3000 خبطة بجهاز الموجات التصادمية لم تجدي في تفتيت حصوة قطرها 4سم
الأطباء لم يستطيعوا تحديد سبب لتكوين الحصوات.. ومازالت حصوات الكلي مرضا محيرا
كانوا يضعون له السوائل في صفائح حتي لا يتوقف عن الشرب.. لكن الحصاوي ظلت تطارده 23 عاما
** كريم إبراهيم عياد.. إنسان علي الأرض يعيش في قرية صغيرة بمركز ملوي.. لكنه سلسلة من العذابات التي تمشي علي الأرض.. عمره الآن 57 عاما عاش منها سنوات كثيرة في سلام وصحة وعافية حتي ربيع عمره.. وعندما جاء عام 91 كانت بداية المواجع التي تواصلت معه علي امتداد ما يقرب من ربع قرن في عمره الصغير.. خلال هذه السنوات من عام 1991 وحتي هذا الأسبوع من هذا العام دخل كريم حجرة العمليات 7 مرات.. وفي كل مرة يخرج علي أنها المرة الأخيرة, ولكن بعد أيام قد تطول أو تقصر, أحيانا تصل إلي عدة سنوات وأحيانا إلي عدة أيام, يجد نفسه مضطرا أن يعود إلي حجرة العمليات.. ليس في الأمر سر.. الأمر ببساطة أن جسمه قابل لتكوين حصوات في الكلي, وكلما تخلص من إحداها عادت حصوة جديدة لتتربع في عرش كليته.. ومن منا صادفه حتي ولو مجرد لحظات مغص كلوي يعرف معني العذابات التي عاشها صديقنا.. وقد يتصور البعض أن الأمر ليس صعبا مادام عرف السبب, وما أسهل علي الطب هذه الأيام أن يقدم العلاج الشافعي.. ولكن مع صديقنا فالأمر مختلف تماما, فمع التزامه الكامل بتعليمات الأطباء في شرب كميات كبيرة من السوائل حتي إن الذي جاء بصحبته قال لي إنه في أيام كثيرة كانوا يضعون له مشروب شيح ببقدونس بوبونج, في صفائح حتي لا يتوقف عن شرب السوائل.. ولكن تبقي إرادة الله فوق إرادة البشر, وتبقي مشيئة فوق مشورة الأطباء.. حقيقي أن الطب قد وضع يده علي بعض الأسباب, فالذين يمتصون كمية من الكالسيوم عن طريق تناول اللحوم بكثرة فإن بعضه قد يتبلور قبل أن يغادر الجسم مشكلا حصاة.. لكن أيضا الذين لا يأكلون اللحوم كصديقنا كريم الذي يجد بالكاد رغيف الخبز فإن جسمه يبقي قابلا لتكوين الحصوات.. ومن هنا أيضا أكد لي د. ثابت أن هناك بعض الحالات لا يستطيع الأطباء أن يحددوا سببا لتشكيل الحصوات, ولهذا ظلت حصوات الكلي مرضا محيرا حتي وإن اختلفت في أحجامها من الدقيقة كحبيبات الرمل إلي هذه التي يمكن أن تملأ تجويف حوض الكلي.
** نعود إلي سلسلة عذابات كريم مع حصوات الكلي.. أول مرة يدخل حجرة العمليات كانت في عيادة الدكتور محمد شلبي, أيام صعبة وربما لهذا هو يتذكرها كأنها بالأمس, مضي 23 عاما ولكنه مازال يذكر د. شلبي في عياد المتواضعة بأسيوط, ويذكر الجنيهات المعدودة التي دفعتها له الكنيسة ولكنها بحساب هذا الزمان كانت شيئا كبيرا, والمنظار اختراع جديد في عالم الطب, ويعد كريم من أوائل أهل الصعيد الذين أجري لهم منظار لتوسيع واستئصال حصوات بالحالب.. بعدها بعامين – 1993 – ظهرت حصوة جديدة بالكلي اليمني, وبعد أن فشلت كل العلاجات في التخلص منها دخل حجرة العمليات للمرة الثانية, وكانت هذه المرة في مستشفي سانت ماريا بأسيوط ليستأصل الدكتور الجراح روماني نجيب حصوة بالكلي اليمني.. بعد أقل من عام ظهرت من جديد حصوة بالكلي اليسري – 1994 – واستئصلها له بالجراحة الدكتور أحمد التوني بملوي.. سنوات عديدة مرت بعد آخر جراحة في عام 1994 حتي ظن أن جسمه لم يعد فقط قابلا لتكوين حصاوي, بل إنه طارد للحصاوي!!.. إلي أن ظهرت بعد 14 سنة حصوة جديدة عام 2008!! ولأول مرة تم تفتيتها بجهاز الموجات التصادمية في مستشفي الراعي الصالح بسمالوط.
ويبدو أن كل حصوة تجر في ذيلها حصوة فبعد أن توقفت لسنوات عادت مرة أخري بعد عام من آخر عملية, وكانت تكاليف التخلص من الحصوات قد ذادت ووصلت إلي أرقام لا يملكها, وحتي كنيسته غير قادرة علي مواجهة هذه التكاليف وسط الاحتياجات المتزايدة لرعاياها, وسعي إلي إصدار قرار علاج علي نفقة الدولة, وفي عام 2009 دخل مستشفي أحمد ماهر بالقاهرة لتفتيت الحصوة بجهاز الموجات التصادمية.. وهذا العام – 2014 – بدأت المتاعب تعود من جديد.. الأطباء كانوا يرون أن الحصوة كبيرة ويصعب استئصالها إلا بالجراحة, ولكن في الوقت ذاته عضلة بطنه ضعفت نتيجة كثرة الجراحات وتعرضها للموجات التصادمية, أضف أنه أصبح يعاني من ارتفاع في الضغط وضعف في عقلة القلب مما لا يحبذ إجراء جراحة.. وعادنا إلي الحلقة المفرغة: كيف تستأصل الحصوة الكبيرة دون جراحة.. المعادلة الصعبة أنها ربما تحتاج إلي أكثر من جلسة بجهاز الموجات فوق فوق التصادمية, وأنها تحتاج إلي رعاية واهتمام خاص.
** صرخ كريم إلي الرب.. أمل يارب اذنك واسمعني لأني مسكين ويائس أنا, خلص عبدك المتكل عليك, ارحمني يارب لأني إليك أصرخ اليوم كله, فرح نفس عبدك, لأنك أنت يارب صالح ووديع ورحمتك كثيرة لجميع المستغيثين بك.. وصل صراخ كريم إلي الرب واستجاب.. جاءته الدعوة في خادم من بلدته – عزية عبدالعزيز – يعرف الدور الذي يقوم به وطني في تخفيف الآلام المألمين.. ذهب إلي كاهن قريته وأحضر له خطاب وجاء به ليقف معناه في المحطة رحبنا به بحفاوة لأننا نسعد بالذين في أكثر شدة وألام.. نصرخ بأن نشاركهم في حمل صليبهم.. واصطحبناه إلي الدكتور ثابت إلياس, استشاري المسالك البولية بمستشفي العذراء بالزيتون.
** التشخيص الذي حدده الدكتور ثابت إلياس من المناظير الأولي لمريضنا أنه يعاني من حصوة متشعبة بحوض الكلي الأيسر وجيب الكلية السفلي مع انسداد أسفل الحالب إلي هنا والمسألة تبدو بسيطة كما يظهر من التشخيص.. ولكن المشكلة فيما أبعد من هذا, فالتاريخ المرضي لمريضنا يؤكد أن جسمه قابل لتكوين الحصاوي, وفي كل مرة يتخلص من حصوة تظهر حصوة جديدة. هذه سادس حصوة في جسم كريم بعضها استئصل بالجراحة والبعض بالمناظير والموجات التصادمية.. ومن هنا رأي الدكتور ثابت إلياس لن نعرضه مرة أخري لمخاطر الجراحة.. لكن المشكلة أنها حصوة كبيرة حوالي 4سم وهذه يمكن أن تحتاج إلي أكثر من جلسة فمن المتعذر تفتيتها في جلسة واحدة.. حقيقي أنه سيأخذ 3000 خبطة وهو الحد الأقصي للخطبات في الجلسة الواحدة, ومع كل هذه الخبطات وارد ألا تتفتت الحصوة لأن حجمها كما قلنا من قبل – 4سم – ولأنها أيضا صلبة!! ولهذا بعد الجلسة الأولي – أو المرة السادسة التي يدخل فيها كريم حجرة العمليات طلب الدكتور ثابت إلياس عمل أشعة بعد 15 يوما لمناظرة الوضع الجديد.. وجاءت نتيجة الأشعة لتؤكد ما كان يتوقعه د. ثابت, فمازال جزء من الحصوة ساكن بحوض الكلي الأيسر.. وكان القرار أن تجري جلسة ثانية بجهاز الموجات التصادمية.
** اليوم الأحد 14 ديسمبر كان موعد دخول كريم للمرة السابعة حجرة العمليات.. نتائج الأشعة الأخيرة والمعلومات التي حددتها لمكان الحصوة بأبعادها دخلت مع الساعات الأولي لهذا الصباح وحدة الكمبيوتر المعالجة لجهاز التفتيت بالموجات التصادمية الذي أعدته مستشفي السيدة العذراء بالزيتون بحجرة عملياتها.. علي مدي نصف ساعة كنا مع مريضنا كريم – داخل حجرة العمليات – ومعنا الدكتور ثابت إلياس.. كان يتابع مع الغني علي شاشة الكمبيوتر كل المعلومات والنتائج.. وأعتقد أنه لولا أنني كنت موجودا ما كنت سأصدق قوة الصوت الذي يخرج مع كل خبطة كنت أخشي علي المستشفي من الانهيار.. وخشيت علي كل من حولي أن يتعرضوا لصدمة عصبية.. وخشيت بالدرجة الأولي علي مريضنا الذي لو لم يستسلم لتأثير مخذر البنج وراح في غفوة لتعرضه هو أيضا لصدمة عصبية.. لكن الدكتور ثابت إلياس أكد لي أنه ليس ثمة خطر في كل هذا, فنظرية عمل هذا الجهاز قائة علي تفريغ شحنة كهربائية بيير قطبيني, وأن الموجات المتولدة من هذه الشحنة تتجمع في نقطة واحدة هي التي تحدث هذا الصوت الضخم, وأنه بتركيز طاقة الموجات الصوتية في نقطة واحدة تتفتت الحصوة تحت تأثير الطاقة الكثيفة الصادمة المطبقة عليها.. ومع ذلك عاد الدكتور ثابت إلياس ليؤكد مرة أخري أنه قد لا تتفتت البقية الباقية من الحصوة في هذه الجلسة, وربما نحتاج إلي جلسة ثالثة إذ ما أجريت أشعة بعد أسبوعين وظهر فيها أن جزءا من الحصولة الكبيرة الصلبة مازال موجودا بحوض الكلي.. لأنه ليس أمامنا من مفر ونحن وراء هذه الحصوة إلي أن نفتتها تماما.
عاد كريم إلي بلدته.. ولكن هذه المرة سمعته يتمتم بكلمات داود النبي أبارك الرب في كل وقت, وفي كل حين, تسبيحه في فمي, بالرب تفتخر نفسي, ليسمع الودعاء ويفرحوا, طلبت إلي الرب فاستجاب لي, ومن جميع مخاوفي نجاني.
فيكتور سلامة
———–
العطاء.. بالدموع!!
ظهر الأحد الماضي رن التليفون المحمول الذي أحمله لعمل الخير 01144503376, رناته صارت معروفة لأذني تحمل الفرحة إلي نفسي المتعطشة إلي إسعاد كل متألم وشفاء كل مريض.. نغمات تليفون المحطة تذكرني بألحان بيتهوفن الموسيقار البائس الفقير الذي لم يشعر بإبداعه إلا في آخر ساعات حياته عندما كبر وأصبح أصم لا يسمع.. كان علي الطرف الآخر صديق من الإسكندرية.. في البداية عرفني بنفسه فهو واحد ممن يقفون معنا صباح كل أحد علي المحطة يتابع كل أحمالنا.. بعدها سألني أسئلة كثيرة ودخل في تفاصيل أيقنت منها أن حبه لا يقف عند المحطة فقط بل هو ممتد إلي كل الجريدة الأم وطني.. ولكن عندما عاد بنا الحديث إلي المحطة وحالات المرضي المتعبين والمتألمين الذين نرعاهم.. تقطعت كلماته.. أجهش صوت بالبكاء. وصلتني بمشاعر دافئة كلماته المتقطعة تذكرني بأصدقائنا المرضي الذين مازال يذكر حالتهم ويتذكرهم بالاسم.. وصارحني أنه مرات كثيرة لا يستطيع أن يستكمل قراءة قصص المتألمين الذي نصحبهم في رحلاتنا من شدة تأثره لحالهم.. قال لي إنه أحيانا يسمع صوت أنينهم يخرج من بين كلماتنا.. وفي فرحة المعطي المسرور قال لي إن له عطية يريد أن يقدمها قطرة في نهر الخير الذي يرعي المرضي لأنه مطمئن جدا أن تخطيته ستصل إلي مستحقيها, وأن عطيته التي هي من عطايا الرب ستفرح الرب عندما تساهم في شفاء مريض يئن ويتألم ولا يجد علاجا.. ولكنه لا يعرف كيف تصل إلينا.. ووعده أن نرسل له زميلنا مراسل وطني في الإسكندرية ومعه إيصالا بعطيته – 5000 – فنحن جميعا نعمل في حقل الخير ونصل إلي كل صناع الخير أينما كانوا حتي لا نرهق أحدا يسعي إلي المشاركة ولا يعرف الطريق.
فيكتور….
———-
صندوق الخير
300 جنيه فاعل خير
200 جنيه هاني فاعل خير
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
1000 جنيه محب مارمينا والبابا كيرلس
1000 جنيه فاعل خير
300 جنيه من يدك وأعطيناك
100 جنيه طالبة شفاعة أنبا كاراس بأسيوط
50 جنيها طالبة شفاعة العذراء بأسيوط
350 جنيها من يدك وأعطيناك بأسيوط
200 جنيه فاعل خير بالسويس
10000 جنيه علي روح السيدة عايدة عطاالله منصور
5000 جنيه فاعل خير بالإسكندرية
———–
19500 تسعة عشر ألف وخمسمائة جنيه