فم الصديق يلهج بالحكمة ولسانه ينطق بالحق. شريعة الهه في قلبه.لا تتقلقل خطواته. (مز٣٧: ٣٠-٣١)
فبعد ما تغدوا قال يسوع لسمعان بطرس: «ياسمعان بن يونا، اتحبني اكثر من هؤلاء؟» قال له:«نعم يارب انت تعلم اني احبك». قال له: «ارع خرافي». قال له ايضا ثانية:«يا سمعان بن يونا، اتحبني؟» قال له:«نعم يارب، انت تعلم اني احبك». قال له:«ارع غنمي». قال له ثالثة:«يا سمعان بن يونا، اتحبني؟» فحزن بطرس لانه قال له ثالثة: اتحبني؟ فقال له: «يارب، انت تعلم كل شيء. انت تعرف اني احبك». قال له يسوع:«ارع غنمي. الحق الحق اقول لك: لما كنت اكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء. ولكن متى شخت فانك تمد يديك واخر يمنطقك، ويحملك حيث لا تشاء». قال هذا مشيرا الى اية ميتة كان مزمعا ان يمجد الله بها. ولما قال هذا قال له:«اتبعني». فالتفت بطرس ونظر التلميذ الذي كان يسوع يحبه يتبعه، وهو ايضا الذي اتكا على صدره وقت العشاء، وقال:«يا سيد، من هو الذي يسلمك؟» فلما راى بطرس هذا، قال ليسوع:«يارب، وهذا ما له؟» قال له يسوع:«ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء، فماذا لك؟ اتبعني انت!». فذاع هذا القول بين الاخوة: ان ذلك التلميذ لا يموت. ولكن لم يقل له يسوع انه لا يموت، بل:«ان كنت اشاء انه يبقى حتى اجيء، فماذا لك؟».
هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا. ونعلم ان شهادته حق. واشياء اخر كثيرة صنعها يسوع، ان كتبت واحدة واحدة، فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة. امين.(يو٢١: ١٥-٢٥)
لان غاية الناموس هي: المسيح للبر لكل من يؤمن. لان موسى يكتب في البر الذي بالناموس: «ان الانسان الذي يفعلها سيحيا بها». واما البر الذي بالايمان فيقول هكذا:«لا تقل في قلبك: من يصعد الى السماء؟» اي ليحدر المسيح، «او: من يهبط الى الهاوية؟» اي ليصعد المسيح من الاموات لكن ماذا يقول؟ «الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك» اي كلمة الايمان التي نكرز بها: لانك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع، وامنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات، خلصت. لان القلب يؤمن به للبر، والفم يعترف به للخلاص. لان الكتاب يقول:«كل من يؤمن به لا يخزى». لانه لا فرق بين اليهودي واليوناني، لان ربا واحدا للجميع، غنيا لجميع الذين يدعون به. لان «كل من يدعو باسم الرب يخلص». فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون ان لم يرسلوا؟ كما هو مكتوب:«ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات». لكن ليس الجميع قد اطاعوا الانجيل، لان اشعياء يقول:«يا رب من صدق خبرنا؟» اذا الايمان بالخبر، والخبر بكلمة الله. لكنني اقول: العلهم لم يسمعوا؟ بلى! «الى جميع الارض خرج صوتهم، والى اقاصي المسكونة اقوالهم». (رو١٠: ٤-١٨)
الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رايناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته ايدينا، من جهة كلمة الحياة. فان الحياة اظهرت، وقد راينا ونشهد ونخبركم بالحياة الابدية التي كانت عند الاب واظهرت لنا. الذي رايناه وسمعناه نخبركم به، لكي يكون لكم ايضا شركة معنا. واما شركتنا نحن فهي مع الاب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب اليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملا.
وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به: ان الله نور وليس فيه ظلمة البتة. ان قلنا: ان لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة، نكذب ولسنا نعمل الحق. ولكن ان سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية. ان قلنا: انه ليس لنا خطية نضل انفسنا وليس الحق فينا. ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم. ان قلنا: اننا لم نخطئ نجعله كاذبا، وكلمته ليست فينا.
يا اولادي، اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا. وان اخطا احد فلنا شفيع عند الاب، يسوع المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم ايضا.
وبهذا نعرف اننا قد عرفناه: ان حفظنا وصاياه. من قال: «قد عرفته» وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه. واما من حفظ كلمته، فحقا في هذا قد تكملت محبة الله. بهذا نعرف اننا فيه: من قال: انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا. (١يو١: ١- ٢: ٦)