فلنذكر اسمائهم وشعبهم ووطنهم وكنيستهم
الاقباط يسطرون تاريخهم بالدم .. علي غرار اجدادهم واجهوا قاتليهم مرفوعي الرأس وصلوا من أجلهم
أتسعت كنيسة العذراء بالعور لما ضاق بة صدر الوطن والمنطقة ، الزهو يظهر من خلف الدموع ، والوطن في العينين ، عمائم ازهرية بيضاء ، وقلونسوات كهنة سوداء ، شباب وشابات ، كهول .. شيوخ .. اطفال ، العذراء تضم وليدها في حب ، مار مرقص يتخطي الحدود الليبية قادماً الي مصر البشارة ، القيرواني يساعد المسيح في حمل الصليب ، وكما أتت البشارة من ليبيا تعود الشهادة من جديد ، 21 أسداً من اسود نيافة الانبا بفنتيوس ، اسقف سمالوط : (ماجد سليمان ، تواضروس يوسف، هاني عبد المسيح، صموائيل الهم، ملاك ابراهيم، ملاك فرج، عزت بشري ، يوسف شكري ، ابانوب عياد ، بيشوي اسطفانوس وصموائيل اسطفانوس ، كيرلس بشري، جرجس ميلاد ، مينا فايز ، عصام بدار ، سامح صلاح ، جرجس سمير، جابر منير ،ميلاد مكين ) هؤلاء الذين استشهدو مرفوعي القامة اقوي من قاتليهم واعادوا الوطن والكنيسة الي عصر الشهادة الوطنية اللمزوجة بالجسد والدم ، اة يا وطني حتما ستنتصر .. كما انتصر اطفال بيت لحم علي هيرودس ، وتم الخلاص .
من عصر الشهداء الي عصر داعش!!
مرت المسيحية بعشرة اضطهادات :
العصر الاول : الامبراطور نيرون (65/68) م واشهر شهدائة القديسان بطرس ويولس مؤسسي كنيسة روما .
العصر الثاني : الامبراطور دومنيان (81/96) ورمي القديس يوحنا الانجيلي في زيت مغلي ولم يستشهد ونفاة الي جزيرة بطمس.
العصر الثالث: الامبراطورتراجان،(98/117) صلب سمعان اسقف اورشليم والقي اغناطيوس اسقف انطاكية للاسود ، وقتل البابا كرودونوس البطريرك السكندري الرابع.
العصر الرابع: الامبراطور مرقص اوريليوس (161/180) وشهد عصرة استشهاد الفليسوف يوستينوس في روما .
العصر الخامس : الامبراطور ستيموس ساويرس (193/211) اول الاباطرة الذين بدأوا الاضطهاد في مصر ، وكان معاصرا للبابا ديمتريوس الكرام ومن اشهر شهداء العصر القديسة العذراء بوتا مينا وحارسها باسيليوس.
العصر السادس :الامبراطور مكسيمنيوس الترافي (235/ 238) صب كل اضطهادة علي الاساقفة وظن ان بقتلهم يقضي علي المسيحية ، وكان في عصر البابا السكندري باركلاوس .
العصر السابع: الامبراطورداكيوس (249/251) اول امبراطور تمتد يده لتعذيب الشعب المسيحي بالاسكندرية ومن اشهر الشهداء .. الشهيد ابو سيفين ، في عصر البطريرك السكندري ديونيسيوس الرابع عشر.
العصر الثامن : الامبراطور فالريان (235/ 260) اشهر شهداء العصر القديسة يوستينا .
العصر التاسع : الامبراطور اورليان (270/275) واصدر مرسوماً بقتل جميع المسيحيين المصريين واشهر الشهداء اغابيطوس وماماس .
العصر العاشر : عصر دقلد يانوس (302/ 305) :
في هذا العصر الدامي ربط الاقباط بينه وبين بداية التقويم القبطي “تقويم الشهداء” ، واصدر اربعة مراسيم : منع المسيحيين الاقباط من التجمع ، وحرق الاناجيل والكتب الدينية ، وهدم الكنائس وتحريم الصلاة وصادر ايضاً جميع املاكهم لكي يرغمهم علي ترك الايمان .
إلا أن هذا الاضهاد لم يؤثر في المسيحية المصرية التي ازدهرت وارتوت شجرتها بالدم ، ومن رجم الدماء وبأخصاب من الروح ظهرت الرهبنة المصرية ، وكما وصفها د احمد شفيق غربال ” اكبر كتيبة وطنية ” ، وسقطت روما وبقت المسيحية ، ومن ابرز شهداء الاضطهاد الدقلدينوسي :(ماري جرجس ،القديسة دميانة والاربعين عذراء ، القديسة مارينا ، القديس ابانوب ، القديس مار مينا العجايبي ، الامير تادرس المشرقي ، الكتيبة الطيبية )
ولم يعش المواطنين المصريين الاقباط بالروحة سوي فترات قليلة في التاريخ ، في ظل حكم بعض الخلفاء او في الفترة من ثورة 1919 وحتي رحيل عبدالناصر 1970، ومنذ ان تحالف الراحل السادات مع الاخوان لضرب اليسار 1972وحتي ثورة 25 يناير 2011 ـ ووفق دراسات واحصائيات للكاتب ” استشهد من المواطنيين المصريين الاقباط (320) مواطناً لم يقدم من قاتليهم سوي النذر القليل ، ولم يهنئ الاقباط بثورة 25 يناير بل دفعوا منذ الاعتداء علي كنيسة الشهيدين بأطفيح وحتي 15 أغسطس 2013 (64) شهيداً وحرقت وهدمت بشكل كلي او جزئي 62 كنيسة وتم نهب وحرق وهدم مئات الممتلكات الخاصة بهم ، إلا أنهم لم يتوقفوا عن النضال في سبيل وطنهم وصور ل 21 شهيداً من قري منسية الاسماء مترامية علي طول الشط (العور ، منقريوس ، السوبي ، الجبالي ، دفش) .
المنيا من شهيد الي شهيد:
وكما ابطلت دماء 30 يونيو و14أغسطس المخطط الاخواني الامريكي ابطلت دمائكم مخطط الارهاب الاسود ، نسور السماء بقيادة السيسي تعيد لكم ولنا الكرامة الوطنية ، وتصبح دمائكم خط احمر وأمن قومي .
يكتب الانبا مكاريوس اسقف المنيا( بقدر ما كان الفيديو صادماً ، بقدر ما يحسب اقوي وثيقة مسجلة بالصوت والصورة ، وبقدر ما اثار مشاعر استياء .. بقدر ما شجع اخرين ، الذين روعوا من اهالي الشهداء من المشهد سيشعرون بالفخر والكرامة التي صارت لهم ولاولادهم من شجاعة ورباطة جأش هؤلاء الشباب وهم امام الموت مفتوحي الاعين . أعاد لنا المشهد ما كان يحدث لشهدائنا وكيف لم يجبنوا امام جلاديهم ، علي أمهات وكهنة المنيا أن يفخروا بثمرة تعبهم اذ اعدوا اولادهم للاستشهاد كما سلك اجدادهم ، أستشهادهم سيروي الكنيسة وينعشها ، لأن دماء الشهداء بذار الايمان ،لا تكف المنيا عن تقديم شهادة للوطن والمسيح، من اسبوع لاخر ،بينما كانت تتحرك الشفاة قبل الذبح ، كدت أسمع صلواتهم لأجل الذين سيقتلونهم ، من خلال التقنيات العالية ، قدم داعش ـدون قصدـ أعظم اخراج لفيلم وثائقي عن الشهداء المصريين الاقباط ، بينما سجل في الوقت ذاتة علي نفسه عملاً ارهابياً بشعاً يستحيل نفية عنهم ، لم يكون هؤلاء الشهداء كهنة او رهبانا ، ولم يتغربوا الا من أجل لقمة العيش ، ولكنهم مثلهم مثل جنود الكتيبة الطيبية ، والمزارعين في اسنا ، كانوا يحملون ايمان ابائهم في قلوبهم ، وعند الامتحان شهدوا له وماتوا لاجله ، بل أن كونهم ليسوا من الاكليروس يكسبهم كرامة أكثر، فقد كان أشهر ثلاثة شهداء في الصعيد فلاحين ، واولاد الام دولاجي كانوا عائدين من الحقل ، وسيدهم بشاي كان تاجراً وغيرهم كثيرين .. كان لهم الايمان النقي البسيط ) هكذا كانت شهادة الانبا مكاريوس عن الحدث .
فلنذكر أسمائهم ووطنهم وشعبهم وكنيستهم ، واسمها ” الكنيسة القبطية الارثوذكسية ” ومن فرط ايمانهم الممزوج بالدم يسبق لاهوت الوطن “القبطية” لاهوت العقيدة ” الارثوذكسية” في دلالة علي الوطنية المفرطة التي وصلت الي أن يصرح البابا تواضروس الثاني بعد حرق الكنائس في أغسطس 2013(وطن بلا كنائس افضل من كنائس بلا وطن ) كل تلك الملاحم الوطنية لا يدركها قتلة “داعش” ولا يجيدون أى معاني للوطنية ولا يعرفون عظمة مصر وعبق الشهادة للمسيحيين الاقباط ، وهكذا تنضم كتيبة ال 21 شهيداً الي كل شهداء الوطن.
ولازال الشهداء يتنادون من بسطاء الجنود للقادة تختلط دمائهم الذكية بالنيل والبحر ورمال سيناء وتراب الوطن ، وابداً لن تمر الفاشية وسنتتصر حتماً وتحيا مصر.