الإنسان هو مولود الحب، لا يستطيع أن يعيش دونه، والحب له كالهواء والماء والغذاء وربما كان الحب أحيانا أهم من الغذاء والطعام المادى، هناك صورا وطرقا كثيرة للتعبير عن هذا الحب منها زيارة المرضى فهى قمة الحب وتبادل العاطفة الجياشة، فالمريض يشعر دائما انه فى حاجة الى الاخرين فجلوس الأحباء والأصدقاء حوله ينسيه بعض آلامه ويشد من أزره ويعطيه إحساسا جميلا بأنه ليس وحده وأن الآخرين يشاركوه فى آلامه وأوجاعه، زيارة المريض فى حد ذاتها عمل إنسانى جميل ومطلوب إنسانيا.وقد تعود المصريون ان يحملوا معهم بعض الهدايا للمريض زيارة فى إكرامه وحبا فى ذاته، والهدية التقليدية المعروفة هى الشيكولاته وهى انواع كثيرة إرتفع ثمن بعضها ليصبح أكثر من ثلاثمائة جنيها.هى إذن هدية قيمة لكنها تقليدية ومكررة، وبجد المريض عنده منها ما يمكن له ان يفتح متجرا للشيكولاتة، الطريف انه يحتمل ان تكون الشيكولاته ممنوعة عن المريض.بعض الزوار يستبدلون الشيكولاته بالفاكهة أو بالحلوى المختلفة: حلويات شرقية، تورته، بيتى فور، بسبوسة.. الخ وتتكرر نفس المشكلة، ويتفنن الزوار فى هداياهم ويستخدمون العقل فى شراء هدايا نافعة، قد تكون ملابس، قميص نوم للمريضة وبيجامة للمريض أو برفان وقد تكون الهدية على شكل مبلغ من المال يوضع فى ظرف ويمنح للمريض فى يده، وهذه مفيدة بالطبع.تختلف انواع الهدايا لكنها لا تختلف فى تعبيرها عن الحب والمشاركة الوجدانية للمريض وهذا هو المهم.الورود والزهور الجميلة هدية رائعة للمريض فهى تعبير حقيقى عن الحب، وكل لون من الوان الزهور يحمل معنى للحب، لكن الاطباء يحذرون من بقاء الورد فى حجرة المريض للأهمية. من الهدايا الطريفة التي تلقيتها أثناء مرضى هدية من الفراه الصحيحة والبانيه، هذه أيضا هدية عملية مفيدة أعجبت زوجتى، أكتب عن هذه التجربة ربما تفيد القراء الاعزاء فى شراء هداياهم. ثم لماذا لا تشترى كتابا هدية يقرأه فى السرير؟ الكتاب هدية ثمينة ايضا.زيارة المريض واجب إنسانى وتعبير عن الحب الذى يجمعنا فى اطار الانسانية الرائعة، وان لم تستطع زيارة المريض فيمكن لك ان تحادثه فى التليفون تسأل عنه وتتمنى له الشفاء العاجل، المهم ان تتصل به باى طريقة حتى يشعر انه ليس وحده وبالتالى يسرع الشفاء.زيارة المريض مهمة لكن لها ضوابط واصول اهمها:مدة الزيارة يجب ان تكون قصيرة، ولا تكون فى ساعة متاخرة من الليل ويفضل عدم اصطحاب الاطفال، واذا كان المريض نائما اتركه دون إزعاج، أما حديثك معه اجعله بسيطا متفائلا، فلا تتحدث عن مشاكل، ولا عن صديقك الذى أصيب بمرض عضال، ولا عن جارك الذى توفى فجأة، ولا عن حوادث الطرق والحرائق، حديثك مع المريض غلفة بالحب والحنان والذكريات الطيبة والمناسبات السعيدة الضحكة والفكاهة والامال التى ستتحقق قريبا حتى تساعده على الشفاء العاجل وتجدد تفاؤله بالحياة الحلوة الجميلة.زيارة المريض وان كانت مهمة وضرورية الا انها احيانا تكون ضارة ومؤلمة، فبعض الأصدقاء يعتبرون المستشفى ناديا يذهبون الى المريض شلة وينسون انفسهم فى طول الوقت والضحك والصوت المرتفع والنكات احيانا مما يسئ الى المريض والى المستشفى والمرضى الاخرين فى نفس الوقت، فالمرضى يحتاجون الى الهدوء والصوت المنخفض والكلمات الرقيقة المهذبة لراحتهم جميعا، وبالمناسبة فان كلمة واسم المستشفى هو مذكر وليس مؤنثا، فنقول هذا المستشفى وليس هذه المتشفى وهذا عيب لغوى شائع رايت ان ابنه اليه.والهدوء المطلوب فى المستشفى مطلوب ايضا فى البيت اذا كانت الزيارة فى المنزل لنفس الاسباب.