رسمة القلب كمراهق في العاشرة من عمره… واصمت… فبعض المشاعر تظل فقط حبيسة قلب المراهق.
========
السؤال
ـ متي عرفتي أنه توقف عن حبك؟
ـ عندما توقف عن تكرار سؤال كيف حالك؟..
.. ربما توقف لأنه مشغول أو لأنه يعلم أنك بخير..
ـ كان مشغولا في السابق وكان يسألني… كان يعلم أني بخير وكان يسألني.. كان سؤاله هو اللحظة التي أشعر فيها أن شخصا ما يهتم بي… الآخرين يرون أن تكرار نفس السؤال مزعج.. ولكني كنتب أحب هذا السؤال… أعلم أنه يهتم.. أعلم أنه ليس سؤالا عابرا ولكنه أشارة ضمنية أني أنا معك لو احتجتي شيئا.. أخبره أني بخير ولكني أعلم أنه سيكسر الجبال ويحفر الإنفاق ليصل إلي لو قلتله أني لست بخير.
ـ والآن؟
ـ لم يعد يسأل… توقف عن السؤال وتقف قلبي عن النبض
========
أخبرك بوجعي…
اتي وطرق الباب… ترددت.. كنت خائفا. وأنت تعرف أني برج الميزان.. أسوء ما فيه هو تردده…
استمر في الطرق بينما أخذت وقتا طويلا حتي فتحت الباب. ولكنه كان قد رحل.. رحل ولكن آثار طرقه علي باب قلبي تركت حفرا لم تندمل…
والآن كلما فتحت الباب أري الحفر واتذكر الموقف… استمر في مكاني.. أسد باب قلبي بجسمي… فلا استطاع الغريب الدخول ولا أنا استطعت إصلاح الباب.. غريبة هي جروح القلب تبقي طويلا أكثر من جروح الجسد.. تجبرنا علي نتغير… نلوم أنفسنا علي الماضي وأحيانا نبقي أسري له بدون أن نعرف أن نتحرك..
ونعيش علي أمل أن يأتي أحدهم ويصلح تلك الحفر… يرتق مكان القطع ويوقف الدم الذي يتساقط من القلب…
ونبقي منتظرين..
=======
ابتسامة
أجمل ابتسامة هي التي كانت تسكن في أعماق أحزاننا, فتكون مثل شروق الشمس بعد ليلة طويلة.
لا أحد يعرف عن تلك الليلة التي أمضيتها وحيدا.. تلملم شتات نفسك… تجمع أفكارك المتضاربة معا.. تتذكر الماضي البعيد قبل القريب..
ولكنه تجبر نفسك علي القيام صباحا وأنت تبتسم… تعلم أنك أقوي أو تظن أنك أقوي.. لا يهم…
أنت تعلم أنك قد انتصرت علي الزمن وتمت إضافة يوم آخر إلي رصيد أيامك.. تعلم أنك أمام جولة أخإي لتنتصر..
وأنك ستبتسم…
في النهاية