(1) : الفيل الوردي
طلبت المدرسة من تلاميذها أن يرسموا فيلا, فأمسك الطفل الصغير باللون الوردي الذي يحبه, ورسم الفيل, لكن المدرسة أحضرت له صورة فوتوغرافية للفيل, ليري أن لونه ليس ورديا, وأن عليه استخدام اللون الرمادي. لكن الصبي لم يهتم بلون الفيل الحقيقي, فهو يحب اللون الوردي, وعاد يكمل رسم الفيل باللون الذي يحبه.
وفي البيت شاهد والده الرسم, وظن أن ابنه لا يعرف اللون الحقيقي للفيل, فأمسك اللون الأسود واستخدمه في تغطية وتصحيح خطوط رسم الابن. لكن الصبي, بعيدا عن عيني الأب, عاد يرسم فيلا جديدا باللون الوردي!!
وبالمصادفة شاهد ناظر المدرسة الفيل الوردي, فأمسكه وشطب عليه بخطين متقاطعين أسودين ثقيلين, وجعل بقية التلاميذ يرون تلك العلامة التي تدل علي الخطأ الشديد!! مع ذلك ما أن ابتعد الناظر, حتي استأنف الصبي رسم فيل جديد باللون الذي يفضله..
لكن قلم اللون الوردي كان قد تم استخدامه كله, عندئذ انطلق الطفل مع فيله الوردي في رحلة خيالية بديعة, استمتع فيها مع حلم اليقظة, بكل ما يقدمه الخيال من جمال, ليس فيه الرمادي ولا الأسود, بل يتلألأ الوردي والأحمر والأصفر لون الشمس الذهبي!!
* هذه قصـة فيلم الرسوم المتحركة التشيكي القصير الفيل الوردي, الذي تم اختياره ليكون أحد أفلام حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي الثاني لأفلام الطفل, وقد حصل علي درع المهرجان.
(2) : الكبار يتعلمون من الصغار !!
اضطر الأب والأم إلي الحياة بعيدا عن المجتمع, لأن عائلة الزوجة الغنية لم تكن موافقة علي زواجها من ابن عائلة فقيرة, لهذا نشأت ابنتهما الصغيرة وحيدة في عزلة عن المجتمع بعد وفاة والديها. وعندما يعثر عليها صبي يرعي الخيول تعود معه إلي القرية وكأنها حيوان بري, لترعاها الأسرة التي يعمل عندها الصبي. وتفرض عليها سيدة البيت أن تتنازل عن طفولتها وعن حريتها في الحركة, وأن ترتدي ملابس غالية بيضاء ممنوع أن تلعب بها لتحافظ عليها نظيفة, كما تفرض عليها أن تبقي داخل البيت حتي لا تختلط بأبناء الناس البسطاء. لكن الصغيرة تضيق بكل هذا, وتخرج من النافذة لتلعب, ولتصادق رجلا به إعاقة عقلية سجنوه كالحيوان في حظيرة, لكنها تتعامل معه ببساطة وإنسانية فيتخلي معها عن العنف الذي يقابل به قسوة المجتمع عليه. وفي مواجهة صراحة الصغيرة التي لم تتعود أن تخفي حقيقة مشاعرها تجاه تصرفات الكبار, يدرك الكبار مدي الأخطاء التربوية في تعاملهم اليومي مع الصغار. هذه هي قصة الفيلم الدانمركي الفتاة الصغيرة الكبيرة, الذي حصل علي الجائزة البرونزية للأفلام الروائية في أحد دورات مهرجان سينما الأطفال الدولي.
(3) : ألمانيا في المهرجان الدولي
في فيلم طويل للأطفال من ألمانيا, شاهدناه في المهرجان الدولي لسينما الأطفال, نري البطلة الصغيرة تعزف بمهارة علي آلة البوق, حتي أصبح ما تصدره من نغمات هو اللغة التي يفهمها كلبها. أما زميلها الصبي الصغير فهو يقوم بتجارب متنوعة لصنع الصواريخ وإطلاقها.. الطفلة الصغيرة تحلم بأن تصبح عازفة موسيقي مشهورة, والطفل الصغير يحلم بأن يصبح من علماء الفضاء. ومع أنهما طفلان ألمانيان ويعيشان في ألمانيا, فإن الطفلة تقول لصديقها الصغير: أتمني أن أسافر إلي أمريكا لأعزف في النوادي الليلية, إلي أن أصبح مشهورة فأنضم إلي إحدي فرق الأوركسترا الأمريكية المعروفة. وهنا يجيبها الصبي: وأنا أنتظر اليوم الذي أسافر فيه إلي أمريكا, فلا مستقبل لعلماء الفضاء إلا هناك.
ومع أن هذا هو ما يشغل خيال الطفلين, فإن أحداث الفيلم تؤكد أن الشيء الذي يفوز في النهاية باهتمام الصغيرين وعائلتيهما, هو حماية كلب الفتاة من استخدامه مع غيره من الحيوانات لإجراء التجارب بهدف الوصول إلي إنتاج مواد تجميل جديدة. وهكذا نفهم أن حماية الحيوانات, والخوف من تأثيرات الحلم الأمريكي علي الأطفال, هما من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام في أوروبا, لذلك جعلوا منها موضوعات لأفلام للأطفال تتكلف الملايين!