التغيير سنة الحياة, تتغير معتقدات ومبادئ المجتمعات مع مرور الزمن, ففي ستينيات القرن الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية خارج 28 ألف شاب احتجاجا علي عرض الفيلم السويدي أنا فضولي والذي كان يعالج مسائل الجنس صراحة حيث تقوم لينا بطلة الفيلم بالتجول الحر عبر الولايات المتحدة وتعيش جو الستينيات المتقلب وتعرض حرب فيتنام وتتساءل عن جدوي الأنظمة الاجتماعية, وخلال هذه الأحداث تستجيب لرغباتها الشهوانية, فيحتوي الفيلم لقطات عارية ولقطات جنسية مما أدي إلي اعتباره فيلما إباحيا وتم منع عرضه في الولايات المتحدة وذهب إلي المحكمة لثلاث معارك قضائية حتي تم السماح بعرضه أخيرا.
وبمرور السنين أصبح وجود المشاهد الإباحية طبيعيا في معظم الأفلام الأجنبية ويتم الاكتفاء بذكر بعض كلمات في تعريف الفيلم مثل عري, جنس, ألفاظ نابية أو الاكتفاء بالترميز (+18) التي تعني منع مشاهدته لمن دون الثامنة عشر من عمره.
بعدما أصبح الإعلان عن المثلية الجنسية في أيامنا هذه أمرا طبيعيا وبعدما اعترفت 28 دولة تباعا بزواج المثليين ظهرت تفرعات جديدة ولم يستقر الحال علي المغايرين والمثليين فقد ظهرت العديد من المصطلحات والمتغيرات الكثيرة نذكر بعضها فقط معدوم الهوية, متوافق الجنس, متحول جنسيا, نصف فتاة, نصف رجل, غير ثنائي, نصف جندري, ثلاثي الهوية الجنسية, الجنس الثالث.
وقد صرحت كايتي بيرك رئيسة شركة والت ديزني: سنتجه لجعل محتوانا أكثر شمولا فمن الآن وصاعدا سنزيد من المحتوي المتعلق بالمثليين ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسيا واللاجنسيين. وكشفت كايتي أنها أم لطفلين أحدهما متحول جنسيا والآخر ثنائي الجنس, كما قامت ديزني بحملة علي تويتر تعلن فيها أن 50 في المائة من الشخصيات العادية والمتكررة في جميع أنحاء عالم ديزني ستأتي من مجموعات ممثلة تمثيلا ناقصا, كما أنها ستقوم بتغيير الرسائل المسجلة, فلا نعد نقول: أيها السيدات والسادة, أو الأولاد والبنات, بل نقول: أيها الحالمون من جميع الأعمار.
ولقد أثار أحدث أفلام ديزني لعام 2022 Light Year جدلا واسعا ومنع في عدد من الدول العربية لاحتوائه علي مشاهد مثلية جنسية.
الآن نحن في أزمة وعلينا البدء في معالجتها في أسرع وقت, فالأمر لم يعد هينا, ففي بلادنا العربية لم نصل بعد إلي هذه المرحلة ومعرفتنا عن الهوية الجندرية جاءت في مرحلة الشباب والكبار نتيجة للأفلام الأجنبية أو متابعة أخبار العالم وخصوصا أننا مازلنا في مصر لا نعطي أي اهتمام لتعليم الجنس في المدارس, ونخشي التحدث مع أبنائنا, لم يعد الحل في المنع, فالإنترنت وتسريب الأفلام, ومن ثم قنوات ديزني نفسها ومنصات الأفلام كنتفليكس وغيرها سوف يصلك أينما كنت. إذا الحل ليس بالمنع إنما بالفهم الصحيح والتعليم وعدم الخوف من طرح المناقشات والإجابة علي الأسئلة.