عالم اليوم بحاجة إلي طوفان من المحبة,لأننا نعيش زمنا فيه سيطرت علي الإنسان سمة خاصة وهي الخوف,فبالرغم من تقدم العلوم والتكنولوجيا التي وفرت كل الإمكانيات لخدمته,وتوافر كل أنواع التسلية واللهو التي بين يديه,فهو يخاف الحرب التي تأتيه من كل صوب لأنها قادرة علي التهام الأخضر واليابس,كما أنه يخاف المرض بالرغم من التقدم المذهل في الطب ووسائل الوقاية والعلاج,أيضا يخاف الجوع والفقر,وللأسف يخاف أخاه سواء كان قريبا أم بعيدا مع أنه يتغني كل يوم بالأخوة والحرية واحترام الآخر,لأنه يري من حوله الإرهاب بشتي الطرق وعلي أيدي أناس لايتوقعهم.بالرغم من أن الأديان تدعونا إلي احترام الحياة,ونحن جميعا مقتنعون بذلك ونؤيده,ولكن علي الصعيد العملي نصطدم بالواقع المرير المناهض لاحترام حياة الإنسان وآدميته,ونطأ كل مبادئ الحياة المطلوبة منا,لأننا نعيش عالما لايهتم بالجانب الإنساني,وتظهر أمامنا ثقافة الموت والدمار.مبادئ الحياة المطلوبة منا,لأننا نعيش عالما لايهتم بالجانب الإنساني,وتظهر أمامنا ثقافة الموت والدمار.وبالرغم من أن الله منحنا إمكانيات واختراعات وأدوات للدفاعاع عن حياة الإنسان ليتجنب مخاطر عديدة,إلا أننا نخالف هذا,ومن أمثلة ذلك:فساد الغذاء فبالرغم من أن مهمته الأساسية هي مساعدة الإنسان علي الحياة أصبح مصدرا لموته,وتلوث البيئة الذي يفسد الغذاء والطبيعة وينهك صحة الإنسان,وانتشار المواد المخدرة بأنواعها بهدف التربح الشخصي,لأن من يروجها أو يتاجر فيها,يبيع الموت للآخرين.وإنتاج الأسلحة التي تبيد وتقتل قبل استخدامها,لأن الميزانية التي تقدم لهذا الغرض,استقطعت من نصيب الطعام والشراب والعلاج وطرق وقاية الإنسان من المرض,كم من ملايين يموتون جوعا لعدم وفرة الطعام لهم؟!كما أننا نعيش ثقافة الموت بسبب التجارب النووية التي تقضي علي الحياة,إذا..نحن في مواجهة مع حضارة الموت.
ونجد طرق قتل الإنسان متنوعة مع سبق الإصرار والترصد من خلال عصابات دولية منظمة وهدفها انتهاك حرمة الآخر والاستيلاء علي ممتلكاته ونستطيع أن نؤكد اشتراك المجتمعات في هذه الجريمة عن عمد أو بدون قصد عندما لاتقلل من تلوث المناخ أو مساعدة البلاد الفقيرة والمحرومة بدلا من غزوها لاستغلال مواردها الطبيعية لصالحها.توجد أيضا طرق أخري للقضاء علي حياة الإنسان,عندما يهمل أصحاب المصانع الكبيرة توفير جو صحي وإنساني للعمال واحترام حقوقهم وآدميتهم,لأن هذه المصانع تنتج سموما,وبكل أسف أصحابها لايهتمون بهؤلاء المغلوب علي أمرهم والذين يكدون لكسب قوتهم اليومي,ونستطيع أن نطلق علي هذا الأمر القتل الجماعي يستطيع الإنسان أيضا أن يقتل أخاه بنظرة من اللامبالاة,والتي بها ينكر حق أخاه في الحياة ويحذفه من أفقه,كما لو أنه يقول له:لا وجود لك بالنسبة لي .
من يستطيع أن ينكر أسوأ أنواع القتل وهو الإجهاض,لأننا نقتل بريئا لايستطيع الدفاع عن ذاته ولا ذنب له,لأن الحياة البشرية يجب أن تحترم من اللحظة الأولي لوجودها,أي لحظة الحمل,ومن يرتكب هذه الجريمة البشعة,يقتل إمكانيات ووسائل عديدة لهذا الكائن كان من الممكن الاستعانة بها لخيرالبشرية وكان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الراحل يؤكد هكذا:يجب أن نعي جيدا بأننا في مأساة كبيرة فيما يتعلق بمشكلة الإجهاض,لأن المرأة غالبا ما تكون هي ضحية الأنانية الذكورية الشريكة في هذا الفعل,لذا يجب علينا ألا نحملها المسئولية بمفردها,لأنها عندما تطلب عون الرجل لاتجد إلا أنانيته وانجرافه لشهواته وضعفه,ولكنه يتخلي عن أي مسئولية تجاه فعلته هذه…لذلك علينا أن نتضامن مع المرأة وعدم تركها بمفردها.
وتوجد أمثلة عديدة للقضاء علي حياة الإنسان:الموت الرحيم والتدخين الذي يضر الطرفين وقيادة السيارات في حالة سكر أو تعاطي المخدرات وغير ذك أو بتهور دون أي اعتبار لحياة الآخرين.كم من تساؤلات وشكوك حول الحرب:هل هي مشروعة أم لا؟ نقرأ في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية:يجب التبصر بدقة في الشروط الصارمة للدفاع المشروع بالقوة العسكرية:إن خطورة قرار كهذا تقتضي إخضاعه لشروط صارمة تتطلبها الشرعية الأخلاقية فيجب ,في آن واحد:
-أن يكون الأذي الذي ألحقه المعتدي بالأمة أو بجماعة الأمم ثابتا وخطيرا وأكيدا.
-أن يتبين أن جميع الوسائل الأخري لوضع حد له مستحيلة أو غير نافعة.
-أن تتوفر شروط جدية للنجاح.
-أن لا يؤدي استعمال السلاح إلي شرور واضطرابات أخطر من الشر الذي يجب دفعه..ونختم بالقول المأثور:إن الدنيا كالبحر الكبير لكي يعبره الإنسان بسلام,عليه أن يعيش في قارب الإيمان ويتمسك بمجداف الأمل ويستظل بشراع الحب.