رغم كل الضجة التى حدثت في موضوع مقتل الشاب الايطالي “ريجيني”، ورغم الفيلم الهندي الذي أعدت السيناريو وإخرجته الجهات الأمنية، وتضارب الأقوال حول وجود عصابة متخصصة لقتل السائحين وخطفهم، ورغم التغطية الإعلامية التى يمكن أن توصف بأنها “عك” وأدت إلى تصعيد الموقف وفقد إيطاليا الثقة في مسار التحقيقات من قبيل السبق الصحفي، وتبارت المواقع الأخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر تصريحات متضاربة إلا أن كل هذا في كفة وما تصدقت عنه العقلية المصرية عن فكرة عبقرية وهي “ريجيني مقابل عادل معوض” الذي اختفي في إيطاليا منذ سنوات، فجاة ظهرت الحمية المصرية بعد أن كانت في ثبات عميق طوال هذه الفترة.
وبدأت من تحت السطح عملية المُساواة “سيب وأنا سيب” وهنا يجب أن يتساءل المواطن المصري البسيط، ليه أنا مش غالي علي بلدي بنفس الصورة اللي “ريجيني” غالي فيها على بلده؟ ليه أصبح المواطن المصري مجرد كارت مساواة عند الضرورة؟ واضطرت مصر إلى إرسال وفد قضائي رفيع المستوي لارضاء الجانب الإيطالي، وعلى المسئولين في مصر تقديم اعتذار للشعب المصري وأسرة عادل معوض علي تجاهلهم للبحث عنه طول الفترة السابقة ولولا حادث “ريجيني” لما سمعنا عن اختفاء عادل معوض.
وكان من الأفضل أن يتقدم الأمن المصري إلى الجانب الإيطالي بملف الأشخاص المفقودين في مصر منذ سنوات ولا نعرفهم عنهم شيئ داخل بلدهم، ربما كان يلتمس الجانب الإيطالي العذر لمصر وأن المساءلة ليس الغرض منها الاساءة لمواطن إيطالي لأن المصري نفسه يختفي داخل بلده.
ليت الإيطاليين يرسلوا لنا فريق بحث أمني ربما يعثر علي المواطنين المصريين المفقودين، ويمكن في هذه الحالة ربنا يكرمهم ويعرفوا من قتل “ريجيني”؟!