تزامنا مع استشهاد أبنائنا في حادثة دير الأنبا صموئيل والعديد من الحوادث الإرهابية الأخري مثل تفجيرات البطرسية وطنطا والإسكندرية الذي راح ضحيتها الكثير, تظهر العديد من التساؤلات التي تدور هذه الأيام في عقول الناس داخل الكنيسة وخارجها, ومن أهم هذه التساؤلات هي لماذا تسيل الدماء؟ لماذا يسمح الله بكل ما يحدث من اضطهاد وألم وحزن؟. كل من له قلب صادق يسأل ومن حقه أن يسأل والله عنده الإجابة الكافية الشافية فهو يدعونا أن نتحاجج. وسوف نحاول إجابة هذا السؤال في ثلاث نقاط:
أولها, لقد قالها الرب يسوع: قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق, ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم, وهذا ما حدث مع الكنيسة الأولي في أورشليم عندما قتل إسطفانوس ويعقوب, وتشتت ما يقرب من خمسة عشر ألف مؤمن, ثم استمر الاضطهاد وخاصة علي المصريين. وكانت الموجة العاشرة من الاضطهاد في عهد دقلديانوس فوصل عدد الشهداء إلي 800ألف شهيد. قالها الروح القدس علي لسان رسوله بطرس: أيها الأحباء, لا تستغربوا البلوي المحرقة التي بينكم حادثة, لأجل امتحانكم, كأنه أصابكم أمر غريب. إن من يحب الظلمة يكره النور من تعود علي الكراهية وسمح لها أن تملأ قلبه سيكره كل من يراه حتي نفسه أيضا.
ثانيها, لقد ارتبط الألم والموت والاضطهاد باستعلان مجد الله في وسط كنيسته وتكون النتيجة هي أن يقبل الآلاف إلي معرفة الله والرب يسوع وها نحن نسمع الرسول بطرس يقول: إن عيرتم باسم المسيح, فطوبي لكم… أما من جهتهم فيجدف عليه, وأما من جهتكم فيمجد. قالها العلامة ترتليانوس: إن دماء الشهداء بذار الكنيسة فبعد الاضطهاد الروماني وعندما سمح للمصريين أن يختاروا عقيدتهم اختاروا المسيح بسبب دماء الشهداء التي نزفت علي ترابها. وإذا تكلمنا عن مصير هؤلاء الشهداء لا نجد إلا مشهد سفر الرؤيا (7:9-14) بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير.. واقفون أمام العرش وأمام الخروف, متسربلين بثياب بيض.. ويتساءل يوحنا الرائي من هؤلاء؟ فيرد أحد الشيوخ: هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة, وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف.
ثالثها, هذا الاضطهاد يصاحبه الفرح وذلك لأنه مرتبط بحلول روح المجد علي الكنيسة ففي الألم تأتي التعزيات الإلهية في القلوب, فينظر الناس مدهوشين متسائلين من أنتم والإجابة تكون أننا لسنا من هذا العالم. في وسط هذا الألم الرهيب عندنا الفرصة أن نمجد الله وذلك بالصلوات والتضرعات لمصرنا الحبيبة وشعبها. وبمحبتنا الشديدة بعضنا لبعض ليست محبة المسيحي للمسيحي فحسب بل محبتنا لكل من يختلف معنا ويكرهنا ويرغب في قتلنا. وأخيرا شهادتنا عن إله المحبة شرحا لما نؤمن به ونعتقده.