* انتشرت في السنوات الأخيرة هجمة بعض القنوات الفضائية المشبوهة التي تروج لأدوية وأعشاب طبية مجهولة المصدر صنعت تحت بئر السلم بأسماء مبهرة وبراقة وجذابة يتم اللعب بها علي عقول السذج والبسطاء بإغراءات خطيرة لعلاج السكر والضغط وأمراض القلب والروماتيزم وآلام العظام والعمود الفقري والعقم والسرطان و…. و…. ويستأجر بعض البلطجية الذين يقومون بعرض قصصهم الخيالية مع هذه الأدوية والعلاج الوهمي والمعجزات التي تحققت بفضلها, ثم تظهر علي الشاشة أرقام تليفونات للاتصال لتوصيل هذه الأدوية إلي المنازل فورا دون أن تعرف شيئا عن هويتهم أو عناوينهم أو مقار ممارسة نشاطهم.. وبعد الاتصالات التليفونية يطرق بابك شاب أو سيدة تحمل لك الأدوية المطلوبة ومعها هدية وتلهف منك الثمن وتختفي.. وفي النهاية تكتشف أنك ضحية عمليات نصب خطيرة ترتب عليها تدهور صحتك.. الأخطر من ذلك أن العصابة قد تراقب تحركاتك وأسرتك ويتعرض مسكنك للسرقة أو لعملية سطو مسلح!!.. يحدث كل ذلك في ظل غياب الأجهزة الأمنية والصحية والرقابية والتموينية.. هل يصعب علي أجهزة وزارة الداخلية تتبع ورصد نشاط هذه العصابات ووضع حد لهذه المآسي؟!!
* الأخطر من ذلك انتشار ظاهرة البيع عن طريق النت في ظل غياب مباحث النت.. كل السلع تباع لك بأسعار وإغراءات مذهلة بدءا من الإبرة إلي أحدث الأجهزة, والمصيبة أن البعض يعرض بيع الوجبات الجاهزة البيتي بدءا من الكباب والكفتة والمحاشي إلي الديوك الرومي وطواجن الحمام والحلويات والمأكولات البحرية.. ولا أحد يعلم تفاصيلها وشروطها الصحية ومدي صلاحيتها.. وبنفس السيناريو تقدم لك أرقام التليفونات والتوصيل للمنازل ولا تعلم شيئا عن هوية ومراكز نشاط وإقامة هذه العناصر التي تتحرك كالسراب في غياب جميع أجهزة الدولة, رغم أن الأنشطة التجارية تخضع للعديد من الإجراءات والتراخيص ورقابة العديد من الأجهزة الرقابية والصحية والتموينية و…. و…. المصيبة أن بعض الأجهزة يستلزم تركيبها في بيتك بمعرفة فنيين متخصصين, ومن يدري فقد تفتح بيتك لهم وتنتهي بجرائم مأساوية!!
* مواعيد العمل لبعض الآباء والأمهات قد تتضارب مع مواعيد وصول الأبناء من مدارسهم.. الأب قد يكون مشغولا طوال اليوم والأم حتي الرابعة أو الخامسة مساء.. الأبناء يصلون من مدارسهم في الثانية بعد الظهر وبينهم أطفال في المرحلة الابتدائية.. تري بعض الأسر أن الحل يتلخص في تسليم مفاتيح الشقق لأبنائهم حتي يتسني لهم دخولها في غياب الوالدين.. بعض العصابات لا ترحم.. تراقب وترصد تحركات الأسرة.. وهناك ألف حيلة وحيلة لإعداد الكمائن للأطفال والتسلل أو الاقتحام في غياب الوالدين وترتكب أبشع الجرائم بدءا من السرقة إلي الخطف أو القتل.
إيه الحكاية.. ألا نتحرك إلا حين تهوي علي رؤوسنا الكوارث والجرائم؟
صحيح أن صور الانفلات هذه تستعصي علي الرصد والتعقب من الأجهزة المسئولة.. لكن ذلك لا يعفي تلك الأجهزة ومعها وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني من إطلاق حملات التوعية والتحذير للمواطنين البسطاء لتحصينهم.