يغادر قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يوم الثلاثاء القادم ٩ مايو، أرض الوطن متوجهاً إلى دولة الفاتيكان، حيث يلتقي بقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، للاحتفال معاً بمرور خمسون عاماً على بدء الحوار الرسمي بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، بعد انقطاع دام ١٥ قرن منذ مجمع خلقيدونية عام ٤٥١، وأيضاً للاحتفال بمرور عشر سنوات على إعلان يوم المحبة الأخوية الذي دعا إليه قداسة البابا تواضروس الثاني أثناء زيارته للفاتيكان عام ٢٠١٣، اللقاء الذي يمثل حجر زاوية في مسيرة المحبة، حيث زار مصر قداسة البابا فرنسيس بعد هذا الإعلان بأربع سنوات فقط ووقع البابوان على بيان مشترك للسعى الجاد نحو التقارب والحوار.
يبدأ قداسة البابا تواضروس الثاني، زيارته بفرح عظيم من أجل المسيرة المسكونية بحوار المحبة والايمان بصلاة السيد المسيح “ليكونوا واحداً”، من مزار القديس بطرس الرسول، وفي اليوم التالي -العاشر من مايو- سيلقي قداسته كلمة أثناء مقابلة الأربعاء العامة في ساحة القديس بطرس، تقديراً لجهود مسيرة الحوار عبر ٥٠ عام من خلال لجنة الحوار اللاهوتي بين الكنيستين التي أعطت نتائج جيدة وهيأت التربة الصادقة اليوم والسعى الجاد نحو المحبة الأخوية.
الاحتفال باليوبيل الذهبي بالاتفاق بين الكنيسة القبطية والكنيسة الكاثوليكية من خلال البيان المشترك الذي وقع عليه قداسة البابا بولس السادس وقداسة البابا شنودة الثالث عام ١٩٧٣ في حاضرة الفاتيكان “بالإيمان الواحد بالإله الواحد والثالوث وبألوهية ابن الله الوحيد المتجسد إله كامل بحسب اللاهوت وإنسان كامل بحسب الناسوت، معترفين بأن الحياة الإلهية تعطي لنا وتتغذى من خلال أسرار الكنيسة السبعة ومرتبطين بالاكرام المشترك لوالدة الله”.
ومتذكرين أيضاً سعي الاباء لفتح باب الحوار قبل أن يأخذ شكله الرسمي، حينما ارسل القديس البابا كيرلس السادس مراقبين إلي المجمع الفاتيكاني الثاني ١٩٦٥، وبمطالبة عودة رفات مارمرقس الرسول من روما إلي مصر ١٩٦٨.
هذا وفي يوم الخميس ١١ مايو يجتمع البابوان مع وفد الكنيسة القبطية واعضاء الكنيسة الكاثوليكية في لقاء خاص يعقبه صلاة مسكونية، ويقول الاب هياسنت ديستيفيل أحد المسؤولين في دائرة وحدة المسيحيين بالفاتيكان، أن صلاة البابوان ستكون في كابلة -كنيسة- أم الفادي في القصر الرسولي حول “مسكونية الدم” فيرى قداسة البابا فرنسيس أن دم الشهداء هو بذرة وحدة، فهم اتحدوا في السماء، لم يقتلوا لأنهم ارثوذكس أو كاثوليك وإنما لأنهم مسيحيون لذلك هم متحدون في السيد المسيح وصوت دم الشهداء يصرخ بصوت أقوى من انقساماتنا ولا يزال في ذهننا جميعاً استشهاد الشهداء الاقباط بليبا في فبراير عام ٢٠١٥.
وبعد الانتهاء من زيارة الفاتيكان، سيحرص قداسة البابا تواضروس ان يصلي ويلتقى بجميع أقباط ايطاليا، الذي يبلغ عددهم مائة ألف تقريباً، وتقديراً للطبيعة التاريخية للزيارة وعدد المؤمنين الذي سيكونوا بالآلاف اهدى بازيليك القديس يوحنا في اللاتيران للصلاة فيها في هذا اليوم بالطقس القبطي، ويقول الاب ديستيفيل في هذا الصدد أن الدليل المسكوني في المادة ١٣٧ ينص على إذا لم يكن للكهنة او الجماعات التي ليست في شركة كاملة مع الكنيسة الكاثوليكية المكان، أو الأشياء الليتورجية اللازمة للاحتفال باكرام بطقوسهم الدينية يمكن لاسقف الإيبارشية أن يسمح باستخدام كنيسة أو مبني كاثوليكي” ويؤكد الاب ديستيفيل أن الكنيسة القبطية هي كنيسة رسولية وتعترف الكنيسة الكاثوليكية بجميع أسرارها وتشترك معها في مفهوم الافخارستيا والكهنوت، وأن صلوات القداس ستكون على مذبح معد خصيصاً لاستخدام كل طقوس الكنيسة القبطية الارثوذكسية.
يذكر أن لقاء قداسة البابا تواضروس الثاني، بقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في مايو ٢٠٢٣ هو اللقاء الرابع، حيث كان اللقاء الأول في ١٠ مايو ٢٠١٣ بحاضرة الفاتيكان، والثاني كان في أبريل عام ٢٠١٧ أثناء زيارة قداسة البابا فرنسيس التاريخية لمصر، واللقاء الثالث كان في يوليو عام ٢٠١٨ في مدينة باري بإيطاليا للصلاة من أجل سلام الشرق الأوسط، ويجمع البابوان صداقة ومحبة اخوية حيث يتبادلان الاتصالات المستمرة وخطابات المحبة.