(1) : الآلات الذكية تحاصرك
في عام 2025, وأنا أفتح الثلاجة, سمعتها تقول لي:
الباقي من الدجاج المثلج واحدة فقط.. ووعاء الزيتون أصبح فارغا.. ولا يوجد أي نوع من الفاكهة.
فأسرعت إلي لوحة مفاتيح الكمبيوتر, المتصل بشبكة الإنترنت, وأرسلت إلي السوبر ماركت رسالة سريعة أطلب منه إرسال مزيد من الأصناف التي نبهتني الثلاجة إلي نقص كمياتها.
وفي عام 2030, حاولت أن أفتح الثلاجة بعد ساعتين من تناولي إفطاري, لكن باب الثلاجة رفض أن يتحرك لأفتحه, وسمعت الثلاجة تقول: آلة تصوير الفيديو سجلت في الصباح أنك أخذت من الثلاجة كمية من الطعام تكفيك حتي الثانية ظهرا. عليك أن تصبر حتي ذلك الوقت.
وصبرت إلي أن جاءت الساعة الثانية, فتناولت من الثلاجة قطعة كبيرة من اللحم, وأسرعت بها أضعها في الميكروويف, وضغطت علي أزرار تشغيله, لكنه لم يعمل, وبدلا من ذلك سمعت الميكروويف يقول لي: هذا اللحم ملآن بالدهون الضارة, التي ستزيد من وزنك ومن الكوليسترول في دمك.. لن أساعدك في هدم صحتك.
صحت قائلا: إنها غلطتي عندما تركتك تعرف كل أسرار صحتي!!.
لكنني أدركت بسرعة أنه علي حق, فذهبت أبحث عن طعام آخر يناسب حالتي الصحية!
(2) : الإنسان الآلي يعمل, ونحن نتفرج !!
نحن الآن في سنة 2030, وقد جلست صاحبة البيت تقرأ في غرفة المعيشة (صالة البيت), بينما تشاهد المطبخ المتسع وبه أربعة روبوتات (إنسان آلي), أحدهم يغسل الملابس في الغسالة الأوتوماتيكية, والثاني يستخدم المكنسة الكهربائية في تنظيم الأرضية والحوائط, والثالث يراقب طعاما في الفرن الكهربائي, أما الرابع فيحمل صينية القهوة ويتجه بها إلي صاحبة البيت.
وفي اللوحة الثانية, نري الابنة نائمة, والروبوت الذكي يجلس أمام مكتب الصبية, يسجل لها شرح الواجبات المدرسية.
وفي الصورة الثالثة نري الروبوت يقص حشائش الحديقة, وإنسانا آليا آخر يسقي الزرع وثالثا يقدم قطعة عظم للكلب.
وفي اللوحة الأخيرة نكتشف أن هذا البيت وحديقته المتسعة, يوجد فوق سطح ناطحة سحاب, وقد امتدت الطرق من فوق تلك الناطحة إلي أسطح ما يجاورها من بنايات مرتفعة, وهي طرق متسعة تسير فيها سيارات يقودها روبوتات أخري, وينظم فيها المرور عدد آخر من الإنسان الآلي.
أما البشر فهم يقرأون ويتنزهون ويمارسون الرياضة ويستمتعون بوقت الفراغ.
هذه إحدي القصص التي قدمها معرض قصص الرسوم حول عالم المستقبل, الذي أقيم بمناسبة معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال.
(3) : إنه يلعب بالأرض!!
نحن الآن في سنة (2200), وقد أصبح السفر بين أرجاء الكون الواسع شيئا معتادا, فقد اكتشف الإنسان أن هناك كواكب أخري كثيرة تسكنها مخلوقات أذكي من الإنسان.
وفي قصة رسوم عن المستقبل, عرضها معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال, نري في اللوحة الأولي مخلوقا فضائيا هائل الحجم, يتطلع بمنظاره من فوق كوكب آخر, فيري الأرض مجرد كرة صغيرة كأنها لعبة أطفال أو ثمرة برتقال.
وفي اللوحة الثانية نري هذا المخلوق الفضائي الضخم يستخدم منشاره العملاق ليقسم الأرض إلي نصفين, وكأنه يقسم بطيخة بسكين هائل.
وفي اللوحة الثالثة نراه يمسك في كل يد من يديه بنصف من نصفي الأرض.
وفي اللوحة الأخيرة, نراه قد بدأ يلعب بالنصفين كما يلعب لاعبو السيرك بالكرات, فيقذف النصفين في الهواء, ويتبادل تلقفهما بيديه وكأنه يقول: ما أصغر كوكب الأرض هذا بالنسبة إلي الكواكب التي تملأ الكون الفسيح.. إنها لا تزيد علي كرة صغيرة مما يلعب به الأطفال, إذا تمت مقارنتها بما يوجد في الكون من كواكب تسكنها مخلوقات عاقلة أخري.
(4) : الأراجوز بالكمبيوتر
سألني الأراجوز: ما رأيك في المناظرة التي استمعنا إليها الآن؟
قلت له: نسأل أولا الأصدقاء الصغار.
ونادي الأراجوز بصوته المتميز: نريد بنتا تقول رأيها!
وجاءت هبة تقول للأراجوز: أنت خائف علي مستقبلك يا أراجوز من الكمبيوتر, فالكمبيوتر نرسم به ونحرك عليه الرسوم بخيالنا وعقلنا كما نشاء, لذلك لا أوافق علي أن الكمبيوتر سيعلم مخ الإنسان الكسل.
ثم قالت التلميذة رحمة: وحتي الأراجوز نفسه يمكن أن يشتغل بالكمبيوتر!.
وبعدها أضفت قائلا: أنا أستخدم نظارة لتعويض ضعف النظر, ونحن نرتدي الملابس لزيادة قدرة الجسم علي مقاومة البرد, والإنسان يستخدم الآلات ليضيف إلي قوته أو مهارته أو حواسه قدرات إضافية, والكمبيوتر يضيف أيضا إلي ذاكرة الإنسان وإلي وسائل الاتصال قدرات إضافية واسعة.
تم هذا الحوار في حفل بمدرسة تقع وسط حي من أكثر أحياء القاهرة حاجة إلي العناية والتطوير والخدمات المختلفة, لكن كل هذا لم يمنع أبناء الحي من القدرة علي معايشة المستقبل, فوقفوا يدافعون بحماس عن عصر العلم والكمبيوتر.
Email: [email protected]