فأسرعت وجاءت إلي سمعان بطرس والتلميذ الآخر الذي أحبه يسوع,وقالت لهما:أخذوا الرب من القبر,ولانعلم أين وضعوه(يو20:2-3).هذا هو يوم الرب الذي يفوق جميع الأيام,وفيه انتصر السيد المسيح علي الموت مبينا حقيقة الإنسان,وهي أن الموت ليس نهاية كل شئ,ولكنه بداية الحياة الأبدية والتي فيها نحيا مع الله,وإذا كان القبر هو نهاية كل شئ علي الأرض,إلا أنه مع قيامة السيد المسيح أصبح هو البداية.هذا ما فهمه جميع القديسين الذين تركوا العالم بملذاته وشهواته لكي يحيوا متطلعين إلي الأبدية,فكانوا يحيون لله ومع الله وفي الله.
ويجب أن نعلم جيدا بأن انتصار السيد المسيح علي الموت هو دافع للسعادة والفرح لنا جميعا.من الغريب والمدهش أن الأناجيل الأربعة لم تصف لنا حدث القيامة لحظة وقوعها,لكنهم كتبوا لنا اللقاء مع القائم من بين الأموات,وخاصة العلامات التي توضح لنا اختفاء جسد السيد المسيح,حتي أن التلاميذ لم يشاهدوا لحظة قيامة الرب من بين الأموات.لكنهم رأوا القبر الفارغ وتقابلوا مع القائم من بين الأموات بعد قيامته,وكان حديثهم وتبشيرهم عن هذا اللقاء.وعندما نقرأ جليا في إنجيل يوحنا نري معاني واضحة ومميزة وأولها التضاد بين النور والظلمة.مريم المجدلية تذهب إلي القبر فجرا ولكن مازال هناك ظلام,ووالإشارة إلي الفجر هنا هي ترتيب زمني,بينما الظلام هو معني روحي.
فالنور انبثق في الخارج,ولكن داخل قلب وعقل المجدلية والتلاميذ مازالت توجد العتمة والغمام,بمعني عدم الإدراك وقلة الإيمان.
لذلك عندما رأت مريم المجدلية الحجر قد أزيل عن القبر,كان تفكيرها لأول وهلة تفكيرا بشريا محضا,وهو أن شخصا ماسرق جسد الرب القائم,وكان أول تفسير لها هو دافع السرقة وليس القيامة من بين الأموات لذلك سيطر عليها خوف عظيم ولم تستطع التفكير,وبدأت تركض في حالة يأس وحزن,حتي أن التلاميذ صعقوا من هذا الخبر وبدأوا في الركض نحو القبرفرأي وآمن(يو20:8ب) ما الذي رآه؟رأي وضعا وحالة لم ولن يستطيع أي شخص بشري يقوم بفعلها لأنه لايستطيع أحد أن يأخذ الجسد ويترك اللفائف والمنديل علي هذا الوضع.
فقد رأي حالة لانستطيع أن نستوعبها حسب تفكيرنا البشري,ولذلك آمن بالكتب وكلام السيد المسيح فالقيامة هنا هي غياب للجسد,وتعبر عن تبديل كامل لجسد السيد المسيح الذي ترك اللفائف في القبر,ولكنه يتراءي للتلاميذ بجسده الحقيقي الذي كان من قبل ولكنه في بعد مختلف تماما,وهذا هو جديد القيامة فإذا كان لعازر خرج من القبر مشدود اليدين والرجلين بالعصائب(يو11:44),وهذا دليل علي علامات الموت,إلا أن السيد المسيح يترك اللفائف والمنديل ممدودة والتي تشير إلي الموت,ويخرج خارجا بكل بساطة إذا بعد خبرة القيامة هذه,استطاع التلاميذ فهم كل شئ قاله لهم السيد المسيح من قبل ثم آمنوا وبشروا.المسيح قام حقا قام.