صرح السفير حاتم سيف النصر، سفير جمهورية مصر العربية لدى الفاتيكان، تعقيباً على الإعلان عن اللقاء الهام المرتقب بين فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان، بأن الاستعدادات تجري على قدم وساق لإتمام الترتيبات النهائية لعقد ذلك اللقاء الاستثنائي في مقر القصر البابوي بالفاتيكان؛ وأضاف سيف النصر أن زيارة د. أحمد الطيب هي أول زيارة في التاريخ لشيخٍ للأزهر الشريف إلى الفاتيكان للقاء بابا الكاثوليك.
وأضاف السفير المصري أن تلك السابقة الفريدة تأتي في توقيت له دلالاته الهامة، حيث تحمل في طياتها تأكيداً عملياً على أهمية تقوية أطر الحوار بين القادة الدينيين للرسالات السماوية وتوسيع أرضية التفاهم حول القيم السامية المشتركة بينها، كما أنها تبعث برسالة واضحة لا مراء فيها لنبذ كل أنواع الغلو والتشدد والتعصب والفكر الظلامي المتطرف، خاصة في ظل ما يموج به عالمنا اليوم من صراعات وإرهاب إجرامي – يتخفى وراء ستار الدين – خلَف وراءه صوراً من المعاناة الانسانية التي لا يوجد مثيل لها في التاريخ المعاصر.
ونوه سيف النصر إلى ارتياحه إلى مدى الترحيب الحار الذي يلمسه من كافة الدوائر في حاضرة الفاتيكان – وعلى رأسهم البابا فرانسيس – بزيارة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، التي تأتي تلبية للدعوة التي وجهها قداسة البابا لفضيلته، وتأتي تجسيداً لرغبة أكبر قيادتين دينيتين في تقديم نموذج حي للعالم للتعايش والوئام والسلام والسماحة والتسامح.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين مصر والفاتيكان تشهد نمواً مطرداً منذ اللقاء الهام الذي تم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا فرانسيس في 24 نوفمبر 2014، والذي وفر أرضية راسخة لتنمية العلاقات وتأكيد صلابتها، فضلاً عن التوافق حول وحدة الهدف في العمل على التصدي للتطرف والإرهاب، وتوجيه الجهود اللازمة لتسوية قضايا منطقة الشرق الأوسط ونشر قيم السلام والتسامح والتكافل بين البشر؛ ومن الجدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد وجه دعوة رسمية إلى البابا فرانسيس لزيارة مصر في أقرب فرصة، وهي الدعوة التي رحب بها بابا الفاتيكان معرباً عن تطلعه إلى اتمامها.