الأسبوع اللي فات صحيت على رسالة طلب صلاة لعيلة صديق شاب انتقل بسبب حادثة فظيعة وهو في شغله. شويتين وإتبعتت صورة للشخص ده وجنبه زوجته اللي زي القمر. قلبي اتعصر جوايا وأنا عمالة أقول يارب اسندها، يارب عزيها هي ووالديه اللي عِرِفت بعدها إنه ابنهم الوحيد، يومي كان طويل ومليان مشاوير بس في آخره رحت اجتماع الصلاة في الكنيسة.
قعدت في مكان لوحدي وسندت راسي التقيلة على المقعد اللي قدامي وقَعَدت أقول يارب يارب الدنيا تقلت قوي على الناس، أمراض مستعصية وحوادث مُفاجأة وأطفال بتتيتِّم وزوجات شابة بتترمل تعبانين قوي يارب😭.
وأنا لسه موطية راسي المنهكة شفت في ذهني منظر عجيب اترسمت قدامي صورة لجسم انسان وكأنه شفاف، شفت قلبه منهار وساقط جواه، بس فجأة لقيت مُخُه نازل من مطرحه وكأن طِلِع له ذراعين ونزل ولفهم حوالين القلب الواقع ده ورفعه، منظر كان عجيب قوي في ذهني وتسألت “عايز تقول لي إيه يارب؟” قال بإبتسامة “لما قلوبكم بِتَخُور جواكم ابعتوا إشارات طلب نجدة من عقولكم، و اطلبوا الروح القدس يفكركم بكل حاجة اتعلمتوها في الرحب وغصب عنكم نسيتوها في الضيق؛ كلامي ووعودي، تعاملاتي السابقة معاكم ومع غيركم، وخلوا ده يساعد قلوبكم إنها بدل ما تنهار، تتفتح لإستقبال المعونة والنعمة اللي بابعتها لكل شخص مُجرَّب على أد احتياجه.
” وكأن شريط مَرّ قدام عينايَّا لناس عملت كده وكانت واقفة رافعة رأسها ومش محنية، فكرني بناس كتير فقدت أحبائها لكن كل اللي تعرفه واتعلمته واختبرته، نِزِل ساعد قلبها الموجوع ووضع له أوتاد تسنده في ساعة التجربة لحد ما تعبر، وكأنه بيرفع وهو نازل، رايات وشعارات بتؤكد حقيقة صلاح الله وحضوره القريب قدام القلب الموجوع ده.
والغريبة بقى، تاني يوم وانا باتكلم مع واحدة قريبتي عن مشاعري لحادثة اليوم السابق، ومن غير لسه ما تعرف المنظر اللي شفته في ذهني قالت لي إن زوجة الشاب اللي رحل وقفت وشهدت عن صلاح الله في حفل وداعه، وكأن المعلومة دي شدت شريط تاني من الأمهات اللي فقدوا شبابهم والزوجات اللي فقدوا أزواجهم والأطفال اللي فقدوا والديهم لكنهم طلبوا النعمة اللي ساعدتهم يحركوا أذهانهم وعقلهم يسندوا قلبهم المنهار من الوجع والكارثة وفعَّلوا كل الوعود في حياتهم.
أسهل حاجة وأسرع حاجة بتحصل معانا إننا نستسلم للإنهيار الداخلي ويمكن ده فعلاً أمر علماء النفس بيشجعوا عليه إنك تعترف بمشاعرك وتعيط أد ما إنت عاوز. بس انهيار القلب ينفع نلحقه بأفكارنا الإيجابية والوعود الكتابية والإختبارات المبهرة اللي كل يوم الناس بتشهد بيها عن معونة إلهية في الوقت الصعب.
استخدام الفكر في سندة القلب مش “اوپشن” (مش اختياري)، كلمة ربنا بتوصينا وبتقول “ففي هذه افتكروا”. آه بس لو عملنا كده واتاحنا الفرصة لروح الله ووعوده تتعامل معانا! آه لو في وقت الضيق جرينا بأذهاننا على رصيد النعمة المخزونة لينا!!
“وَعِنْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْأَيَّامِ ، أَنَا ( .. )، رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي، وَبَارَكْتُ ٱلْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ ٱلْحَيَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ ، ٱلَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ ، وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.” (دانيال ٣٤:٤).
“اَلْآيَاتُ وَٱلْعَجَائِبُ ٱلَّتِي صَنَعَهَا مَعِي ٱللهُ ٱلْعَلِيُّ ، حَسُنَ عِنْدِي أَنْ أُخْبِرَ بِهَا.” (دانيال ٢:٤).