**في التاسعة من صباح الخميس الماضي 12مايو 2022 كان موعدنا مع الصديق مجدي فؤاد جيدب والدكتور مجدي عيسي زميل كلية الجراحة الملكية بأدنبرة داخل حجرة العمليات بالمستشفي الوطني للعيون لإعادة الرؤية إلي الصديق الذي لم يعد يبصر بعينيه بعد إجراء عملية مياه بيضاء بعينه اليمني منذ عامين في أحد المستشفيات.
**مأساة صديقنا كما أوضحها لنا الدكتور مجدي عيسي عند مناظرته لأول مرة منذ أيام أن صديقنا يعاني من ضعف أبصار بعينيه نتيجة وجودمياه بيضاء بهما وهو أمر طبيعي لرجل تجاوز الستين, لكن لأن إزالة المياه البيضاء يتبعها تركيب عدسة جديدة تعيد للمريض درجة إبصاره, فيبدو فيما حدث أثناء العملية الأولي بالعين اليمني أن رأي الطبيب المعالج تركيب العدسة الجديدة بالدرجة التي تتواءم مع درجة الإبصار الضعيفة بالعين الثانية(الشمال) ومع مرور عامين وازدياد غشاوة المياه البيضاء علي العين اليسري, لم يعد صديقنا يبصر بعينيه بالدرجة الجيدة.
**كان قرار الدكتور مجدي عيسي بحتمية إزالة المياه بالعين اليسري وتركيب عدسة جديدة بالدرجات التي تعيد لصديقنا الإبصار بعينيه بدرجة جيدة, والأهم بدرجة أفضل مما كانتا عليه قبل العملية الأولي…ومن هنا كان موعدنا منذ أيام للدخول بصديقنا المستشفيالوطني لإعادة الإبصار لعيني صديقنا.
**رحلتنا مع صديقنا مجدي فؤاد يطول الحديث عنها-وهو ما سأعادوه معكم مرة أخري-لكن ما أود الحديث عنه اليوم هو حديث الذكريات مع عشرات الأصدقاء الذين هرعوا إلينا علي امتداد سنوات طوال يشكون من مشاكل في الإبصار وصل مع البعض منهم إلي فقدان الرؤية, لكن الرب بحنوه هيأ لنا ولهم طريق النجاه داخلالمستشفي الوطني للعيون.
ذلك الصرح الطبي الذي يضم نخبة من أمهر أطباء العيون في العالم بشهادة كل مؤتمرات الطب وجراحات العيون العالمية, وبشهادتنا وشهادة مرضانا الذين عاد لهم الإبصار بعد أدق الجراحات التي وصلت إلي زرع القرنيات وجراحات الشبكية من التمزق إلي الانفصال وما بينهما من حدوث ثقب أو ظهور غشاء بقعي فوقها أو اعتلال سكري, ناهيك عن جراحات إصلاح الحول, ومئات عمليات إزالة المياه البيضاء والزرقاء وزرع العدسات.
**ما هيأه الرب لكل مرضي العيون لم يكن فقط في وجود هذه النخبة من الأطباء المصريين الذين حباهم الله بمهارات فائقة أمثال اللواء طبيب فتحي فوزي زميل كلية جراحة العيون بلندن, والراحل الدكتور رياض فكري مؤسس المستشفي, وزملاؤه الدكتور عبدالله حسونة, الدكتور محمد مغازي, الدكتور ماجد ميخائيل, وغيرهم الكثيرين, حتي الأطباء النواب الذين يتوارثون المهارات جيلا بعد جيل…لكن كان أيضا فيما صاحب هؤلاء من تجهيز المستشفي بأحدث الأجهزة وملاحقة تطوراتها العالمية بأسرع مما نتصور وتهيئة المكان بما يهيئ الراحة لكل المترددين, مع إدارة حاسمة ودقيقة, وهو ما كان موضع فخرنا دائما أن علي أرض مصر هذا الصرح الطبي الذي يضاهي كثيرا من مراكز طب العيون في العالم.
*يبدو أنه حتي الحديث عن ذكرياتنا مع مستشفي الوطني للعيون سيطول…أعدكم بالتواصل وللحديث بقية.