*بعد13سنة تخلصمتي من الدعامة…وبعد90 يوما جوزيف بلا دعامة
*بعد دخولمتي لجلسات الغسيل الكلوي لم تعد هناك ضرورة لتركيب دعامات
*معجزة نزول الحصوات المستكينة داخل نسيج كليجوزيف عجلت برفع الدعامات
الأسبوع الماضي من هذا الشهر-أكتوبر2018-اصطحبنا صديقين في رحلاتنا علي طريق الشفاء…الفرق بين الرحلتين أيام…لكن المصادفة أن صديقينا من بلد واحد- أسيوط-والطبيب المعالج هوهو-الأستاذ الدكتور هاني يسي استشاري المسالك البولية-والمستشفي هي هي-الراعي الصالح بشبرا-والمصادفة الأكثر أن جراحتيهما واحدة رفع الدعامات من الحالبين.
رغم المصادفة, فالغريب في رحلتنا أن الصديق الأولمتي صابر صديق قديم عمر صداقته معنا تمتد لأكثر من عشرين عاما,إذ جاءنا عام1997 يحمل مأساة شاب تدمرت كليته اليمن وتدهورت اليسري حتي كادت تعمل بنصف قدرتها…وصديقنا الثاني جوزيف انضم إلي أصدقائنا في يوم من هذا العام يوم استغاثت به والدته عبر اتصال تليفوني لإنقاذ وحيدها الراقد سبعة أيام في إحد مستشفيات أسيوط يتجرع ألما ولا منقذ يوقف صراخه وينهي آلامه.
وكانت بداية رحلتنا معه عندما وضعنا أيدينا علي سر آلامه-الحصوات تتشعب وبأحجام مختلفة في الكليتين-ودخلنا به حجرة العمليات مرتين في أسبوع واحد…واستمرت رحلاتنا معهما كلا مع تداعيات حالته إلي أن شاء الرب أن يأتي قرار تخلصهما من الدعامات في أسبوع واحد رغم أن دعامات صديقنا متي تلازمه منذ سنوات, ودعامات صديقنا جوزيف عمرها أيام….ولم أجد تفسيرا لهذا إلا ما جاءنا من العهد القديم مسجلا في سفر الجامعة…لكل شئ زمان ولكل أمر تحت السموات وقت.
*حتي زمن قريب لم نكن نسمع عندعامات الحالب…وخلال رحلاتنا الممتدة لأكثر من ثلاثين عاما مع المرضي والمتألمين لمسنا تقدما كبيرا في العلاج اكتسبه الأطباء مع القفزات التكنولوجية التي تخطت كل المجالات الطيبة…فمع مرضي الكلي-مثلا- لم تعد الجراحة بكل ما تحمله من متاعب ومخاطر هي الطريق لتسكيت آلام التهابات الكلي والتخلص مع الحصاوي التي أحيانا ما تسد مجري البول فترفع نسبة البولينا مما قد يؤدي إلي الموت…وأصبح من المتاح التخلص من هذه المشكلات بالمنظار وبدون جراحة…أو بالموجات التصادمية…وأخيرا بدعامات الحالب التي تقوم بتوسيع مجري البول مما يساعد ويسهل تصريف البول من الكلي إلي الحالب ما قد يكون قد تجمع من حصوات… وأكثر أن في كل حالات مرضي الكلي كان يصحبها تركيب دعامات الحالب بشكل مؤقت… ورحلاتنا مع الصديقينمتيوجوزيف تسجل لنا باعا طويلا مع دعامات الحالب.
***
*قصة الدعامات قديمة…والأقدم منها قصة متي فعمرها في سنوات الزمن 21عاما إذ ترجع إلي عام1997…وأعتذر فلا أريد أن أعود بكم اليوم إلي بداية رحلاتنا معمتي يوم جاء إلينا وهو شاب صغير-26عاما-يواجه الموت في كل لحظة, فكليتاه أصيبتان بضمور…الكلية اليمني-تليفت تماما, والكلية اليسري أصابها تضخم وانتفاخ نتيجة انسداد بأسفل الحالب فانخفضت كفاءتها إلي النصف وأصبح يعيش بنصف كلية واحدة!!…لا أريد أن أعود بكم 21عاما هي سنوات رحلاتنا مع متي لأن الكثيرين منكم يعرفون تفاصيل رحلاتنا معه من كثرة ماحدثتكم عنها, ولكن لأن حديثي معكم اليوم عن دعامات متي فسأعود بكم إلي عام2005 مع أول دعامة تم تركيبها لإنقاذ متي وما تلاها من رحلات مستمرة معه ومع الدعامات علي امتداد13عاما حتي تخلص الأسبوع الماضي من آخر دعامة ركبت في16يوليو2016, وكانت تحمل رقم13…
وحتي لا يحسب أحد أن دعامة كانت تركب كل عام كون أن13 دعامة ركبت في 13عاما فهذه مجرد مصادفة فتركيب الدعامات قصة طويلة تحكمها معايير طبية دقيقة,وهذا هو موضوع حديثي معكم اليوم.
*لأن الدكتور هاني يسي – استشاري المسالك البولية – هو الذي وضع من البداية خطة علاجمتي وتابعها بكل دقة, فضلا عن أنه بنوغ الطبيب البارع يحفظ علي ظهر قلبه,المملوء بالرحمة كل خطوات علاجمتي لإنقاذ حياته,لهذا سأترك له المساحة ليحدثكم عن قصة الدعامات مع متي علي امتداد13عاما.
**عندما جاءنامتي في فبراير2005 كانت حالته سيئة للغاية وللتعامل مع حالته كان لابد من إجراء سلسلة من الفحوصات والتحاليل المعملية والأهم عمل مسح ذري علي الكليتين…وللأسف جاءت كل النتائج لتضعنا أمام موقف صعب أمكن تجاوزه بعمل منظار لتوسيع الحالب بالبالونة وتركيب دعامتين بالحالبين,واطمئنينا تماما بعد تدفق البول بالمعدل الطبيعي واختفاء الصديد, لكن هذا وضعنا أمام مسئولية أكبر إذ كان علينا تغيير الدعامات كل 3شهور ثم كل 6شهور إلي أن ظهرت في عام 2008 الدعامة السيلكون وهي مصنعة من مادة تقلل ترسيب الأملاح ويمكن استبدالها كل عام أو أكثر,وفي يوليو 2008 ركبنا أول دعامة سيليكون ومن يومها أصبحنا نستبدل الدعامات كل عام…ونجحنا في أن نحافظ علي الجزء المتبقي من نسيج الكلي لأطول فترة ممكنة إلي أن قمنا بتركيب آخر دعامة في16يوليو2016,ومن بعدها أخذتنا نسب وظائف الكلي إلي منحدر الفشل الكلوي,ولم يعد من طريق لاستمرار حياة متي إلا الدخول لجلسات الغسيل الكلوي, وهو ما بدأت بالفعل منذ أكثر من عام,ولأ جلسات الغسيل تحقق ما كانت تحققه الدعامات في تحسين الوظائف لم يعد ثمة مبرر لوجود الدعامات ومن هنا دخلنا معمتي حجرة العمليات لرفع الدعامات…ومازلنا نتابع معه جلسات الغسيل إلي أن يأدن الله ويوفقه بعملية زرع كلي.
***
*قصة الدعامات مع صديقناجوزيف ليست بعيدة…الدعامة الأولي عمرها أربعة شهور وعدة أيام وتحديدا تم تركيبها في31مايو الماضي بعد أن أجري له الدكتور هاني يسي تفتيتا بالمنظار للحصوة التي تمركزت أعلي الحالب الأيسر,وكان قد سبقها قصة عذاب طويلة وقاسية بدأها جوزيف في أسيوط إذ سببت الحصوة تضخما بالكليتين وانسدادا في الحالب منع نزول البول.
كان الموقف يومها صعبا للغاية, فصورة الحصوة كما ظهرت في الأشعة مختلفة تماما عن المعتاد وتفوق كل تصور إذ يتجاوز حجمها نصف قطر الحالب لهذا لم يكن هناك مفر من التدخل السريع بالمنظار لتوسيع مجري البول بالبالون والوصول بالجهازالإلكتروهيدروليك إلي سطح الحصوة لتكسيرها وتفتيتها وسحب القطع الصغيرة المتفتتة…وشكرنا الرب يومها أن كل شئ تم بسلام.
*لكن في عمليات الكلي ليس المهم تفتيت الحصاوي واستخراجها, المهم وفقا لتقنيات الطب توسيع الحالب-وهو إلا الأنبوبة التي توصل البول من الكلي إلي المثانة بهذا تصحب كل عملية استخراج حصوات من الكلي تركيب دعامة تساعد الحالب علي مرور البول من الكلي إلي المثانة وهو ما أنهي به الدكتور هاني يسي عمله في غرفة العمليات عندما قام بتوسيع أسفل الحالب وتركيب دعامة…وكانت الدعامة الأولي في جسم صديقنا الشاب-27سنة-جوزيف اسحق…إلا أن الموقف لم ينته عند هذا الحد إذ لم يكن أمامنا وأمام جوزيف إلا الدخول لغرفة العمليات مرة ثانية لاستخراج الحصوات المتجمعة بالكلي اليمني…وتركيب دعامة ثانية!!
*الدعامة الثانية عمرها معجوزيف أقل من الأولي بيومين فقط, عندما قام الدكتور هاني يسي في 2 يونية الماضي باستخراج عدة حصوات عن طريق الجراحة من الكلي اليمني مع تركيب دعامة ذيل خنزير…وأذكر أن قصة تركيب الثانية لها معجوزيفقصة تحمل ذكريات مؤلمة,فعندما خرج من العملية الأولي-وهي العملية التي أجريت بالمنظار-كان أول سؤال طرحه علي الدكتور هاني يسي:متي سأتخلص من الدعامة؟!…وقابل الدكتور هاني السؤال باستغراب فمع آلاف العمليات التي أجراها علي امتداد سنوات عمله وخبراته والتي كانت تنتهي بالضرورة بتركيب دعامة لم يسبق أن طرح عليه مثل هذا السؤال…لكن عندجوزيف كان طرح السؤال يعني شغفه ليعرف متي أنه سيكتب له الشفاء التام ويعود إلي حياته الطبيعية…هذا ما كان يقلقه, فوجوده دعامة في جسده كان يعني عنده أن جسما غريبا داخله وهو ما لايحتمله.
*الأهم أنه في اللحظة التي كان يطرح فيهاجوزيف السؤال كان الدكتور هاني يستعد ليسأل:متي ستدخل حجرة العمليات لاستخراج الحصوة الأكبر وما حولها من الحصوات المتشعبة بالكلي اليمني,والتي لن يمكن التخلص منها إلا بالتدخل الجراحي؟…تلقيجوزيف السؤال ولم يكن مايزعجه الجراحة,ولا يشغله أين ومتي؟! الذي يزعجه ويشغله أن الجراحة سيقعبها تركيبدعامة ويبدو أن الدكتور هاني يسي الطبيب الإنسان قرأ أفكاره وعرف فيما يفكر فصارحه قائلا:
**من الخطورة بمكان أن تترك الحصوة المتشعبة في الكلية اليمني اكتفاء بأنك تخلصت من الألم الأشد المتسبب من حصوة الكلي اليسري…الحصوة منذ أربع سنوات كانت 1.5سم كما توضح الأشعة التي أجريتها في عام 2014, والآن وصلت إلي 3.5سم, ولا أحد يعرف إلا الله إلي أي مدي سيصل حجمها إذا ما بقيت داخل جدار الكلية….من الممكن الخروج الآن من المستشفي مع الاحتفاظ بالدعامة لنعطي فرصة لتوسيع مجري البول تحسبا لتكوين أية حصوات مستقبلا فيسهل انزلاقها في البول بالعلاجات, لكن من الأفضل طالما مازالت الدعامة موجودة لأيام قادمة أن نتعامل معها جراحيا مع حصوات الكلية اليمني بدلا من إرجائها إلي ما بعد نزع الدعامة…حقيقي أننا سنركب دعامة ثانية بالكلي اليمني لكننا سنزرعمها الاثنين في يوم واحد وهذا أفضل.
*أمام هذا استجابجوزيف وفي صباح اليوم التالي دخل حجرة العمليات للمرة الثانية…كان الموقف أصعب وكما قال لي الدكتور هاني:
**لم يكن التعامل مع الحصوات المستقرة بين حنايا نسيج الكلية اليمني بالأمر السهل,فالحصوة المتشعبة كانت كبيرة وبصورة نادرة لم نعتد رؤيتها كثيرا فضلا عن أن بقاءها لسنوات تسبب في التهابات بنسيج الكلي وتجمع كميات كبيرة من الصديد,اضطررنا معه إلي فتح حوض الكلية لغسيله وإزالة كل تجمعات الصديد, ونجحنا في استخراج الحصوة الكبري ومجموعة من الحصوات الصغيرة وهي المشكلة الأكثر أهمية, فالبحث عن الحصوات الصغيرة واستخراجها أصعب من الحصوات الكبيرة التي يسهل رؤيتها ولمسها والإحساس بها.
أما الحصوات الصغيرة فغالبا ما تكون مستكينة داخل نسيج الكلي ويصعب الوصول إليها,لهذا ومع كل ما استخرجناه جراحيا من حصوات صغيرة بقيت بعض الحصوات التي تعذر الاقتراب منها بالمشرط حتي لا تؤذي نسيج الكلية, وهذه ليس أمامنا سبيل للتخلص منها إلا بالموجات التصادمية وقبلها سنحاول ببعض الأدوية التي تساعد علي مرور الحصاوي من الكلي إلي المثابة مع البول.
*ما قاله الدكتور هاني يسي بعد العملية الثانية, كان صدمة لنا وبالأكثر لـجوزيف لأنه ببساطة يعني أن المشوار مستمر والدعامات باقية, ورحلتنا مستمرة إلي حلقة ثالثة…ويومها -2سبتمبر2018-كتبت لكم في نفس المكانثقتي أن عين الرب التي رافقتنا في الرحلة الأولي والثانية سترافقنا في رحلتنا الثالثة,ولتكن دعواتكم وصلواتكم خير معين لنا.
وكانت المعجزة …أيام معدودات اتبع فيهاجوزيف نظاما غذائيا في مجموعة من الأدوية وبعدها أجريت له أشعة مقطعية علي الكلية اليمني كشفت عن نزول باقي الحصوات الصغيرة المتبقية بعد العملية…ولم يعد هناك مبرر لوجود الدعامات…وتحققت أمنيةجوزيف وقام الدكتور هاني يسي باستخراج الدعامتين…وأؤكد أن هذا كان بقوة صلواتكم…فلا أحد حتي الدكتور المعالج كان يصدق أن الحصوات الصغيرة المستكنة داخل نسيج الكلي يسهل التخلص منها بهذه السهولة دامت صلواتكم من أجل كل متألم.
صندوق الخير
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه طالب بركة لـصبحي نجيب
500 جنيه طالبة بركة لابني بهاء
2500 من يدك وأعطيناك من سيدني
250 جنيها من يدك وأعطيناك
200 جنيه علي روح المرحومة نرجس فهمي رزق
1000 جنيه من عطايا الرب
1000 جنيه من يدك وأعطيناك بشبين الكوم
100 جنيه من يدك وأعطيناك
17750 جنيها أولاد العذراء بواشنطن
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه ماري حليم
800 جنيه الملاك روفائيل
4000 جنيه من يدك وأعطيناك
1000 جنيه يوسف
200 جنيه علي روح المرحومة نرجس فهمي
600 جنيه طالبة صلوات الأنبا توماس السائح
200 جنيه صديق من العريش
200 جنيه بركة صلوات الشهيد أبسخيرون القليني
400 جنيه بركة صلوات الأنبا ميخائيل شفيع أسيوط
——————–
33600 ثلاثة وثلاثون ألفا وستمائة جنيه لا غير
============
تليفون الخير
تسهيلا للتواصل مع أصدقائنا صناع الخير وأحبائنا المرضي والمتألمين خصصنا تليفونا برقم مميز
3394 312 0122