يحكي أن امرأة هجرها زوجها تاركا إياها فقيرة ومعوزة بلا مصدر رزق,وعندما سألها أحد المقربين لها قائلا:أيتها السيدة العزيزة,هل لديك مورد رزق تعيشين منه؟ أجابت المرأة بحكمة وثقة:في الحقيقة,لدي ثلاثة موارد! فتعجب الرجل مستفسرا:ثلاثة موارد؟-نعم ياسيدي!-وما هي موارد رزقك الثلاثة هذه؟ أجابت المرأة بكل فخر وشجاعة:الله ويداي وصحتيلنتعلم من هذه السيدة البسيطة التي اختارت أثمن وأهم مصادر الرزق والعيش وهي الثقة بالله منبع كل خير أولا,ثم الاعتماد علي الذات…
وكما يقول المثل:إن الله يساعد كل من يساعد نفسه فالله يباركنا ويكلل جهودنا ونجاحنا في الحياة لأن القوة نستمدها من إيماننا بالله واتكالنا عليه,ويكفي أن يكون لدي الإنسان إرادة مع قليل أو كثير من عزة النفس حتي يستطيع صعود سلم النجاح والتوفيق ويصل إلي مكانة مرموقة في المجتمع,وكل هذا يعطينا الشجاعة الضامنة لأن نعتمد علي ذواتنا ونواجه الصعوبات بكل صبر وعزم.وكما يقول داود النبي في المزامير:إن الله ملجأ لنا وعزة وإنا نجده عونا كبيرا في العسر(مزمور45:2) فحياتنا هي عقيدة واجتهاد ومثابرة,ومن الممكن أن كلمة عقيدة يقصد بها عقيدة دينية أو أخلاقية أو اجتماعية أو حضارية,كما أنها فكرة تنير آمالنا وأمانينا,لذلك نعقد العزم علي تحقيقها ونجعلها نصب أعيننا حتي تفرح قلوبنا وتحرك همتنا وحيويتنا,ثم نسخر لها طاقتنا حتي نستطيع تحقيقها علي أرض الواقع.
كما يجب أن نكون مخلصين وأمناء تجاهها,ولا نخاف من الصعب التي تواجهنا,لأنها بحاجة إلي التضحية التي تأتي بثمار فيما بعد,ومهما صاحبنا الفشل بعد كل هذا الجهد,نرضي به شاكرين الله الذي لايبخل علينا في الوصول إلي طريق النجاح الذي نريده ونتمناه وهذه هي صفات النفوس الكريمة التي لاتقاس بعدد السنين,ولكن بكيفية الاستفادة من الوقت والصحة والمواهب والعقل الذين وهبنا إياهم الله,وأن نستثمرهم في العمل المفيد والجاد لخير الآخرين وخيرنا.فالقيمة الحقيقية للإنسان تبدو في فضائله وعطائه وعمله,لا في مظهره أو ممتلكاته,والبطولة الحقيقية هي أن نجتهد يوميا في اكتساب فضائل جديدة والتحلي بشخصية قوية جذابة وتموين ضمير حي واع لتجنب الشر ونتدرب علي أعمال الخير,
كل هذا يساعدنا علي القيام بواجباتنا اليومية بكل دقة وإخلاص وثبات والصبر علي ما نلاقيه من مصاعب ومشقات وشدائد,ومجابهتها بشجاعة وبسالة,أيضا اتباع طريق الخير والحق والعدل,والتصميم علي مانراه صوابا وخيرا ونقوم به في الحال دون تردد أو تراجع فحياتنا هي نشاط متواصل وهذا فرض علي كل شخص ليعمل مادام يمتلك الصحة والعافية,ولا قيمة لعمل إلا إذا كان فيه خير المجتمع وأفراده وصالح للبنيان لكن الذي يرفض العمل والتضحية,فكأنه أخرج ذاته من عداد الأحياء,وكما يقال:إن الحياة زحمة ليس فيها رحمة,وهذا يعني أن الحياة كفاح ومزاحمة,لايصمد فيها إلا الشخص صاحب المبادئ والمستعد لخدمة الآخرين,أم الكسلان الممتنع عن العمل سيكون مصيره الفشل الذريع,إذا علينا أن نتحلي بالإرادة الحكيمة والواعية التي تساعدنا علي معرفة وتحديد أهدافنا لنعقد العزم علي تحقيق غايتنا النبيلة ومعالجة المشاكل التي تواجهنا وتصادفنا بكل فطنة وصبر,كل هذا يساعدنا علي الاستمرار والتوصل في أداء رسالتنا دون أن نتأثر بأي إهانة أو نقد أو تشويه من الآخرين,كما أن الإرادة تساعدنا علي فهم الحقيقة من غير انفعال أو تأثير أو مجاملة وكما تقول الحكمة:إن العقول الصغيرة تناقش الأشخاص والعقول المتوسطة تناقش الأشياء,أما العقول الكبيرة فتناقش المبادئإذا علينا نؤمن بالهدف السامي,وعندما نتأكد من فوائده لن نتردد لحظة واحدة في تحقيقه لذلك نضع ثقتنا بالله طالبين عونه,ونكد ونكدح ونسعي بكل مافي وسعنا وسيكون الله عوننا في كل حين ومما لاشك فيه أن التوفيق سيكون إكليلا لجهودنا ونختم بقول الكاتب إرناسا لنويدجر:لاشيء يستحيل فهمه,ولاشئ نفهمه يستحيل تنفيذه,ولاشئ يستحيل نجاحه.