العالم كله يعاني بسبب وباء الكورونا, ويأخذ نصيب التعليم حقه في المعاناة بالعدل, ولكن في بلدنا الحبيب مصر أخذت المنظومة التعليمية نصيب الأسد من المعاناة والتخبط بدءا من الطلبة وأولياء الأمور مرورا بالمعلمين وانتهاء بالمدارس والهيئات والإدارات التعليمية, حيث تصادمت الكورونا بأحلام وزير التربية والتعليم في تطوير العملية التعليمية واتفقا علي ألا يتفقا وأن يعاني من جراء ذلك كل من له صلة قريبة أو بعيدة.
وعلي الرغم من أن كورونا تسببت في النقلة النوعية والتحول الاجباري واختيارالتعليم عن بعد كحل أساسي في استمرار العملية التعليمية, إلا أن هذا النظام لم ينجح مع الجميع فصرخت الطبقة الفقيرة التي لاتستطيع توفير حزمة الإنترنت الكافية لتعليم عدد من الأبناء في مراحل مختلفة وساد الإحباط نتيجة عدم نجاح التعليم عن بعد في توصيل المواد العلمية والرياضيات علي عكس نجاحها في المواد الأدبية, علاوة علي معاناة طلاب المرحلة الثانوية من تخبط نظام الامتحانات بين التابلت والبابل شيت.
وكأنه لم تكف هذه الأزمات فغياب المدرسة من حياة أطفالنا لم يؤثر علي الناحية التعليمية فقط, فالمدرسة في مصر هي المتنفس الأول لعدد كبير من الأطفال وتؤثر في سلوكهم ونفسيتهم ونشاطهم البدني والعقلي ونتيجة حبسهم في المنازل شهورا طويلة أثر سلبا عليهم وأفقدهم الكثير من المهارات والقدرات التي يتم تنميتها من خلال المشاركة في عالمهم الكبيرالمدرسة.
ولكن دعونا لانكثر النواح علي ما يحدث ولنلتفت للوقت الذي يضيع هباء ولنبحث عن نواح إيجابية في ذلك الواقع, اعتقد أن هذا الوقت هو الأفضل في اكتشاف المواهب وخصوصا مواهب العقل الثمانيالذكاء اللغوي المتعلق بالكلمات والجمل- الذكاء المنطقي الحسابي المتعلق بالأرقام والرياضيات- الذكاء البصري, الذكاء السمعي الموسيقي, الذكاء الحركي الجسدي, الذكاء الاجتماعي, ذكاء الوعي بالنفس والقدرة علي التعبير عنها, الذكاء البيئي, فعلينا ألا نستسلم للوباء وتداعياته وأن نستغل كل الوقت ونستثمر تلك المواهب في أطفالنا فهم شباب الغد وقادة المستقبل.
ومن هذا المنطلق أدعوكم لقراءة مقال أستاذي الكبير ورائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني بعنوان كيف نكتشف أصحاب المواهب الأدبية هذا المقال يوضح كيفية اكتشاف مواهب وذكاء الأطفال ويستطرد الكاتب في بيان ما يميز أصحاب الذكاء اللغوي تحديدا, وكيفية تشجيعهم وتنمية هذا الذكاء لديهم, لابد أن ندرك أن تطوير وتنمية الأطفال هو, أهم استثمار وبناء للمجتمعات التي تعمل علي التقدم والنجاح في كافة المجالات فلنبدأ اليوم حتي لانندم غدا.