حتي الآن يتم تطبيق الاشتراطات المعلنة من قبل السلطات المصرية للسماح بدخول القادمين إلي البلاد سواء من المصريين أو الأجانب وتنحصر في الآتي:
- تقديم ما يفيد الحصول علي أي من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المعتمدة من منظمة الصحة العالمية أو من هيئة الدواء المصرية.
- يشترط مرور 14 يوما علي الأقل من تاريخ التطعيم باللقاحات المقرر لها جرعة واحدة قبل الوصول إلي الأراضي المصرية.
- في حالة عدم وجود شهادة تفيد تلقي اللقاح يشترط أن يكون القادم للبلاد حائزا لشهادة تفيد سلبية الإصابة بفيروس كورونا عن طريق إجراء أي فحص من الفحوصات المعتمدة من قبل وزارة الصحة (مثل فحص PCR ID NOW أو فحص ANTIGEN PAPID TEST) خلال 72 ساعة قبل الوصول إلي الأراضي المصرية علي أن يتم استثناء الأطفال الأقل من سن 12 عاما من هذه الشروط.
هذا ما هو سائد في مصر.. لكن ماذا عن الأخبار والتطورات الأخيرة التي يشهدها العالم؟
** في 29ديسمبر الماضي صدر تصريح للدكتورة روشيل فالنسكي مديرة مركز التحكم في الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية C.D.C. هذا نصه: بعد 31 ديسمبر 2021 لن يكون هناك احتياج لعمل المسحة بعد انتهاء فترة العزل التي حددها المركز بخمسة أيام… وسوف يستبعد المركز اختبار المسحة من ضمن الاختبارات الكاشفة لفيروس كوفيد-19 وذلك لأنه ثبت أن اختبار المسحة فشل في التفريق بين أدوار نزلات البرد وبين الفيروس. وهذا ما يفسر ما تردد عن اختفاء حالات أدوار البرد والإنفلونزا من الرصد في الولايات المتحدة خلال عام 2020 في مقابل تضخيم حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19, الأمر الذي كان يعرفه جيدا الدكتور أنتوني فاوتشي آلمستشار الطبي للرئيس الأمريكي والاختصاصي في علم المناعة ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة NIAID وفريق العمل معه في واشنطن.. وبناء عليه قرر المركز بدءا من أول يناير 2022 سحب ترخيص الطوارئ الممنوح لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لاعتماد اختبار المسحة PCR منذ فبراير 2020 لرصد الإصابة بعدوي سارس وكوفيد مع رفع الأمر إلي كافة المعامل الأمريكية الإكلينيكية لتتدبر أمرها في انتهاج بدائل أخري ضمن البدائل المرخص بها لإدارة الغذاء والدواء لتحليل ورصد الإصابة بالعدوي المذكورة.
** في 20 يناير الجاري نشر البيان التالي عن الحكومة البريطانية: الحكومة البريطانية تعلن رسميا إلغاء لبس الكمامات وإلغاء التباعد الاجتماعي وإلغاء العمل من المنزل علاوة علي إلغاء طلب شهادات التطعيم الموثقة علي جوازات السفر للقادمين إلي المملكة المتحدة, وعودة الحياة الطبيعية بشكل كامل.. ويتم العمل بهذا القرار بدءا من الخميس 27 يناير 2022.. وكان ذلك هو مضمون القرار الرسمي للحكومة البريطانية الذي أعلنه رئيس الوزراء بوريس جونسون أمام مجلس العموم البريطاني.
** في 21 يناير الجاري تم تداول أنباء علي وسائط التواصل مؤداها أن دول الاتحاد الأوروبي بصدد الانتهاء من تصنيف كورونا باعتبارها جائحة أي PANDEMIC واعتبارها مثل الإنفلونزا وغيرها من الأمراض المتوطنة أي ENDEMIC.
** أعقب ذلك في نفس اليوم تداول أنباء مؤداها أن إسبانيا سوف تكون أول دول الاتحاد الأوروبي في إلغاء الإجراءات الاحترازية.
** وانضمت أيرلندة إلي هذه الموجة الجديدة في 22 يناير الجاري حين أعلن رئيس الوزراء مايكل مارتن: إن الأيام الحالكة التي سادت فيها تدابير مكافحة وباء أوميكرون قد ولت وبناء علي التقرير الصادر عن فريق الطوارئ للصحة العامة ثبت أننا روضنا إعصار الجائحة وتراجعت مؤشرات الإصابة والوفيات.. وبناء عليه فإنه بدءا من السادسة صباح الأحد 23 يناير سيتم إيقاف جميع التدابير الوقائية والسياسات الاحترازية المتبعة والعودة إلي معايير الحياة العامة بشكل طبيعي مع العودة إلي تشغيل سائر أوجه العمل والنشاط.
*** هذه التطورات التي رصدتها حتي كتابة هذا المقال -وقد تلحقها تطورات أخري- هي انعكاس لما تردد مرارا خلال الأشهر الماضية عن أن عام 2022 سوف يشهد نهاية التدابير الاحترازية وسياسات الطوارئ والإغلاق التي سادت دول العالم خلال العامين الماضيين وكانت لها آثار سلبية -بل يصفها خبراء الاقتصاد بالآثار الكارثية- علي سائر الدول والشعوب.. فهل ما نحن بصدده ناجم عن أن السلطات الصحية حول العالم تعيد تقييم شدة الفيروس خاصة بعد انتشار الحماية عن طريق اللقاحات؟.. أو أن هناك ارتياحا متجددا لسياسات مناعة القطيع بالسماح بقدر من الإصابة؟.. أو أن الأمر متعلق بمجازفات لصالح إنقاذ عجلة الاقتصاد؟.. كل هذه الاستنتاجات وغيرها سواء صحية أو سياسية أو اجتماعية واردة لإخراج العالم من حالة الجمود والهلع التي تنتابه.. ولكن تظل القضية المحورية التي يتحدث عنها البيان الأمريكي والتي نالت الكثير من الهمهمات والتشكيك خلال العام الماضي هي قضية جدوي تحليل PCR للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا.. لكن تلك قضية سوف أتناولها تفصيلا في مقال قادم بإذن الله.