كل الأمهات يتعبن ويتألمن ويبذلن الجهد في سبيل راحة أبنائهن، وتعاني كل أم علي حدة من ظروف وتفاصيل تخصها وحدها منذ بداية الحمل، وأحيانا يخوض الكثير من الأمهات تجارب وعمليات وانتظارا وصبرا حتي تصل إلي بداية الحمل، ثم تبدأن مشوار الألم الممزوج بالحب، والمعاناة الممزوجة بالمسئولية.
في عيد الأم كل عام وكل أم طيبة، كل عام وكل امرأة طيبة، في شهر المرأة هذا العام أحب أن أوجه تحية خاصة لأم ملهمة أعطتني أملا أتسلح به في كل وقت شاق إنها سلوى الأم العظيمة أم محمد الطفل المعجزة, هذه الأم التي أعطاها،الله تجربة قد يرتعب منها البعض ويهرب منها الكثيرون، وهبها الله طفلا اسمه محمد يبلغ من العمر ثماني سنوات، محمد يمثل حالة نادرة هو السابع علي مستوي العالم، وأول حالة في الشرق الأوسط، فقد ولد دون أنف وعيون، ورغم هذه المأساة التي لن تكفي آلاف الكلمات لتوضيحها، إلا أن سلوى لم تيأس، لم تفقد الأم، ولم تهرب من مسئوليتها كأم.
تسهر سلوي طوال الليل لتتحكم في فمه حتي يستطيع التنفس بانتظام, أما عن نهارها فهي تعمل جاهدة لتعليمه ودمجه ليس فقط في أسرته الصغيرة بين إخوته وأهله فقط, إنما في المجتمع كله، لقد أصبح محمد المعجزة شخصية تحفيزية تبث الأمل والطاقة الإيجابية، يجذب أي شخص يراه لحبه، وأعتقد أن هذه المحبة منبعها حب أمه وعطائها الذي لا ينفد له، لم تخف سلوي من نظرات الناس أو تخشي عليه من التأفف أو الصعبانيات واجهت به العالم فأحبه العالم.
تقول الأم الملهمة سلوى عن ابنها: محمد يختلف عن باقي الحالات الست الموجودة في العالم، لأنه لا يمتلك تجويفا للأنف أو جيوبا أنفية، وعظام فكه مختلفة بشكل كامل فلا يتمكن من الأكل أو البلع بشكل طبيعي، بالإضافة إلي أنه لا يري وتلك معضلة أخري.
وأكثر ما كان يرعبني كيف سيتحرك وحده حتي لو في المنزل فقط؟! وأحمد الله أنه أصبح يتحرك بسلاسة ويساعدني في أعمال بسيطة، كذلك كنت متخوفة من قدرته علي التحدث وقد أصبح فصيحا الآن، فضلا عن حفظه للقرآن الكريم.
ولكن مع مرور الوقت واكتساب سلوى الخبرة في التعامل اليومي مع محمد ومتطلباته العادية كطفل، أصبح محمد أملا لآلاف الأطفال من ذوي الهمم وأصبحت سلوى مصدرا رئيسيا لإلهام أمهات كدن أن يفقدن الأمل في بناء حياة طبيعية لأطفالهن.
سلوى من أسرة متوسطة لكنها رفضت المتاجرة بابنها،وأطلقت علي صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك اسم محمد طفلي المعجزة حتي لا يوحي الاسم بأي مأساة أو استدرار للعطف أو طلب المساعدة.
سلوي خريجة كلية التجارة بجامعة حلوان تحضر المؤتمرات الطبية لتعرض حالة ابنها، وتتواصل مع الأمهات القليلات اللاتي يعاني أطفالهن نفس الحالة والكثيرات ممن يعانين حالات متشابهة, لتعطيهن الأمل من خلال فيديوهات بسيطة تحكي فيها يوميات محمد وإنجازاته في الاندماج بالحياة وكيفية تعامله معه في أصعب الأوقات.
وفي الختام تحية واجبة لك أيتها الأم العظيمة.