الإنسان في سن الشباب يبلغ قمة حيويته وسخائه ولاشئ يبدو مستحيلا لتطلعاته إذا رغب في ذلك. ويتميز بالطموح الذي يدل علي علو الهمة والنبل وجميل قول الشاعر العربي في هذا المضمار:ومادام في الدنيا سمو ورفعة…فما أنا من يرضي ويقنع بالأردأ.
والطموح هو أن نتمرد علي الكسل,وعلي الروتين,ونبذل أقصي جهدنا لنكسب قوة وحيوية لعطاء أفضل والإنسان الطموح هو يقظ دائما لايغمض له جفن,لايبالي بوهن,ولا يشبع من بحر المعرفة والعلم والثقافة.ونجد شعاره الدائم:عندما أستطيع الأحسن,لايعود يهمني الشئ الحسن ولايكون هناك طموح دون انفتاح علي ثقافة الغير ومطالعة سير الرجال العظام والتغذي بخبراتهم والإعجاب بأعمالهم لنكمل مسيرتهم.
لنتعلم من قول نابليون الرائع لمن يتلمس الأعذار:لا أعرف!-تعلم!صعب!-حاول! لا أقدر!-أبدا! مستحيل! هذه الكلمة لا توجد إلا في قاموس الفاشلين!.
أيها الشاب أنت بطل,والبطولة لاتقاس بعدد السنين ولانعني بها القدرة علي الاعتداء علي الآخرين وهزيمتهم,أو في عضلاتك الفاتنة, أو سلب حقوق الضعفاء ومالهم إنما البطولة الحقة,هي في مواجهة أسباب الضعف فيك والتخلص منها واكتساب فضائل جديدة تخدم بها الآخرين.
فالبطولة الحقيقية هي أن تتخلي عن عادات سيئة فيك مثل: الكذب والغش والنفاق والحقد…ثم تتحلي بعادات جديدة حميدة كالصدق والأمانة والإخلاص واحترام الغير والتفاني في العمل,لأن البطل الحقيقي بفضائله وحكمته وطموحه.وأعظم مظاهر البطولة هي قوة الإرادة والسيطرة علي الأهواء والشهوات.
ويقول الشاعر:إن الشبيبة نار إن أردت بها…أمرا فبادره إن الدهر مطفيها فبالرغم من حيوية وثروة وقوة الشباب لكنه سريع العطب لذا يجب الاستفادة من مواهبه وإمكانياته وتنميتها.
يقرأ علي إحدي الجدران القديمة بإنجلترا:أنت لست شابا:إن كنت تفكر في الماضي أكثر مما في المستقبل ولاتبالي بكل ماهو جديد! إن كنت تتمني الكثير,ولا تجرؤ أن تباشر شيئا وتعلق علي المال أهمية أعظم مما علي الأهداف السامية! إن كنت تشك في إخلاص الغير وتلجأ إلي الشكوي والتذمر بدلا من التضحية! إن كنت تفتح قلبك للحسد والغيرة بدلا من أن تبدي إعجابك…إذا يحتاج الشباب في يومنا هذا إلي قوة الإرادة أكثر من أي شئ آخر.لأن الحرية والاستقلال في سن مبكرة لاتصنع الرجولة,بل تقتلها فالطفل كالنبتة التي تربط إلي وتد.. وإذا كان هذا الرباط يزعجها ويضايقها لكنه يساعدها علي النمو مستقيمة لتصبح شجرة وهكذا يتم مع الشباب حتي يصلوا إلي مرحلة النضج الحقيقية والتمييز في اختياراتهم وأعمالهم لأن العمل الطيب كالشجرة عميقة الجذور كثيرة الفروع.
ونختم بهذه الكلمات المجدية:اغرس اليوم شجرة,تنم في ظلها غدا.