كانت مقالتي الأسبوع الفائت بعنوان نور أشرق في الظلمة عن ميلاد المخلص الرب يسوع المسيح فهو قد جاء لكي يعلن لنا من هو الله علي حقيقته فلا يدعنا للتكهنات أو الاستنتاجات وأيضا قد جاء لكي يعرفنا روعة وجمال الإنسان المخلوق علي صورته واليوم أستكمل معكم لماذا كانت الخليقة تحتاج النور الذي أشرق في الظلمة.البشرية تحتاج إلي إعلان دفء الحب والقبول وهذا ما رأيناه في ميلاد وتجسد يسوع المسيح ذلك الإله الكامل والإنسان الكامل,اتحاد اللاهوت بالناسوت الذي فيه اتحد الله بالإنسان وفي هذا الاتحاد أعمق رسالة حب أرسلها الله الإنسانية فقد صار معه واحدا عازما أن لايتركه إلي الأبد وهذا ما شدد عليه الأب متي المسكين في الكثير من كتاباته وعظاته.في هذا الحب يعلن الله أنه معنا وليس ضدنا فهو عمانوئيل,هكذا أحب الله العالم فجاء مولودا في مزودا قريبا من البشر.في هذا الحب الفياض من قلب الله الذي لايتوقف علي أعمال الإنسان أو استحقاقاته يملؤنا بالدفء والشبع والارتواء الذ ي لاينتهي وأيضا يشفي جروح الحياة وآلامها,فميلاده في وسطنا أشبه بإشراق شمس النهار في يوم غيوم مطير بارد وقاسي وهكذا الحياة بدون المقابلة الحية بالرب يسوع التي تحيينا.
أيضا تحتاج البشرية إلي الأمان أمان البنوة وثباتها فعلاقته بنا لن تتغير فقد أعطانا سلطانا أن نصير أ ولادا وليس عبيد أجراء وقد كتب الروح القدس شهادة ميلادنا السماوية وهذا ما أعلنه لنا الرسول بولسالروح نفسه أيضا يشهد أننا أولاد إليه(رومية 8:16) وليس فقط أننا أبناء الله ولكننا مدعوون أن نشابهه وقد أعطانا إمكانياته لنتغير ونعيش علي صورته,وعندما يأتي مرة ثانية سنتغير وسنصير مثله وقد أكد الرسول يوحنا علي هذه الحقيقة في رسالته الأولي3:2ولكن نعلم أنه إذا ظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو ولأننا أبناء محبوبون فقد غسل المسيح قلوبنا من كل خوف سواء من ذكريات الماضي أو في الحاضر من الظروف الاقتصادية التي نمر بها في هذه الأيام أو في المستقبل عندما يأتينا ميعاد انتقالنا من هذه الحياة فسنكون معه.لقد أشرق علينا نور في الظلمة فهل أشرق علي قلبك بالحب فاستدفأت وشبعت أم مازلت تعيش برد الحياة وجوعها لقد ولد لنا مخلص فهل ولد في قلبك بالأمان والطمأنينة لتعيش بلا خوف في حياة ليس فيها إلا الخوف مسيطرا علي النفوس.قم استنير فقد جاء نورك.