قعدت طول عمري لحد النهاردة فاهمة معنى كلمة “زوفا” غلط. الزوفا للي مايعرفش، كلمة استخدمها دَاوُدَ في مزمور ٥١ بعد ما زنى مع بثشبع وِجِه بندم ودموع قدام ربنا يطلب الصفح والمغفرة. ومن ضمن تضرعاته قال “طهرني بالزوفا فأطهر” (عدد ٧). وأنا زي دَاوُدَ كنت كتير استخدم الكلمات دي في صلاتي علشان ربنا يغفر خطيتي وأنا فاهمة إن الزوفا دي عبارة عن ليفة خشنة زي اللي بتستعمل علشان تُزيل الأوساخ اللازقة والناشفة. بس النهاردة مش عارفة إيه اللي خلاني أدوَّر على معناها من باب التأكيد. والحقيقة كانت مفاجأة شديدة. طلعت الزوفا دي نبات مش خشن خالص ولا يمكن يستخدم كَلِيفة للدعك أو لإزالة الأوساخ لكنها عُشبة ناعمة لها فوائد علاجية رهيبة بتتغلي وتتشرب كدواء. وأكيد مش هينفع هنا أقول لكم عن مزاياها كلها بس اللي لفت نظري هو إنها ذات تأثير فعال في محاربة فيروس نقص المناعة في الإنسان. مش بس كده لكن التقرير كمان بيقول “أن عشبة الزوفا تقوي جهاز المناعة وخصوصاً في منطقة الرئة ما يعيق تكون الخلايا السرطانية، بل إنها تسهم في القضاء على الخلايا الحديثة وتحارب انتشارها”. وهاذكر لكم بعض الفوائد الأخرى من باب العلم بالشيء:
مضاد للتشنج
مُطَهِّر للجروح
طارد للبلغم من الجهاز التنفسي
تطرد السموم
تقضي على الحمى
يحدّ من ارتفاع ضغط الدم
وحاجات تاني كتير مش عارفة أقول منها إيه ولا إيه. بس اللي ذهلني طلب دَاوُدَ من الله إن الزوفا تكون العلاج للخطية. إزاي أدرك إن اللي جوة هو اللي لازم يتعالج؟ إزاي فكَّر إن التخلُّص من الخطية بكل أعراضها زي التَشَنُج منها والجروح اللي سايباها والآثار اللي في الصدر اللي بتخليك مش عارف تتنفس كويس والسموم اللي بِتِسّم بدنك بعدها وإحساس الهبو اللي طالع من روحك بسبب حزنك وشعورك بضغطة وجدانك، إن كل ده لازم يتعالج من جوة لبرة. حقيقي. حقيقي قوي قولة “فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ ٱحْفَظْ قَلْبَكَ، لِأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ ٱلْحَيَاةِ.” (أمثال ٢٣:٤). وعلشان كده أد إيه محتاجين لقوة الروح القدس الوحيد اللي عنده القدرة يوصل لأعماق النفس والمخاخ والمفاصل علشان يساعدنا ويطهر قلوبنا. أوقات كتير بنبص على نفسنا من برة ونلاقينا مستحمين ونظاف وشيك بس مش واخدين بالنا من البلاوي اللي بترعى جوة قلوبنا واللي محتاجة “زوفا مغلية” من إيده علشان تطهر دواخلنا وتنقينا.
سامحني يارب وساعدني ماكونش زي الكتبة والفريسيون.
“وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ ٱلْكَأْسِ وَٱلصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ ٱخْتِطَافًا وَدَعَارَةً. أَيُّهَا ٱلْفَرِّيسِيُّ ٱلْأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلًا دَاخِلَ ٱلْكَأْسِ وَٱلصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ.”
(متى ٢٣: ٢٥-٢٧).
“اَلْإِنْسَانُ ٱلصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ ٱلصَّالِحِ يُخْرِجُ ٱلصَّلَاحَ، وَٱلْإِنْسَانُ ٱلشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ ٱلشِّرِّيرِ يُخْرِجُ ٱلشَّرَّ.” (لوقا ٤٥:٦).