جاءت إلي باب إحنا معاك وهي تحمل علي كتفها طفلها الذي يبلغ من العمر 9 سنوات, ولكنه لا يستطيع المشي أو الكلام, تكلمت الأم عن مشكلة طفلها والمعاناة في رحلة العلاج: بالعقاقير وجلسات العلاج الطبيعي لسنوات, منذ أن كان عمره عاما واحدا, فبعد أن تحسنت حالة الطفل بفضل الاستجابة للعلاج الطبيعي, حدث تدهور كبير في حالة الطفل منذ شهرين, وأصبح لا بديل عن إجراء جراحة بالمخ خلال الفترة القادمة أملا في أن يكون هناك تحسن لحالته الصحية.
والدة الطفل, قالت: ابني عنده تسع سنين ويعاني من إعاقة الشلل الدماغي من صغره, وحالته تأخرت منذ السادسة من عمره ومع العلاج الطبيعي بدأ يتحسن, وبدأ يقف علي رجله وأسنده, لكنه في الشهرين إللي فاتوا اتفاجئت بأن حالته بتتأخر يوم عن يوم, ومابقاش يقدر يقف علي رجله زي الأول, ويحدث له تشنجات في اليوم الواحد أكتر من عشرين مرة, واستجابته للعلاج الطبيعي أصبحت شبه منعدمة.
ذهبت بابني إلي الدكتورة ماريان فهمي أستاذة طب الأطفال بالقصر العيني, لأني متابعة معاها حالة ابني من أربع سنين, وقالت لي: العلاج الطبيعي والعقاقير أصبحت غير مجدية في الفترة دي, والأفضل يروح لدكتور مخ وأعصاب, لإجراء تدخل جراحي بالمخ, لتصبح حالته أفضل. وذهبت بالفعل إلي طبيب استشاري مخ وأعصاب بمستشفي المعادي, وقال لي: إن الحل الوحيد إللي ممكن يوقف تدهور حالته هو أنه يعمل عملية.
رحت مستشفي عين شمس التخصصي حسب إرشاد طبيب المخ والأعصاب بالمعادي, وعلمت هناك أن العملية الجراحية التي يمكن أن يتم إجراؤها تابعة للتأمين الصحي أو علي نفقة الدولة أو البديل أن تتم في القسم الخاص, وفي هذه الحالة ستكون تكلفتها حوالي 35 ألف جنيه علي الأقل.
فطلبت من الطبيب أن يقول لي إجراءات إجراء العملية حسب التأمين الصحي, ولكني حينما بدأت أولي الخطوات لإجرائها فوجئت بأن ابني ليس له تأمين صحي, لأنه غير ملتحق بمدرسة, وعمره فوق ست سنوات؟!..
بدأت أبحث عن طريقة لإدراج اسمه بأحد المدارس الخاصة بذوي الإعاقة بالمنطقة السكنية, ولكني فوجئت بهم يقولون لي: لا نستطيع قبوله طالما لا يستطيع الحركة, فعدت مرة أخري أسأل عن إجراء العملية علي نفقة الدولة.
وذهبت مرة أخري أحمل طفلي علي كتفي إلي أقرب مستشفي حكومي, لتقديم أوراقه للعلاج, وإجراء الجراحة علي نفقة الدولة, فوجدتهم يقولوا: لا نقوم بإجراء هذه العمليات ولا يمكننا عمل نفقة دولة لهذه الحالة!!
فإلي أين أذهب بابني, والمشكلة تزداد تعقيدا, وحذرني الطبيب الاستشاري في جراحة المخ والأعصاب بتدهور الحالة حينما يتقدم عمر ابني, وصعوبة في إجراء العملية.
واستطردت الأم حديثها, قائلة: بالرغم من أن العلاج الطبيعي أصبح بلا فائدة, أصر علي الذهاب للجلسات حتي الآن, وأسعي بكل جهدي لإجراء العملية لابني في أقرب وقت, ولكني كيف أقوم بذلك إن لم تتم علي نفقة الدولة, وزوجي موظف بسيط وأنا لا أعمل ولدي أربعة أطفال, وبسبب ظروف ابني لا يمكنني تركه للذهاب إلي العمل, فما هو السبيل لإنقاذ ابني من تدهور حالته الصحية بعد أن أكد لي الأطباء بأن الأدوية والعلاج الطبيعي لا جدوي منها مع حالته.