رحل منذ قليل الأمين العام السابق للأمم المتحدة وواحد من كبار الدبلوماسين المصريين د. بطرس غالي ، ينتمي الراحل الكبير لعائلة قبطية عريقة من جرجا ترجع اصولها إلى القرن الثامن عشر، وفي اواخره كان عميدها بطرس اغا يعمل مباشرا لحاكم جرجا وفي عهد محمد علي وصل لمنصب حاكم قسم برديس وكان لقب اغا يطلق علي الحكام في ذلك الوقت وكان محمد علي قد بدأ في بناء دولته الحديثة ولم يفرق بين قبطي ومسلم وفي عهده وصل الاقباط لاول مرة منذ قرون ليكونوا حكاما للاقاليم وهو منصب مشابه للمحافظ حاليا …كان محمد علي باشا وقويا ويدعم رجاله في مواجهة الفساد ولذلك نجح بطرس اغا في فرض النظام بجرجا وظل في منصبه حتي وفاته وترك عائلة كبيرة واراض شاسعة وسيرة حسنة جعلت محمد علي يشمل اسرته بالرعاية بعد وفاته ..
اصل عائلة البطارسة من قرية الشيخ مرزوق وكانت لهم اراضي تسمي باسمهم وكان احفاد بطرس اغا قد حافظوا علي ثروة ومجد جدهم وصاروا من كبار الملاك والتجار وكانوا وكلاء للبلدان الاجنبية بجرجا مثل روسيا وايطاليا وفرنسا
ويرجع لهم الفضل في بناء عدد من الكنائس والمدراس في مدن جرجا وقراها وكانت كلها في املاكهم واوقفوا عليها الاطيان …ومطرانية البلينا من تبرعاتهم وارضهم والمدرسة الي جوارها كان اسمها البطرسية نسبة لهم قبل ان تؤممها الحكومة المصرية لهذه العائلة العريقة فى السياسية والاقتصاد ينتمى الدكتور بطرس بطرس غالى السكرتير السابق للأمم المتحدة , هذا التاريخ أعطاه خبرة وراثية جعلته يصل إلى هذا المنصب الحساس والخطير , وقد انطلق من جذور مسيحية فى مصر لتتركز الأنظار عليه كسكرتير عام للأمم المتحدة , وتميز الدكتور غالى بمعرفته الواسعه فى علوم شتى منها الأقتصاد والسياسة والقانون المحلى والعالمى وغيرها مع عبقريته الطبيعيه وموهبته النادره وأنتماؤه للتراب المصرى وخلفيته المسيحية التى تمتد من ورائها حضارة فرعونية ضاربه فى عمق الحضارة الإنسانيه
.ولد بطرس غالى في القاهرة 14 نوفمبر 1922م من عائلة عريقة في حكم مصر , جده كان رئيس وزراء مصر , وكان عمه وزير خارجية مصر , خلفية عائلته كانت ذو تأثير عميق على مستقبله الوظيفى , فقد دفعته إلى نفس الطريق
وقد ألتحق بطرس بطرس غالى بكلية الحقوق جامعة القاهرة لدراسة القانون وحصل على ليسانس الحقوق فى سنة 1946 ثم حصل على دبلوما فى القانون العام من جامعة باريس . وفى سنة 1949 م حصل على الدكتوراة أيضا من جامعة باريس هذه المؤهلات العلمية والأكاديمية أهلته أن يفهم إتجاهات السياسة الدولية .
وفى عام 1968 م حصل على الدكتوراه الشرفية أو الفخرية من جامعة السويد وقد قام الدكتور بطرس بطرس غالى بتدريس القانون العالمى فى جامعة القاهرة م وكان أيضا رئيس قسم العلوم السياسية .
وإمتدت خبرات ومهارته الدكتور بطرس بطرس غالى كأستاذ جامعى فى الكتابة فكان مسؤول عن إيجاد العلاقة بين بين القانون العالمى والقانون المصرى والعلوم السياسية .
وفى سنة 1977م – 1991 م عين وزير دولة للشئون الخارجية , فى هذا الوقت صاحب السيد الرئيس محمد أنور السادات فى رحلته إلى إسرائيل , وقد ساهم فى التفاوض على أقامة علاقة سلام بين مصر إسرائيل التى نتجت عنها معاهدة كامب دايفد للسلام .
وأختير فى 1989م ليكون رئيس الوفد الصداقة بين مصر وروسيا فى مايو 1991 م عين وزير دوله للعلاقات الخارجية والهجرة فى 2 ديسمبر 1991م أنتخب ليكون سكرتير عام الأمم المتحدة .
فى 17 ديسمبر أرسل أستقالاته من جميع وظائفة فى مصر
الترشح للامم المتحدة
وفى 7 يونيو 1991 م رشحته مصر ودول أخرى فى مجلس الأمن والدول الأفريقية ليتولى أهم منصب عالمى ألا وهو منصب سكرتير عام الأمم المتحدة , وموهبة الدكتور غالى ترجع إلى معرفته بلغات عديده منها اللغات الحية والتى تتكلم بها غالبية الدول مثل الإنجليزية والفرنسية والعربية غير عده لغات أخرى أهلته لتولى هذا المنصب
وافق مجلس الأمن عاى تعيين الدكتور بطرس بطرس غالى فى منصب أمين عام الأمم المتحدة فى الفترة من 1 يناير 1991 م حتى 31 ديسمبر 1996م
وقد قال الدكتور / بطرس بطرس غالى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة : ” خبرتى وصلتى بمصر والعرب وأفريقيا وكل منطقة البحر الأبيض المتوسط التى ظلت خلال العصور أساس ومركز تلاقى الحضارات كانت نتيجتها على هو أخذت الإيمان , والذى هو عادى وشائع فى الإيمان والتفكير لكل مصرى , مثل السلام والأمان , وفى المعاملات والتفاهم الذى يعنى التعاون لتحقيق أمل ما .
بطرس غالي والقضايا العربية
شهد عهده العديد من الصراعات التي ألمت بالدول العربية، من فرض العقوبات الدولية، وإصدار مشروع أممي للتدخل في شئون العرب، وسط تخاذل من المنظمة ورئيسها، إلا أن الأمر اختلف في نهاية ولايته.
بعد حرب الخليج الثانية وتدهور الأحوال داخل المجتمع العراقي، أقرت المنظمة مشروع “النفط مقابل الغذاء” في سبتمبر من عام 1992، والذي نص على تصدير السلع الغذائية لبعض المحافظات العراقية في مقابل الاستفادة بالنفط العراقي، خصوصًا في السليمانية وأربيل ودهوك، وهو اتفاق دفع ثمنه الشعب العراقي غاليًا، بسبب تعدد ألوان الفساد التي أهدرت الثروة العراقية، وهو نتيجة استيلاء النظام العراقي على 11 مليار دولار جراء هذه العمليات غير المشروعة، بالرغم مما قيل وقتها عن وجود “إشراف المنظمة ومراقبتها على تنفيذ ذلك الاتفاق” وجميعها نتائج كارثية للمشروع الأممي
ومن الخليج إلى الشمال الأفريقي، فبعد اتهام الولايات المتحدة الأمريكية للرئيس الليبي السابق معمر القذافي بإسقاطه لطائرة لوكيربي، وعلى إثر الموقف الأمريكي المتشدد حينذاك فرضت الأمم المتحدة بقيادة غالي عقوبات على الجانب الليبي، والتي تمثلت في حظر جوي وعسكري على ليبيا من فبراير 1992، وكذا دفع تعويضات بقيمة 2.7 مليار دولار من البنك الوطني الليبي.
وبعد تركه للأمانة العامة ذكر بأنه حاول كثيرًا الوصول لحل وسط بين الجانبين إلا أنه فشل. وعلى صعيد القضية الفلسطينية، ذكر بطرس أنه بذل جهودًا للمصالحة بين منظمة التحرير وإسرائيل، ولكنها لم تُكلل بالنجاح.
معركتة بين اسرائيل وامريكا
يشتد الصراع العربي الإسرائيلي في عام 1996، بعد أن اجتاحت القوات الاحتلال مدينة “قانا” اللبنانية، وقتلت النساء والأطفال أثناء اختبائهم بأحد البنايات التابعة للأمم المتحدة، على إثر ذلك أجرى الجنرال فرانك فان كابين، المستشار العسكري في الأمم المتحدة في حينها، تحقيقا رسميا في الواقعة، ورفعه إلى غالي، وأكد فيه على “استحالة أن يكون قصف القاعدة التابعة لليونيفيل في قانا نتيجة خطأ تقني أو إجرائي فادح”.
وهو ما لم يُرضِ إسرائيل بالطبع التي أصرت على تبرئة جنودها من هذه المجزرة، ومن خلفها تأييد أمريكي مطلق كالمعتاد، احتدمت معركته في مجلس الأمن الذي أقرَّ قرارًا يدين فيه الدولة العبرية ويعتبر أن أعمالها العدوانية “انتهاكًا فاضحًا للقوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين خلال الحرب”، ما خلق حالة من التوتر بينه وبين بيل كلنتون، الأمر الذي جعل الإدارة الأمريكية تتخذ قرارًا بعد السماح له للحصول على دورة ثانية، وقد كان.
مهندس معاهدة كامب ديفيد و رفض بيع البترول لاسرائيل
فى مرحلة السبعينيات، وكان رافضا لكل تبريرات زيارة السادات للقدس، وطلب نائب الرئيس وقتها محمد حسنى مبارك منه أن يكتب مسودة لخطاب السادات فى الكنيست، متضمنا أن مصر لن تتنازل عن شبر واحد من أراضيها أو الأراضى العربية، وتم تبليغه باستقالة وزير الخارجية إسماعيل فهمى وأنه أصبح القائم بأعمال وزير الخارجية وسينضم بهذه الصفة للوفد الزائر للقدس.
وهناك احتك بموشيه ديان نظيره الإسرائيلى، فعندما أكد له على أهمية السلام قال له إنه ليس على مصر أن تتفاوض باسم العرب، بينما ارتاح إلى وزير الدفاع عيذرا وايز مان الذى كان يبدو أنه يريد السلام، ولاحظ الإسرائيليون أن السادات كان يناديه بطرس وبيتر. والأخير عندما يكون راضيا عنه، وبعد العودة كلفه السادات بالإعداد لمؤتمر مينا هاوس الشهير رغم صعوبة بل استحالة ذلك فى هذا الوقت القصير، وقام أسامة الباز بإعداد دعوة الحضور، وتوالت الاعتذارات عدا إسرائيل وأمريكا، ورد السادات بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول الرافضة، وكانت مفاجأة لبطرس وعانى الوزير من التساؤلات حول المؤتمر فى اجتماع خاص للجنة الأمن القومى بمجلس الشعب وقرارات السادات المتسارعة بإغلاق سفارات الدول الشيوعية، وكان على بطرس تفسير ما لا يعلمه.
“بطرس غالى”
كمارفض المطالب الإسرائيلية ببيع جزء من البترول السيناوى لها، مؤكدًا أن مصر تستهلك كل إنتاجها، وكان من أكثر النقاط إثارة هى المادة السادسة فى المعاهدة التى أعطت أسبقية لمعاهدة السلام مع إسرائيل على أى التزام آخر لمصر، خاصة معاهدة الدفاع العربى المشترك،
وقد شارك الدكتور بطرس بطرس غالى على مدى أربعة عقود، في اجتماعات عديدة تتناول القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإنهاء الاستعمار، وقضية الشرق الأوسط، والقانون الإنساني الدولي، وحقوق الأقليات الإثنية والأقليات الأخرى، وعدم الانحياز، والتنمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والتعاون الإفريقي العرب
جوائز واوسمة حصل عليها د غالى
حصل الدكتور بطرس بطرس غالى على جوائز وأوسمة من 24 بلدا، تشمل إلى جانب مصر، بلجيكا وإيطاليا وكولومبيا وغواتيمالا وفرنسا وإكوادور والأرجنتين ونيبال ولكسمبرغ والبرتغال والنيجر ومالي والمكسيك واليونان وشيلي وبروني دار السلام وألمانيا وبيرو وكوت ديفوار والدانمرك وجمهورية إفريقيا الوسطى والسويد وجمهورية كوريا. وقد قلد أيضا وسام فرسان مالطة.
فقد منح دكتوراه في القانون من معهد الدولة والقانون التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو سبتمبر ودكتوراه فخرية من معهد الدراسات السياسية بباريس يناير 1992 وجائزة كريستيان أ. هيرتر التذكارية المقدمة من مجلس الشؤون العالمية، ببوسطن ،مارس 1993؛ ودكتوراه فخرية من جامعة لوفين الكاثوليكية، ببلجيكا أبريل 1993)؛ وجائزة “رجل السلام” المقدمة من مؤسسة “المتآزرون من أجل السلام” التي يوجد مقرها بايطاليا يوليه 1993؛ ودرجة دكتوراه فخرية من جامعة لافال، بكيبيك أغسطس 1993؛ وجائزة آرثر أ. هوتون الإبن المعروفة بجائزة “ستار كريستال للامتياز” والمقدمة من المعهد الإفريقي الأمريكي، بنيويورك نوفمبر 1993.
وعلاوة على ذلك، منح عضوية فخرية في أكاديمية العلوم الطبيعية الروسية، بموسكو أبريل 1994 وعضوية أجنبية فخرية في أكاديمية العلوم الروسية، بموسكو أبريل 1994 وعضوية أجنبية فخرية في أكاديمية العلوم البيلاروسية، بمينسك أبريل 1994؛ ودكتوراه فخرية من جامعة كارلوس الثالث، بمدريد أبريل 1994؛ وشهادة فخرية من كلية السلك الخارجي التابعة لجامعة جورج تاون، بواشنطن العاصمة مايو 1994 ودكتوراه فخرية في القانون الدولي من جامعة مونكتون، في نيو برونزويك، بكندا أغسطس)؛ ودكتوراه فخرية من جامعة بخارست أكتوبر 1994. ومن جامعة باكوأكتوبر 1994. ومن جامعة يريفان نوفمبر 1994. ومن جامعة حيفا
شريكة الحياة
تزوج د غالى من ليا نادلر يهودية مصرية من عائلة نادلر المشهورة, . العائلة كانت تمتلك أكبر مصانع حلويات في مصر قبل تأميمها،
مقتطفات شيقة من يوميات د غالى التى نشر ت فى جريدة الشروق
القاهرة: الأربعاء الأول من إبريل 1987
تعرضت لموقف كان سيؤدى لعواقب وخيمة. كنت أتهيأ لدخول قهوة برفقة فريقى الانتخابى، فهمس أحدهم فى أذنى قائلا: «يجب أن تغادر هذه القهوة فورا، لقد أخطأنا: إنها قهوة يرتادها الإخوان المسلمون». بالقطع لن أتراجع. دخلت القهوة ببساطة، لكننى قوبلت بصمت بارد. ربتُّ على كتف القهوجى قائلا بلهجة مرحة: «آمل أن تعطينى صوتك». ثم انسحبت بوقار بينما كان المساعدون يتنفسون الصعداء لأنهم كانوا فى غاية القلق من نتائج هذا الخطأ الذى لا يستهان به والذى وقعنا فيه
أزمة مياه النيل وازمة بناء الكنائس
القاهرة: الأربعاء، 22 يونيو 1988
اجتماع فى رئاسة مجلس الوزراء للاتفاق على أفضل طريقة للتنسيق بين جهود مختلف الوزارات بخصوص ملف مياه النيل. رئيس الوزراء يؤيدنى، لكن بعض الوزراء، خصوصا وزير الرى، يعتقدون أن وزارة الخارجية لا ينبغى لها الاهتمام بمشكلة تقنية إلى هذا الحد. إنه مخطئ. فهناك عدة دول تستخدم مياه النيل، وهذه مشكلة سياسية فى المقام الأول وتتطلب نشاطا دبلوماسيا وتقنيا على المدى الطويل.
قابلت الأنبا باخوم فى مقر الوزارة. اشتكى من إغلاق كنيسة قبطية فى سوهاج. إن مشكلة بناء الكنائس أو حتى ترميمها ما تزال تسمم العلاقات بين الأقباط والمسلمين، وذلك بسبب التنافس البدائى بين الفلاحين، فإذا بنى الأقباط فى إحدى القرى كنيسة، يجد المسلمون أنفسهم كما لو كانوا مطالبين بالعمل فورا لبناء مسجد، بل ربما يشعرون أن عليهم أن يجعلوا مئذنة هذا المسجد أعلى من برج أجراس الكنيسة.
فى الوقت نفسه فإن الشرطة وأجهزة وزارة الداخلية تعارض بصورة تكاد تكون تلقائية بناء الكنائس، ليس من منطلق دينى بالذات بل لأسباب أمنية حيث إن أجهزة الأمن عادة ما ترى أن وجود كنيسة فى قرية ما سيزيد من أعباء رجال الشرطة الذين سيضطرون غالبا لحراستها ضد أى هجوم محتمل قد يشنه عليها المتعصبون، وما قد يعقب ذلك من خلافات محتملة بين الأقباط والمسلمين، تضطر الشرطة للتعامل معها.