اطلقت مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون تقريرا حول صورة المرأة في دراما رمضان تحت عنوان (دراما رمضان تساهم في ترسيخ العنف ضد النساء وتدعو لتغييب دور القانون في المجتمع).
وقالت المؤسسة في البيان الصادر عنها اليوم الثلاثاء أن الاعمال الدرامية والتي تم عرضها خلال رمضان 2021 كانت فى اغلب الاوقات لديها منهج يعتمد على التنميط ، والذي يتم اعتماده بشكل واسع في كافة الاعمال الدرامية ، والتي تحاول خلق قالب واحد سوء على مستوى سلوك الفرد او الجماعة مرورا بالتوجهات او الميول او الاختيارات الفردية والجماعية ، فتعمل على نقل صورة نمطية واحدة للجانب للسلوك الفردي والجماعي للمجتمع ، وتسييد أفكار مجتمعية حول تصنيف اجتماعي غير واقعي لافراد مما يرسخ افكار تتسم بالتمييزية بين أفراد المجتمع الواحد.
ومن جانبها اوضحت انتصار السعيد رئيس مجلس امناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون أن أكثر أشكال التنميط ممارسة في الاعمال الدرامية المبني على النوع الاجتماعي ، فالنساء في الاعمال الدرامية يجب ان تكون ادنى من الرجل ويمارس عليهن عنف نفسي ، بدني ، واقتصادي واضح في ظل بناء درامي يعتمد على التمييز ضد النساء ، ويجعل من الرجال في بناء الدرامي قوة مركزية لها السلطة الاجتماعية ، المادية والنفسية على النساء ، ويرسم صورة حول سلوكيات النساء تتسم بالخلل سواء على مستوى السلوك او العلاقات الاجتماعية او المواقع وردود الافعال ، ويجب من الرجل القائد المنقذ في نهاية البناء الدرامي أن يصلح ما أفسدته المرأة .
وشددت السعيد على أنه الصعيد الدرامي في رمضان التناول لم ياتي بجديد فيما يخص حالة التنميط ووضع النساء في قالب الدور الاجتماعي المرسوم لها مسبقا ، مما كان له اثرا واضحا في ترسيخ الأعراف والثقافة المجتمعية لدور النساء في المجتمع ، فأصبحت دراما رمضان هذا العام ترسيخ لاشكال العنف المختلفة فعلى سبيل المثال وليس الحصر رسخت دراما رمضان العنف الاسري والزوجي ، الى جانب تبرير الاغتصاب الزوجي الممارس ضد النساء بل صنعت حالة من التعاطف مع الرجال.
منوهة أن الدراما الرمضانية قدمت نموذج لشخصيات نسائية ترسخ لمفاهيم التمييز ضد النساء وتفوق الرجال عليهن على المستوى الاجتماعي ، الثقافي ، والقدرة المالية كما انها لعبت دورا غير مقبولا في شيطنة صورة النساء ، وجعلها سبب الصراع والشر في البناء الدرامي ، او على الجانب الاخر جعلت منها المرأة الضعيفة التي لا تمتلك من امرها شيء ، والمستسلمة لكافة اشكال العنف التي تتعرض لها كرمز للمرأة المضحية من أجل اسرتها ، واولادها صانعة الخير بتلك السلوكيات الراضية والمستسلمة للعنف .
واوصت المؤسسة في تقريرها صناع الدراما بالاهتمام بضرورة التنوع ، البعد عن النمطية ، وقولبة الشخصيات وتسييد الاعراف المجتمعية التي تساهم في المزيد من العنف الممارس ضد النساء في المجتمع.
ودعت كافة صناع الدراما العمل على تعزيز ثقافة مناهضة العنف ضد النساء ، والاطلاع على المواثيق الدولية التي تدعو لاحترام الاختلاف والتنوع ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي .
كما تطالب صناعة الدراما بضرورة تعزيز ثقافة المساواة ، والتي يجب ان تنعكس على الاعمال الدرامية بداية من مساحة الادوار وصولا طبيعة تناول الشخصية داخل سياق العمل الدرامي.