أيام قليلة وينتهى شهر رمضان الكريم، وتنتهى معه الجريمة الإعلامية والدراما الفوضية التى عانينا منها نحن الشعب المصرى، فدراما رمضان كانت الأسواء بالنسبة للسنوات السابقة، لم تهتم بالبعد الإنسانى ولا بعقل وعاطفة المصريين، فكل الدراما- أو قل معظمها- كانت جرائم وقتل وحرق وضرب وتدمير، وضرب من الغيبيات، وإساءة لكل مصرى، فالمصرى ليس مجرما بطبيعته، وليس قتال قتلة، وهو إنسان محب للحياة كارها للعنف والجريمة فما معنى أن نخصص الشهر الكريم لتصويره هذا التصوير البشع اللا إنسانى..؟!
وحتى الدراما أو التى يعتبرونها كوميديا ظهرت بشكل غير لائق، فالسيدة المفروسة قوى، هى في الواقع مجنونة قوى، أعصابها ضايعة، تصرخ وتولول وترقع صوتها طول الوقت بلا أى داع، وتاه الممثلين في هذا المسلسل الساذج الهابط بين الكوميديا والتراجيديا، فبينما المممثلين يمثلون ادوارا تعبر عن مشاكل مزمنة في المجتمع المصري إذ تجدهم يضحكون ويرقصون في بلاهة وسذاجة ما بعدها سذاجة. والسؤال الذى يفرض نفسه هل المرأة المصرية تعيش بهذه الطريقة المجرمة فتشخط وتزعق لأبنائها، بل تصرخ فيهم طول النهار وهى المعروف عنها هدوءها واحترامها لنفسها والمحافظة على أنوثتها فلا ترفع صوتها إلا في الشديد القوى؟
هذا المسلسل أساء للمرأة المصرية، والمصيبة أن هذا هو الجزء الثاني للسنة الثانية مع أن الجزء الأول لم يحقق النجاح الذى يشجع على عمل جزء ثانى، لكن المشكلة في التربيطات والعلاقات التى تقدم لنا أعمال رديئة والمصيبة أننى أخاف أن يأتى العام القادم لتقدم لنا الجزء الثالث من هذا المسلسل الهابط الهايف.
من الطريف والمحزن والمبكى في نفس الوقت أننا نجد الجريمة والشبشب وقد أصبحا العلامة المميزة والقاسم المشترك في معظم الدراما المصرية، الكل يضرب أو يهدد بالجزمة والشبشب السيدات والرجال وكأننا شعب لا يعرف الأخلاق الكريمة ولا التعامل المهذب مع بعضنا، مع أن المصريين هم من قدموا للحضارة العالمية الإنسانية أسس الأخلاق وقواعد التعامل مع الجميع، وأقرءوا كتب التاريخ لتعرفوا ذلك وتنهوا جهلكم.
الحديث طويل ذو شجون فالذى شاهدناه خلال شهر رمضان لايعبر عن المجتمع المصري ولا الإنسان المصري الراق المتحضر وليس العربجى الفهلوى البلطجى.
أريد في النهاية أن أقول لبعض الفنانين الكبار الذين تخطوا السن القانونية بمراحل، ألم يأت الوقت المناسب لكى تعلنوا إعتزالكم بعد أن ظهرت تجاعيد الوجه وانكماش الجلد وضياع المعالم؟ اعتزالكم هذا الوقت أفضل بكثير!