طفل منير تستقبله الملائكة بالتسامح.
طفل عار مغطي بالتبن الخالق الذي كسي البشرية اليوم عريان في المذود.
طفل يصرخ متألما من شدة البرد, وليس من يقدم ثوبا له ولو رثا.
طفل تداعبه الحيوانات بقرونها وتدفئه بأنفاسها.
ربي يسوع: في ميلادك العجيب تغمرني مشاعر الفرح والحزن الفرح بشخصك المبارك والحزن علي الخليقة الجاحدة (أقصد البشرية) يامن ألبستها ثوب الغني اليوم تضن عليك وترفض أن تستقبلك ليس في قلوبها فقط, ولكن أيضا في بيوتها حتي المذود أعطيته لك بعد جهد كبير.
لذلك فإن مولود المذود لم يجد في المنازل موضعا ولا في الموضع منزلا (إلي خاصته جاء وخاصته لم تقبله) لقد رفضته مملكة البشر ورحبت به مملكة الحيوان يا للعجب هكذا تكون قسوة الإنسان ولكن لماذا لا؟ ألم يقل إشعياء النبي (الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أم شعبي لا يعرف. إسرائيل لا يفهم) وإن كانت الأرض لم تحتفل به, ولكن السماء كلها ارتجت له لم تدق نواقيص ولا طبولا ولكن أجراس السماء دقت له, لم تعزف له موسيقي الأرض لكن الملائكة غنت له أعزب لحن في الوجود عزفتها يد السماء علي قيثارة الخلود يمس حياة البشر في الصميم (المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة).
وإن كان مكان ولادته حقيرا ومذوده فقيرا وكان دخوله العالم في صمت بعيد عن مظاهر الترحيب بدون ضجيج وبطريقة بسيطة هادئة بنكران عجيب بالذات حتي الذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين, كان يمكن لمعلمنا الصالح يأتي في موكب ولو فعل ذلك لما كان أحد يذكر عليه أنه ملك فهو من سبط يهوذا ومن نسل داود الملك, لكنه أخلي ذاته من الملك رغم أنه ملك الملوك ورب الأرباب لكي يعلن أمام الجميع (مملكتي ليست من هذا العالم) لكنه رغم هذا فإنه ملك سماوي وهذا واضح من أنواع الهدايا التي قدمها له المجوس (ذهبا ولبانا ومرا) فمن بينها الذهب وهو إشارة إلي أنه ملك وهذا الملك ليس كملوك الأرض الذين يجلسون علي كرسي المملكة وبعد حين تنتهي فترة رئاستهم أما يسوع الملك فيقال عنه يملك علي بيت يعقوب إلي الأبد. ولا يكون لملكه انقضاء. كرسيك إلي دهر الدهور.
ربي يسوع أعطني أن أعوضك عن الآلام التي أصابتك في المذود هبني أن أقدم لك حبي وترنيمتي وتسبحتي وسامحني علي كل ما بدا مني ولك كل الحمد.