كانت زيارة الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا وزوجته الدوقة كاميلا لمصر, والتي أستغرقت يومين مهمة للغاية وتصدرت عناوين كافة الصحف العالمية وليست المصرية أو البريطانية فقط, وشملت زيارة أماكن عدة أبرزها الصورة أمام أبوالهول والأهرامات, والتي هي أفضل دعاية لمصر سياحيا وثقافيا, حيث كان الزوجان الملكيان في حضرة الحضارة الفرعونية العظيمة, وفي موقع أشهر عجائب الدنيا السبع القديمة.
هذه الزيارة كانت بهدف التعرف علي طباع وأصول الشعب المصري وبيان عاداته وتقاليده, وتضمن البرنامج زيارة عزبة خير الله في البساتين لتفقد إحدي المبادرات المجتمعية التي يشرف عليها المجلس الثقافي البريطاني, ضمن عدة مشاريع معنية بتمكين المرأة, وبرغم انبهار الدوقة بعمل فتيات العزبة ومدي قدرتهن علي صنع أشياء يدوية صديقة للبيئة في وقت قصير, إلا أن البعض اعتبر أنه من المؤسف والمخجل عرض مسرحية مقدمة من بعض السيدات المنتجات, تحكي قصتها وكيف كانت المنطقة بأكملها وكرا للبلطجة, إلا أن الطريقة التي قدمت بها المسرحية أثارت غضب وامتعاض الكثير من المصريين, وتقدمت إحدي النائبات في البرلمان المصري بطلب إحاطة عن كيفية تجاهل الزيارة مناطق تطوير العشوائيات ومدي تحسن وضع المرأة في تلك المناطق ليتم التركيز فقط علي عزبة خيرالله وليتم تقديم ما يفترض أنه فن مسرح في صورة عرض مبتذل ومقزز يصور المجتمع كمجموعة من البلطجية والمجرمين واللصوص, هذا التشويه الذي صدم جموع المصريين كيف يتم تقديمه كنموذج معبر عن المرأة المصرية؟ وتساءلت البرلمانية: من وراء هذا العرض السيئ, فهل هذه الفرقة تم تدريبها لتشويه صورة مصر أمام العالم؟.
فلا يليق أن يكون هذا النموذج هو الممثل لها, ولكن عندما تشاهد باقي المسرحية والتي حكت فيها السيدة بطلتها كيف عانت من التعنيف والتمييز والحرمان من التعليم والزواج المبكر, وكيف انتهي بها الحال لتكون بلطجية حتي انضمت لواحد من برامج التأهيل وتعلمت الخياطة واستطاعت أن تستعيد إنسانيتها التي فقدتها سنوات كان ذلك من الثمار الإيجابية للبرنامج البريطاني, ولكن لماذا تم تجاهل إطلاع الضيفين الملكيين أيضا علي النماذج الإيجابية للدولة من البرامج الحمائية للفقراء, والعديد من المبادرات, وأبرزها حياة كريمة, والتي تستهدف نحو 58 مليون مواطن لإنشاء سكن صحي, ومبادرة الرئيس للقضاء علي العشوائيات حتي تكتمل صورة الجمهورية الجديدة أمام العالم.